وزيرة التعاون السويدية: "انتهز الفرصة لتحقيق السلام والأمن!"
نشر بتاريخ: 11/06/2013 ( آخر تحديث: 11/06/2013 الساعة: 15:45 )
بيت لحم - معا - خصت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي السويدية غونيلا كارلسون معا بمقالة بعنوان "انتهر الفرصة لتحقيق السلام والامن"..
وجاء نص المقالة...
اليوم عندما أعيد زيارة فلسطين.. أشعر بمزيد من الإحباط... هل أوشك باب حلّ الدولتين أن يُغلق؟ تتحدث التطورات على الأرض بلغة واضحة. تتوسع المستوطنات غير الشرعية ويتزاحم الفلسطينيون مجبرين أن يعيشوا وراء الحواجز.. تحت إهانات يومية... كثر من ينتظرون ساعات طويلة عند نقطة التفتيش وهم في الطريق إلى المدرسة أو العمل... البعض يخاف أن يُطرد من بيته... أما قطاع غزة فتبقى في انعزالها التام... وكل عام ينمو الانقسام السياسي الفلسطيني الداخلي ومعه يزيد العنف.
وعلى الجانب الآخر من السلك الشائك، يعيشون الإسرائيليون في المزيد من العزلة وانعدام الامان في منطقة التغير السريع.
ان هناك قلق من ان ينمو هذا الإحباط وأن يدير العالم ظهره للاسرائيليين والفلسطينيين.. إننا نتحمل مسؤولية مشتركة لهذا واهتمام شخصي لمواصلة الجهد لتحقيق عملية السلام في الشرق الاوسط.
بعد عشرين عاما على اتفاقيات أوسلو، ما تزال هناك فرصة للتوصّل إلى حلّ الدولتين.
تبذّل الولايات المتّحدة الامريكية الآن مجهودا كبيرا لإقناع الأطراف بالجلوس على طاولة المفاوضات... والإتحاد الأوروبي مستعد لدعم هذه المفاوضات...
وعادت مبادرة جامعة الدول العربية تلفت النظر. لذلك على الإسرائيليين والفلسطينيين أن يغتنموا هذه الفرصة لتحقيق السلام والامن- ربّما الأخيرة – من أجل تحقيق السلام والأمن. ولكن يجب الاستعجال – فقد يفوت الوقت !
رغم استمرار الاحتلال الاسرائيلي وعدم وجود تقدم سياسي الا ان بناء الدولة الفلسطينية شهد تقدما، ويشارك المجتمع الدولي في تقييم صندوق النقد الدولي والبنك الدولي بأنّ المؤسسات الفلسطينية تحقق متطلبات قيام دولة فاعلة. يوجد اليوم قاعدة ولو كانت ضعيفة للدولة الفلسطينية.
سيجري قريبا وضع استراتيجية جديدة للتعاون الإنمائي بين السويد وشركاءنا الفلسطينيين. وستستمر السويد في تحمّل مسؤلياتها.. وسنستمر ببذل الجهود في جميع الأراضي الفلسطينية - الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة.
سنركّز في جهودنا في بناء الدولة الفلسطينية... وفي نفس الوقت ستكون السويد في الطليعة في مكافحة التطورات السلبية في "المنطقة ج" في الضفة الغربية، حيث لا يسمح للمؤسسات الفلسطينية العمل بينما تحل المستوطنات الاسرائيلية محل السكان المحليين.
يجب أن تُحدث المساعدات المقدَّمة من السويد اختلافا حيث انها بالغالب حاجات ماسة. لقد أصبح الفلسطينيون معتمدين - أكثر من أيّ شعب آخر في العالم- على المعونات من الخارج... وإنّ المساعدات المقدّمة لفلسطين ترتبط بمخاطر جمّة والتحدّيات كبيرة... والمساعدة الممنوحة تتطلب إنجازات سياسية لتحقيق نتائج مستدامة طويلة الأمد.
