الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

نتائج تشريح الشهيد الأسير أبو حمدية تؤكد وجود إهمال طبي

نشر بتاريخ: 16/06/2013 ( آخر تحديث: 19/06/2013 الساعة: 08:47 )
رام الله - معا - أظهرت نتائج تشريح جثمان الشهيد ميسرة أبو حمدية، الذي استشهد في سجون الاحتلال الإسرائيلي في الثاني من شهر نيسان الماضي، وجود إهمال المرحوم الشهيد صحياً بعدم التعاطي مع الشكوى المرضية والحالة الصحية، التي كان يعاني منها على الرغم من وجود تشخيص مبدئي للسرطان.

وقال مدير معهد الطب العدلي الفلسطيني، د. صابر العالول، في مؤتمر صحفي عقد اليوم الأحد في مركز الاعلام الحكومي برام الله: تأخرت إدارة السجن بنقله إلى المستشفى وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة له، وعدم إعطائه حتى المسكنات التي تتناسب مع حالته المرضية.

وشدد د. العالول على أن التقرير يحمل إدارة مصلحة السجون المسؤولية المباشرة عن ذلك، ولا يعفى من المسؤولية أطباء السجون، ويتحملوا كذلك مسؤولية قانونية وأخلاقية للتعامل السيء مع المرضى، وعدم قيامهم بواجبهم الطبي الإنساني.

وأكد د. العالول أن التقرير أوضح أن سبب الوفاة هو مرض السرطان الطلائي غير المتمايز "كارسينوما" والمنتشر بالرئتين والرقبة والعقد اللمفاوية والكبد والدماغ والعظم والنخاع العظمي من الدرجة الرابعة النهائية.

وأوصى التقرير بتشكيل لجنة دائمة من خبراء الطب الشرعي محلية ودولية تكلف بزيارة الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، والوقوف على أحوالهم الصحية، والخدمات الطبية المقدمة لهم.

وأضاف د. العالول أن عملية نقل الأسير من السجن إلى المستشفى لم تكن بواسطة سيارة إسعاف مجهزة تتناسب وحالته الصحية، وكل ذلك يعتبر مخالفاً للمعايير الدولية للتعامل مع الأسرى والمرضى منهم تحديداً، كما أنه لم يتم معالجة الشهيد بأية مواد كيماوية أو إشعاعية.

وقال د. العالول إن التشريح أظهر أن الجثة ذات بنية عضلية هزيلة أثناء الحياة، وأن عموم أنحاء الجثة خالية من أية آثار لشدة خارجية أو عنف، ولا يوجد آثار تعذيب أو ربط.

وأضاف العالول: الصفة التشريحية أظهرت وجود سرطان بالحنجرة بالجهة اليمنى لمنطقة الأحبال الصوتية، منتشر في الغدد اللمفاوية العنقية التي كانت بدورها متضخمة بشكل كبير، وكذلك انتشار للسرطان بشكل واسع في جميع الأعضاء الداخلية كالغدة الدرقية، الرئتين، الكبد، القلب، عظام الفقرات الصدرية والقطنية، وأحد الأضلاع الصدرية.

وتابع د. العالول: الرأي الفني للتقرير يقول أن الورم السرطاني غير المتمايز "كارسينوما" والمنتشر بالرئتين والعقد اللمفاوية والكبد والعظم والدماغ والنخاع العظمي من الدرجة الرابعة النهائية عمره لا يقل عن 6 شهور، وقد يصل لعدة سنوات، وكان يتسبب بألم شديد في الجسم، ولم يعالج شعاعياً ولا كيماوياً.

وقال د. العالول أيضاً: الانتشار بالشكل الواسع الموصوف الذي يدل على أن المرض منذ فترة زمنية طويلة يشير إلى إهمال طبي واضح بعدم إعطائه العلاج الصحيح واللازم والسريع، علماً بأنه لم يتبين لنا وجود أي أثر علاج كيماوي أو شعاعي، مما أدى إلى الانتشار بكثافة.

