الإثنين: 14/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

خريجة الجامعة تتحدى نظرات المجتمع بمطبخ

نشر بتاريخ: 11/06/2013 ( آخر تحديث: 11/06/2013 الساعة: 19:01 )
غزة- خاص معا - رغم أنها حاصلة على شهادة جامعية ومتزوجة من موظف إلا أن الظروف أجبرتها على امتهان عمل إعداد الطعام للمناسبات المختلفة وهي تفتخر بقدرتها السريعة والمبتكرة في أعداد العديد من أطباق الأطعمة من أي بلد كان.

تجذبك أم لؤي السيلاوي (32 عاما) من الشجاعة شرق مدينة غزة لحديثها فهي تمتلك روحا مرحة لتقول لوكالة معا "لا أعترف كثيرا بشهادتي الجامعية، فقط أنا متخرجة من تخصص تربية بمعدل 82 وحاولت كثيرا أن احصل على عمل في تخصصي ولكن لم استطع لا في المؤسسات الخاصة ولا في المؤسسات الحكومية".

وخلال تواجدها في منزلها تعلمت العديد من الوصفات المختلفة للأطعمة وكانت تطبقها على عائلتها وأقاربها فطلبت منها احدى جاراتها أن تعد عددا من الأطباق في حفل ميلاد ابنها, ولتكون مائدة أعجب بها كل من حضر ليطلب منها حاضرو الحفلة أو أقاربهم أن تعد هذه الأطعمة في مناسباتهم المختلفة لهم.

لم تقبل السيلاوي في البداية بان تعد الأطعمة وتبيعها ولكن قطع راتب زوجها اجبرها على أن تبدأ في امتهان هذه المهنة لتقول "الظروف والحياة الصعبة تجبرك على أن تمتهن مهنا مختلفة، صحيح أن مهنة إعداد الطعام مهنه شريفة وفيه ذوق عالي ولكن لا يتقبلها المجتمع".

وعن المصاعب التي واجهتها خلال عملها قالت "أكثر ما عانيت منها هي كلمات من هم حولي, وكيف أنني خريجة جامعة وامتهن هذه المهنة وأيضا لأنني من سكان الشجاعة وهي منطقة لا تنظر بعين الرضا لعمل المرأة فكيف بإعداد الطعام, فارتبطت هذه المهنة بمهنة الخادمة رغم أنني اعد الطعام في منزلي ولا اذهب إلى أي مكان".

السيلاوي لم تهتم إلى كل هذه الصعوبات وما كانت تسمعه من حديث يضايقها وخاصة بعد أن تركت منزل العائلة لتسكن في منزل خاص بها واحتاجت إلى مصدر دخل آخر غير راتب زوجها فأصرت على أن تثبت جدارتها وان تتحدى الجميع وتساعد زوجها في سداد قيمة المنزل الجديد والديون التي تراكمت عليه.

وتقول "الظروف تجبر الإنسان على أن يتحمل كل شيء ولكن أن تحب أيضا ما تعمل به يساعدك كثيرا على أن تقف أمام الجميع, كما أنني أجد الدعم من زوجي وتشجيعه وحاليا أنا أوفر كل احتياجات منزلي عن طريق عملي, وأسد من راتب زوجي قيمة المنزل الذي اشتريناه".
|223143|
وتؤكد أن حبها لعملها هو الأساس والسبب الرئيسي في نجاحها وإبداعها, فاستطاعت أن تنجز كل ما يطلب منها رغم أن عددا من الزبائن كان يطلبها أن تعد أطعمة غريبة لا تعلمها وحتى أنواع صينية وفرنسية وايطالية وان كانت مكلفة بشكل كبير فكانت تعود إلى مواقع الانترنت لتتعلم عمل هذه الأطعمة.

تشارك اليوم السيلاوي في الكثير من المعارض التي تدعم النساء ودائما لها زاوية تتميز فيها وتجد اقبلا كبيرا على منتجاتها الغذائية لروعة المذاق, بالإضافة إلا انه منتج في المنزل فهو أكثر نظافة من المحلات المختلفة, ولإنتاج الأفضل تضيف "لا اقبل أكثر من طلبين في اليوم حتى أنتج طعام فاخر فانا أحاول أن أحافظ على الزبون ولا أريد أن افقدهم, وحتى إذا طلب مني طعام غريب لا اقبل غيره حتى أنتجه بأفضل شيء".

وتبين انه يوجد الكثير من العائلات في غزة تتوجه إلى النساء العاملات في هذا المجال للأسباب السابقة وكونها ارخص ثمنا من المحلات, وتتمنى أن تجد الداعمين لها لافتتاح محل خاص بها لتنتج بشكل اكبر وان تكون مثلا للإنسانة المجدة والمثابرة لغيرها من النساء اللواتي لا يقبلن أن يفرض المجتمع عليهن نظرته الرافضة لعمل المرأة.