الأحد: 08/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

"أحلام اليقظة".. ونظرية بناء "الهيكل وفق الوصايا العشر"

نشر بتاريخ: 16/04/2007 ( آخر تحديث: 16/04/2007 الساعة: 13:01 )
القدس- تقرير محمد عبد ربه- تثير المحاولة التي قام بها متطرفون يهود أمس لالصاق الوصايا العشر على مدخل باب المغاربة أحد البوابات الرئيسية للمسجد الأقصى مخاوف لدى مسؤولي الأوقاف الإسلامية في القدس من خطورة المرحلة القادمة وما يخطط له هؤلاء المتطرفون من خلال محاولتهم تلك التي قد تشكل بداية لتنفيذ نظرية من أربع نظريات وضعوها لبناء الهيكل.

هذه النظرية كان تضمنها كتاب صدر مؤخرا في اسرائيل ويلقى رواجا كبيرا في أوساط المتطرفين اليهود، يعرض بالتفصيل نظريات ممكنة التحقيق لبناء الهيكل، ومن بينها الشروع فورا ببنائه كمرحلة أولى في موقع الحفريات الاسرائيلية الجارية حاليا في باب المغاربة بتصاميم خاصة.

وتقوم هذه النظرية على بناء عشرة أعمدة بعدد الوصايا العشر بلصق الحائط الغربي للمسجد الأقصى وبارتفاع يساوي ساحة المسجد الأقصى الحالية، وفوق هذه الأعمدة يقام بناء الهيكل، ومن هناك يتجه البناء الى عامود مقدس يزعمون أنه موجود في ساحة الصخرة المشرفة.

وقريبا من هذه النظرية يتضمن الكتاب نظرية ثانية تنادي ببناء الهيكل قرب الحائط الغربي للمسجد الأقصى على نحو عمودي بحيث يرتفع بناء هذا الهيكل اعلى كثيرا من المسجد الأقصى على أن يتم ربطه مع ساحة المسجد من الداخل.

وتقترب هاتان النظريتان كثيرا من واقع ما يجري حاليا في باب المغاربة من إزالة لتلة باب المغاربة التاريخية، وما تقوم به سلطة الآثار الاسرائيلية من توسعة لساحة حائط البراق خاصة مصلى النساء اليهوديات، وما سبق ذلك من قيام سلطة الآثار الاسرائيلية من تفكيك كثير من العمارات الاسلامية وأهمها "دار الإمارة الأموية" واستخدام حجارتها الضخمة في بناء حديقة اسمنتية، والاحتفاظ بكثير من هذه الحجارة في أماكن سرية لاستخدامها مستقبلا في بناء الهيكل حال شرع بذلك، حيث يزعم الإدعاء الاسرائيلي بأن حجارة "دار الإمارة" هي من بقايا هيكلهم المدمر.

كما يتصل بهاتين النظريتين أيضا تركز شبكة الأنفاق الواسعة التي حفرها الاسرائيليون في المكان وأشهرها نفق البراق الواقع على امتداد الحائط الغربي للمسجد الأقصى، إضافة الى أعمال بناء الكنيس اليهودي الجارية في شارع الواد حاليا والمطل على ساحات المسجد الأقصى من ناحية الغرب متوسطا الطريق أعلى نفق البراق، وهو في ارتفاع مبناه يعلو بناء المسجد الأقصى، ولا يبعد كثيرا عن سلسلة مبان يسيطر عليها مستوطنون حولت الى مدارس تلمودية، اضافة الى مبان تحولت الى مراكز شرطية كما هو الحال بالنسبة لعقار آل الهدمي، ومبنى المحكمة التنكزية في منتهى شارع السلسلة.

ويزيد عدد العقارات التي تسيطر عليها جماعات يهودية متطرفة على امتداد الجدار الغربي للمسجد الأقصى عن عشرين عقارا من أصل 70 عقارا كانوا استولوا عليها منذ العام 1983.

ويقول هايل صندوقة أحد أبرز المختصين في متابعة الاستيطان اليهودي في القدس القديمة أن تركيز السيطرة اليهودية على عقارات تتاخم المسجد الأقصى ليس له الا هدفا واحدا وهو السيطرة لاحقا على المكان سواء خارج ساحات الأقصى أو داخله وقد بدأوا بالفعل مشروعهم هذا منذ فترة ويعملون على مدار الساعة لبلوغ هدفهم النهائي.

وحذر صندوقة من أن السيطرة على العقارات يرافقه ترحيل صامت للمقدسيين أصحاب هذه العقارات ، وبالتالي اقتطاع أمكنة جديدة ومساحات اضافية ، وسيكون بمقدورهم مستقبلا منع المصلين من الوصول الى داخل المسجد لأن الوصول اليه سيصبح عبر تجمهاتهم الاستيطانية.

في حين يعتقد الشيخ د. عكرمة صبري رئيس الهيئة الاسلامية العليا أن ما يجري من سيطرة على العقارات حول المسجد الأقصى، واستمرار الحفريات في باب المغاربة يمهد بالفعل لترجمة نظريات بناء الهيكل واقعا على الأرض / محذرا من خطورة ما يجري.

وعبر صبري عن قلق متزايد مما يقوم به الاسرائيليون واندفاعهم نحو مزيد من الحفريات ، ومن تغيير يحدثونه على الأرض، وسط صمت عربي واسلامي.وقال :" من الواضح أن الاسرائيليين انتقلوا من النظريات الى مرحلة البناء على الأرض وهذا ما يحصل الآن".

يذكر أن "أحلام اليقظة" يشتمل على نظريتين أخريين لبناء الهيكل ، إحداهما تبدو غير واقعية تماما ومستحيلة التطبيق يطلق عليها اسم " الترانسفير العمراني " أي حفر مقطع التفافي حول مسجد قبة الصخرة بعمق كبير جدا ونقل المسجد كما هو خرج القدس، واقامة الهيكل مكانه.

وتقترح هذه النظرية مكانا بديلا لوضع مسجد الصخرة فيه وهو منطقة خرج أسوار البلدة القديمة فيما يعرف ب " جورة العناب " على بهد 200 متر تقريبا من باب الخليل أحد الوبات الرئيسية للقدس القديمة.

أما النظرية الثالثة فتنادي ببناء الهيكل على أنقاض المسجد الأقصى برمته بعد ازالته تماما, ولهذه النظرية أتباع ومؤيدون بل هناك تنظيمات يهودية عنيفة تنادي بازالة المسجد الأقصى كان أخطرها التنظيم الإرهابي اليهودي الذي خطط في مستهل الثمانينيات لتفجير المسجد الأقصى بزعامة يهودا عتصيوني، في حين تتبنى جماعات أخرى مثل " أمناء جبل الهيكل "أراء متماثلة مع هذه النظرية، ويلتقي مع أهداف هذه الجماعات جمعيات استيطانية تشرف على تهويد القدس القديمة والسيطرة على عقاراتها مثل "عطيرات كهانيم"، و"عطيرات ليوشنا ".