الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الهندي.. المنحوتات المقدسية ملهمتي في الفن التشكيلي

نشر بتاريخ: 16/06/2013 ( آخر تحديث: 16/06/2013 الساعة: 10:41 )
غزة- معا - بينما كنت اتجول في غرفته البسيطة وقعت نظراتي على إحدى لوحاته الموحية ذات الألوان المتشابكة لتعبر عن هدف لا يفهمه سوى من خطتها يداه، لغرابة رسومها وخطوطها.

عن هذه اللوحة يقول الفنان التشكيلي يوسف الهندي "هذه اللوحة رسمتها اثناء الحرب, وتمثل عناصر فنية وخمسة وجوه وأجزاء متلاحمة, كانت تعبر عن مأساة الناس وواقعهم المرير بالحرب من تكافل ومن خوف على بعضهم البعض, أما اللون الأحمر الرمز السائد فيه والدلالة على الدم أما شتان بينه وبين اللون الأزرق الذي يدل على الرصاص المسكوب بصورة مطر نتيجة صراع معين".

الشاب الهندي لم يتجاوز 21 عاما يدرس بالسنة الثالثة بقسم الخدمة الاجتماعية في جامعة القدس المفتوحة, اتجه منذ الصغر ليوجه اهتماماته بالعمل الفني والتشكيلي.

يقول: "نشأت وترعرت بين أزقة مخيم الشاطئ, فأنا من عائلة بسيطة, وكرست خطواتي من بداية حياتي للفن بإيقاعات منتظمة الخطى لأجل الوصول لما اطمح إليه في هذه الحياة, مثل أي إنسان لديه هدف في الحياة".

أضاف الهندي, أما بخصوص النحت "بداياتي الأولى كانت عام 2010 منذ ان ضم عمي "علي" موضوع المنحوتات المقدسية في احد المتاجر التراثية في مدينة غزة, وكانت الفكرة في البداية من اجل الربح والمادة وليس اكثر من ذلك, لكن أفكاري تبلورت واختلفت حين غرست أول أظفار النحت في قطعة جبس, ليتحول بعد ذلك لصراع للعمل.

"مقاومة بنوع مغاير"

أما عن الدافع لتعلقه بالفن، فبين الهندي أنه فلسطيني وما يثيره يثير كل إنسان عنده ضمير حي ووجداني, فالقضية الفلسطينية بحاجة لمقاومة من نوع أخر سلمية بعيدة عن أدوات الحرب التقليدية, التي تعبر عن الداخل بسلاح يصل إلى جميع الفئات وبأذواق فنيه اكثر إقناعا إضافة إلى نشر الثقافة الفلسطينية وثقافة الإنسان الفلسطيني, فللنحت رونق خاص جدا بين كل الفنون.
|223974|

وعن المسارات التي أثرت في حياة الهندي قال: "بيئتي والمحيط الذي أعيش فيه له نوع خاص من الوعي الفني الهادف ذا قيمة فنية عالية, والدي له من الوعي والذوق الفني الكثير, فساهم في توجيهي في بداية مسيرتي الفنية, كما لا أنسى فضل عمي زكريا فهو له وجهه فنيه عالية فهو ممثل مسرحي وذو رؤية فنية راقية, وعمي علي ممثل مسرحي ومهندس ديكور, وهم من كان لهم الفضل الكبير علي بعد الله".

ومن خلال الحديث معه عن بداية مشواره للفن قائلا:"بدايتي عندما انضممت لإحدى الدورات الفنية التي أقامتها جمعية الفنانين في عام 2003, وكنت حينها اصغر الملتحقين فيها, إذ لم يتجاوز عمري حينذاك 12 عاما, مقارنة بأعمار الملتحقين المشاركين من طلبة الجامعات.

كينونة خاصة "كما أن الفنان أ.رشاد شبلاق قد أصر على وضع بصماته في قاموس حياتي، فتبنى موهبتي لفترة قاربت 6 أشهر من عام 2006م، ليعلمني "تقنية" خاصة في رسم المناظر الطبيعية، ودمج نوع من الألوان الساحرة من محض الخيال لتضفي على العمل الفني رونقي الخاص، وبعد هذا المشوار قررت الانطلاق وحيدًا مكونًا لنفسي كينونتي الخاصة.

وأضاف الهندي بخصوص النحت فقال:"وجدت نفسي معه في مطلع عام 2010, حينما لفت انتباهي عمي "علي" موضوع المنحوتات المقدسية في احد المتاجر التراثية في غزة, كان بداية الفكرة من اجل الربح والمادة ليس اكثر من ذلك, ولكن شرعت أفكاري بتغير من مبدأ الربح إلى مبدأ التناغم مع أطروحاتي الفنية, لتتحول بعد هذا الصراع لعمل فني وليس تجاري, من اجل إبراز القضية الفلسطينية, فأطلقت على عملي النحتي حينها اسم "المنحوتات المقدسية"

صعوبات وانجازات فعلية

ومن الصعوبات والمشاكل التي عانى منها الشاب الهندي لتمثيل فلسطين في الخارج, أجاب بان السبب لإضاعة العديد من الفرص للسفر للخارج بسبب رفضه الأمني ومنعه من الحصول على جواز فلسطيني دون سبب مسبق, غير انه إنسان من غزة رافض لكل أشكال التعصب الحزبي, ومن بعض العقبات التي واجهته "الدكاكين الفنية" فالفن أصبح عبارة عن تعصبات وتكتلات –حسب قوله- الكل يبحث عن نفسه ومصالحه, فهدفه من عمل المنحوتات المقدسية المساهمة في إبراز قضية القدس في نفوس العالم والأجيال المغيبة عن الوعي الحضاري والثراتي لفلسطين.

أما على صعيد المعارض الفنية لرسوماته ومنحوتاته التشكيلية فقد أقيم أول معرض شخصي في عام 2009 باسم"جنون الليل" وشارك في مهرجان للفنون الدولية في ايطاليا العديد من المعارض والمهرجانات, وفي عام 2010 شارك ف مشروع متنقل لإبراز الفنانين الفلسطينيين في الخارج وكان ذلك ببلجيكا, ولقد أعطاها لقب اكثر الأعمال التي نالت إعجاب الناس جدارية لمدينة القدس القديمة’ وسوف تدخل هذه الجدارية الغمار في مسابقة جائزة فلسطين للإبداع أدق عمل نحتي نحاتون محليون.

وعن هواياته قال الهندي "أتطرق لنوع من هواية الكتابات لكن بشكل محدود وغير فعال مقارنة بأعمالي الفنية, ولا اعرف ربما امتلك مواهب أخرى في داخلي تعجز ريشتي وأظفار النحت في كثير من الأحيان التعبير عنها".

وأوضح الهندي أنه بصدد تأليف كتاب عن الشباب والنهضة, وكيف نزرع فن التعبير لنحصد ثمار ثورات الربيع العربي وقضية فلسطين في العالم اجمع مؤكدا على ذلك.

وعن أحلامه قال الهندي إنه يحلم بأن يرتقي بالفن نحو الأفضل لخدمة القضية الفلسطينية وإبرازها من خلال أعماله الفنية لأجل النهوض بفن راق.
|223973|