ان الاحتلال وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية هو العقبة الرئيسية أمام حلّ الدولتين وهو السبب امام الاعتماد على المساعدات.
ان حرّية الحركة للفلسطينيين وللبضائع داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها يجب أن تزيد بشكل كبير لكي ينهض الاقتصاد وتنخفض نسبة البطالة... هذا ينطبق بشكل خاص على قطاع غزة حيث يجب على إسرائيل أن تبذل جهودا اكبر. انّ العزل أمر مستهجن أخلاقيًا ويعطي نتائجا عكسية على الصعيد السياسي، كما يجعل المساعدات الإنمائية أعلى تكلفةً.
ويجب على الفلسطينيين أن يعمّقوا سياسة الإصلاح، وأن يكافحوا جميع أشكال العنف، وأن يحترموا حقوق الإنسان بصورة كاملة.. كما يجب إنهاء الإنقسام الداخلي وإجراء انتخابات ديمقراطية.
ان السويد من أهمّ المانحين للأونروا - فقد بلغت مساهمتنا 56 مليون دولار في العام الماضي.( تعمل هذه الاذرع من الأمم المتّحدة منذ 1949 من أجل اللاجئين الفلسطينيين وتخدم اليوم 5 مليون لاجئ في المنطقة ). وسوف تستمرّ السويد بالمساهمة في تخفيف معاناة اللاجئين وفي توفير الاهتمام السكن والصحة والتعليم لهم. لكن على المدى البعيد هذا ليس حلا مستداما حتّى من وجهة نظر المانحين.
وفي اسرائيل، هناك العديد منهم من يدعي ان الوقت الحالي ليس المناسب لتحقيق عملية السلام مع الفلسطينيين.. فعندما تشتعل المنطقة تصبح الرؤية غير واضحة.. ومن سخرية القدر أن الصراع في سوريا يجبر اللاجئين الفلسطينيين أن يرحلوا مرّة أخرى، ويصبحوا "لاجئين اللاجئين" في الشرق الاوسط.
تنامي ظاهرة عدم الاستقرار يعني ان نافذة الفرصة لحل الدولتين ستغلق، لكن التاريخ سيحكم على من لمن يرى فرصة ايجاد حلول سلمية للصراع الفلسطيني الاسرائيلي قبل ان يفوت الاوان.
يجب أن تفهم اسرائيل أن سياسة الإحتلال غير مجدية على المدى البعدي - من أجل ذلك ولأسباب دولية منطقية واقتصادية.. أن التعاون مع الفلسطينييىن حيث تكمن الفرصة ليس تهديداً لديموقراطية اسرائيل ولأمن دولتها.
أما الفلسطينيون فلا بدّ من يُجمعوا على رؤية مشتركة في الديموقراطية والوسائل السلمية لتحقيق الاعتراف والتعايش مع جيرانها دولة اسرائيل.. ويجب أن يتمّ ذلك بقيادة قيادة حكيمة لدولة فلسطينية موحّدة مع ولكل الفلسطينيين.
الاحباط لا يجب ان ينتصر.. وعلى القيادة الفلسطينية والقيادة الاسرائيلية ان يغتنموا الفرصة للسلام والامان الان.
جونيلا كارلسون.
وزيرة التطوير والتعاون الدولي السويدية
شغلت خلال اخر 20 عاما مناصبا عدة عليا في البرلمان السويدي، منها، نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية، نائب عضو لجنة الشؤون الاتحاد الأوروبي، عضو مناوب في الوفد السويدي إلى مجلس الشمال الأوروبي، عضو لجنة الشؤون الخارجية، عضو لجنة الشؤون الاتحاد الأوروبي، عضو لجنة التعليم، وعضو في البرلمان، ونائب رئيس حزب (EPP)، رئيس وفد حزب معتدل في البرلمان الأوروبي، وعضو لجنة الشؤون الخارجية وحقوق الإنسان والأمن المشترك وسياسة الدفاع، وغيرها الكثير.