الجمعة: 27/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

نتنياهو يهدد الأسد.. لكنه مرعوب من بوتين

نشر بتاريخ: 11/06/2013 ( آخر تحديث: 13/06/2013 الساعة: 21:05 )
بيت لحم- معا - حين أطلق نتنياهو يوم أمس تهديده خلال جلسة للخارجية والأمن التابعة للكنيست للرئيس السوري بشار الأسد كان يتحدث فعليا للرئيس الروسي بوتين.

صحيح أن تهديدات الأسد بإشعال جبهة الجولات تثير قلق إسرائيل لكن من يجعل النوم يجافي عيون قادتها السياسيين والعسكريين هي التصرفات الروسية وليس شيئا آخر قال المحلل العسكري لصحيفة "يديعوت احرونوت" اليكس فيشمان في مقاتله المنشورة اليوم الثلاثاء تحت عنوان "القنبلة اليدوية الروسية".

"يتصرف الروس في سوريا مثل المجانين ويلقون الى برميل البارود السوري مزيدا من عيدان الثقاب المشتعلة ولا يرون إسرائيل مطلقا، وقد كسروا مجموعة الخطوط الحمراء التي رسمتها إسرائيل أمام سوريا، وبكل بساطة يضرون بمصالح إسرائيلية واضحة وهامة غير عابئين مطلقا بالنتائج" أضاف فيشمان.

تحاول إسرائيل فهم ما يفعله الروس وما يخططون لفعلة وإلى أي مدى سيذهبون بعيدا في هذا السياق وما هو حجم الضرر الذي سيلحقونه بها (إسرائيل) لهذا يمكن القول بانه ليس من باب الصدفة قرر نتنياهو في الفترة الأخيرة رفع سماعة هاتفه مرتين ليتصل بالرئيس الروسي بوتين ولذات الغاية سافر قبل أسبوعين مهرولا نحو مدينة سوتشي الروسية ويمكننا القول إن الاثنين تبادلا خلال الاتصالات الهاتفية الأخيرة رسائل سرية.

حين نتحدث عن عيدان الثقاب المشتعلة لا نقصد بالضرورة صواريخ S300 التي يستمتع الروس بالحديث عنها علنا جهارا نهارا، بل يرسلون للميدان مزيدا من "الزجاجات الحارقة" الأكثر خطرا من الصواريخ المذكورة حيث هاجمت إسرائيل مطلع العام الجاري إرسالية صواريخ مضادة للطائرات من طراز SA17 ولا يوجد ادني شكل بان الروس حين فرشوا هذه الصواريخ على رصيف ميناء طرطوس حيث يتمتعون بالحكم الذاتي كانوا يعرفون تماما بان الهدف النهائي لهذه الصواريخ هو لبنان أي حزب الله.

هناك من اعتقد في إسرائيل بأنه وفي حال مهاجمة هذه الشحنة فان الرسالة الرمزية ستصل الروس الذين سيتوقفون عن الإضرار بمصالح إسرائيل لكن هذا الأمر لم ينجح حيث واصل الروس تزويد السوريين بالأسلحة الثقيلة مع علمهم التام بأنها ستتسرب في النهاية إلى حزب الله موجهين أصابعهم نحو إسرائيل قائلين ماذا ستفعلون الان؟ هل ستهاجمون مرة أخرى؟! قال فيشمان في سياق التحليل.

تقع الشكاوى والرجاء الإسرائيلي الموجه للرئيس بوتين على آذان صماء حيث يشتَم الدبُ الروسي رائحة الضعف في تهديدات إسرائيل التي تقف من ورائها أمريكا سواء في الموضوع الإيراني أو السوري لا تقنع الروس بجديتها وتجلت ثقة الروس بأنفسهم من خلال تصريح بوتين حول استعداد بلاده إرسال 400 جندي ليحلوا مكان الجنود النمساويين المنسحبين من القوات الدولية العامة بالجولان المحتل، وحين قيل له إن هذا الأمر يتعارض مع الاتفاقيات الدولية رد "قيصر" روسيا الجديد أن هذه الاتفاقيات والأعراف تنتمي لمرحلة الحرب الباردة ويجب تغييرها.

ولم يكتف "قيصر" روسيا الجديد بالتصريحات بل ستشرع قوة مهام روسية خاصة مكونة من 20 سفينة حربية عملها مطلع تموز القادم في مياه البحر المتوسط ترافقها مقاتلات ووسائل قتال جوي روسية.

واختتم فيشمان تحليله بالقول "أصاب التكبر والتعجرف الروسي الرئيس بشار الأسد بالعدوى فأخذ هو الاخر يهدد بمعاقبة اسرائيل، اذا ماذا تبقى لنتنياهو؟ الاستمرار بالتهديد على امل ا ن يخشاه احد ويصاب بالذعر من تهديداته؟!.