الإثنين: 14/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

صيادلة في غزة يحذرون من انهيار مهنتهم

نشر بتاريخ: 12/06/2013 ( آخر تحديث: 12/06/2013 الساعة: 18:46 )
غزة- معا - تذمر الصيادلة من الواقع الذي تمر به مهنتهم في قطاع غزة، معترضين على بعض القرارات التي اتخذتها نقابتهم واعتبروها خاطئة وتمس بعملهم بشكل خطير.

الصيدلي عبد الله الديراوي (55 عاماً) صاحب صيدلية في مخيم النصيرات قال لـ معا: "للأسف هنالك تخبط بالقرارات من قبل نقابة الصيادلة، وفي مقدمتها الإجازة الإلزامية يوم الجمعة، وباعتقادي أنه قرار خاطئ، بل كان من الممكن اتخاذ قرار بالمناوبة بدل الإجازة، خاصة وأن مستوصفات القطاع لا تغطي أبسط احتياجات المواطنين من الأدوية".

ويرى الديراوي ان هذا القرار كان بداية لسلسلة قرارات "تخبطية" تبعها محاولات لضبط أسعار الأدوية ومنع المهربة منها باستثناء 50 أو 80 صنف مصري، قيل انه لا يوجد لها بديل، ولكن بعد ذلك لا نعلم ماذا حدث، حيث أن النقابة لم تعمم أو توافي الصيدليات بأي قرارات، باستثناء توزيعها لتسعيرة بعض الأدوية وتغريمها لبعض الصيدليات التي خالفت الأمر في البداية.

وانتقد الديراوي رقابة نقابة الصيادلة على الصيدليات ورأى أنها ليست بالمستوى المطلوب، مشيرا إلى ضبط بعض الصيادلة يبيعون أدوية مهربة وممنوعة "كالترامادول" ولكنهم خرجوا من السجن بغرامات وكفالات مالية.

وفي السياق ذاته، قال الصيدلي هيثم أبو كرش: "هناك تسعيرة للأدوية في كافة دول العالم، تحتم على الصيدليات الخاصة البيع بسعر موحد، ولكن في غزة تغيب التسعيرة لاعتبارات ما".

وأضاف "فيما يتعلق بالرقابة من قبل النقابة، كانت الرقابة في السابق ملحوظة، أما في الوقت الحالي أصبحت الرقابة على عدد قليل من الصيدليات، وبشكل غير دائم، أو يمكن القول أن الرقابة باتت ضئيلة جداً من قبل النقابة".

وفيما يتعلق بالرقابة من قبل وزارة الصحة، قال أبو كرش: "ليس للوزارة دور في عملية الرقابة على صيادلة غزة".

وبالنسبة للأدوية المهربة ولا سيما المنشطات الجنسية منها، قال أبو كرش: "أصبحت ثقافة لدى الشعب الغزي تناول المنشطات الجنسية، وأصبحوا يبحثون عنها ويطلبونها من كافة الصيدليات المتواجدة".

وفي ختام حديثه دعا أبو كرش كلا من نقابة الصيادلة ووزارة الصحة المقالة في غزة إلى تفعيل دور الرقابة على صيدليات القطاع.

بدورها امتنعت نقابة الصيادلة في غزة عن التصريح لمراسل معا مكتفية بالقول "سيتم التصريح عند حدوث شيء ملموس على ارض الواقع فيما يتعلق بشكاوى الصيادلة".

وكانت مجموعة من صيادلة غزة أصدرت بيانا اشتكت فيه من ضعف الرقابة على الصيدليات وعدم محاسبة المخالفين، الشيء الذي أدى إلى تماديهم في الإخلال بآداب وأخلاقيات المهنة، بحسب ما جاء في البيان.

وأوضح البيان أن مهنة الصيدلة باتت تعاني من مشاكل متعددة تهدد بانهيارها، مشيراً إلى أنها تتمثل في دخلاء ليس لهم أي علاقة بالصيدلة يمارسون البيع في الصيدليات دون رقيب أو حسيب، إضافةً إلى بعض الأدوية المهربة والمجهولة المصدر والتي تغزو الصيدليات، ولا سيما المنشطات الجنسية منها.

وعبر الصيادلة في بيانهم عن استهجانهم من قرار وزير الصحة المقال بعدم ضبط أسعار البيع في الصيدليات، بالإضافة إلى عدم دعم النقابة في خطواتها نحو ضبط المهنة، وإنهاء ظاهرة المضاربة التي تعاني منها الصيدليات.

كما طالب الصيادلة الجهات المسؤولة وخاصة وزارة الصحة المقالة بان تقوم بدورها في تنظيم مهنة الصيدلة، وتطبيق ما جاء في نظام مزاولة هذه المهنة، وخاصة فيما يتعلق بضبط التسعيرة.

كما وحمل الصيادلة وزير الصحة المقال مسؤولية انهيار مهنة الصيدلة في قطاع غزة، وما يترتب عليها من مخاطر على المجتمع المحلي، ودعوه إلى التحرك العاجل لإنقاذ هذه المهنة من الانهيار.

بدوره قال الدكتور ماهر شامية مدير عام ديوان وزير الصحة التابعة للحكومة المقالة في غزة في لـمراسل معا : "قد يكون هناك مضاربة في أسعار الأدوية في بعض صيدليات القطاع، ونحن في الوزارة لا ننفي ولا نؤكد بصورة مطلقة وجود نوع من المضاربة".

وأكد شامية أن وزارته سمحت لصيادلة غزة ببيع الأدوية دون الحد الأدنى للتسعيرة، مشيراً إلى عدم مخالفتهم نظراً لمراعاتهم لظروف أبناء الشعب، بشرط ألا يصبح الأمر نوعا من أنواع المضاربة، على حد قوله.

وفيا يتعلق بالأدوية المهربة ومجهولة المصدر قال شامية: "ما زال قطاع غزة محاصر، وليس هناك اعتراف من أي جهة رسمية بفك الحصار، ونحن في وزارة الصحة لا نتمكن من إدخال الأدوية بشكل رسمي ودوري عبر المعابر الرسمية، كما أن حاجة القطاع للأدوية ماسة جداً، ونحن في الوزارة وضعنا أولوية للتفتيش الصيدلي، وفي النهاية نعتبر أن الأدوية المهربة الموجودة في صيدليات القطاع غير رسمية ونعمل على ملاحقتها بشكل دائم".

وتابع شامية حديثه: "فيما يتعلق بالمنشطات الجنسية مجهولة المصدر، تعمل الوزارة من خلال التفتيش المستمر على سحبها من الأسواق، أي أن كافة المنشطات المجهولة المصدر سيتم سحبها من أسواق غزة".

وفي ختام حديثه، أكد شامية انه لا يمكن للوزارة ضبط الأمر بشكل مطلق، مشيرا إلى عملهم بشكل مستمر على منع انتشار المنشطات المهربة في صيدليات القطاع.