من جانبه، قال وزير شؤون الأسرى والمحررين، عيسى قراقع إن الأسير الشهيد ميسرة أبو حمدية هو أحد ضحايا سياسة الإهمال الطبي المتعمدة التي تتبعها سلطات الاحتلال بحق الأسرى الفلسطينيين.

وأكد قراقع على أن 52 أسيراً فلسطينياً استشهدوا من مجموع 204 شهيداً بسبب عدم تقديم العلاجات الطبية اللازمة لهم.

وحمل قراقع دولة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن جرائم الحرب الممارسة بحق الأسرى الفلسطينيين، وأكد أن التقرير الطبي أوصى بتشكيل لجنة طبية دائمة محلية ودولية لزيارة الأسرى في سجون الاحتلال.

وأكد قراقع أن سياسة الإهمال الطبي لا تزال مستمرة، بل وتزايدت بشكل كبير في السنوات الثلاث الأخيرة، حيث زادت نسب الأمراض بنسبة 80%، وبدأت تتكشف وجود أمراض السرطان والأمراض الخبيثة والخطيرة، حيث اعترفت إسرائيل بوجود 25 مريضاً بالسرطان، وهو ما يعني أن السجون باتت وباء.

من ناحيته، اعتبر وزير العدل د. علي مهنا إن سياسة الإهمال الطبي بحق الأسرى هي سياسة إسرائيلية ممنهجة وهي قديمة جديدة منذ استشهاد الأسير عبد القادر أبو الفحم وحتى اليوم.

وأكد د. مهنا أن القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان يؤكدان صراحة على أن الدولة الآسرة هي التي تتحمل قانوناً المسؤولية عن حياة الأسرى.

وشدد د. مهنا على ضرورة العمل على إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين كافة من سجون الاحتلال، وضرورة معاملتهم كأسرى حرب، موضحاً أن الموقف الرسمي الفلسطيني يقوم على أساس العمل على فضح إجراءات الاحتلال كافة، ومن ضمنها الجرائم بحق الأسرى.

من ناحيته، أكد رئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس أن نتائج التشريح أثبتت ما ذهبت له التصريحات الفلسطينية التي أكدت أنه استشهد جراء سياسة الإهمال الطبي، حيث كان الاعتماد سابقاً على التشريح الإسرائيلي، ولكن الكل يعلم أن إسرائيل دولة مجندة لصالح أمنها.

وأضاف فارس: ما قلناه أن ميسرة قتل، وكما كان متوقعاً طعنت إسرائيل في روايتنا، ولكن الأمانة الطبية أكدت روايتنا وأكدت أنه قتل.

وطالب فارس بضرورة جميع الوثائق والمستندات لتعزيز الموقف الفلسطيني بأن إسرائيل تتعمد قتل الأسرى، مؤكداً أن أبو حمدية قتل بدم بارد.

ودعا فارس إلى ضرورة ترجمة التقرير الطبي إلى جميع اللغات، وإلى ضرورة إرساله إلى كل المؤسسات والمنظمات الدولية لفضح جرائم الاحتلال، خاصة أن سياسة الإهمال الطبي لا تزال مستمرة.

من ناحيتها، طالبت شقيقة الأسير الشهيد، اعتدال أبو حمدية، السلطة الفلسطينية بمساعدة العائلة على رفع قضية على دولة الاحتلال تكشف فيها عن الحقائق لمعاقبة المسؤولين عن استشهاد شقيقها.

وقالت أبو حمدية إن شقيقها الشهيد أصيب عام 2007 بنزيف حاد في المعدة ونقل إلى مستشفى الرملة، دون إجراء فحوص حقيقية للكشف عن حقيقة ما أصابه.

وبينت أن تقرير التشريح الفلسطيني الأردني كشف أموراً كثيرة حاولت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إخفاءها وعدم الحديث عنها، ونتائج التقرير كذبت إدعاءات الاحتلال بأنه استشهد بسبب التدخين لأنه لا يدخن.