عمالة الأطفال خطر حقيقي يتهدد الطفولة
نشر بتاريخ: 16/06/2013 ( آخر تحديث: 05/07/2013 الساعة: 13:19 )
الخليل- تقرير معا - باتت العطلة المدرسية خطراً حقيقياً يتهدد حياة الكثير من الأطفال في محافظة الخليل نظراً لانتشار ظاهرة عمالة الأطفال بشكل واضح على مفترقات الطرق والشوارع العامة حيث كانت العطلة المدرسية تعد المنفذ الآمن والوحيد لترويح الطفل عن نفسه بعد ضغوطات العام الدراسي لتتحول من امن إلى خطر حقيقي يتهدد طفولتهم.
وقال إبراهيم العبسي مدير العلاقات العامة والإعلام بمديرية شرطة الخليل ان عمالة الأطفال هي ظاهرة تنتشر إثناء العطلة المدرسية في صفوف العائلات ذات الدخل المحدود والمتدني ويسعى من خلال ذلك بعض الأطفال للعمل على مفترقات الطرق والشوارع وفي البرد وتحت أشعة الشمس للعمل على تحسين دخل الأسرة او تأمين بعض الاحتياجات الخاصة بهم من خلال عملهم على الطرقات العامة.
وأضاف العبسي ان هناك أسباب خطيرة أخرى قد تتعدى الموضوع المادي والاحتياجات وهي غياب الرقابة من الوالدين على أطفالهم بالإضافة الى قيام بعض الأطفال بهذا الإعمال دون علم الوالدين حيث يعيش بعض الأطفال في أوقات العطلة المدرسية حالة من الفراغ مما يضطر الطفل الى إشغالها بأي من الإعمال.
وأشار العبسي إلى ان العطلة المدرسية يجب إن تستغل من قبل الأهل لتحسين ظروف أبنائهم الأكاديمية والثقافية عن طريق إعطائهم الدورات الخصوصية او إشراكهم في المخيمات الصيفية والتي تقوم بتوعيتهم وتقديم الرعاية السليمة لهم ودمجهم في مجتمع متجانس من حيث العمر والثقافة والتحصيل العلمي لتجنيبهم من اللجوء الى العمل على مفترقات الطرق ليكونوا عرضه لمن يسعى الى استغلالهم واستغلال طفولتهم.
وأكد العبسي إن هناك استغلال أخر يتعرض له بعض الأطفال وهو ليس خروجهم للعمل على الطرقات العامة وإنما قيام بعض الإباء بتشغيل أبنائهم في مصانعهم ومصالحهم الخاصة من اجل توفير الأيدي العاملة على حساب براءة أطفالهم.
|224146*الزميل احمد هوارين يحاور مدير العلاقات العامة والاعلام في الشرطة|
وطالب العبسي بضرورة الاهتمام ومحاربة ظاهرة عمالة الأطفال لما تشكله من خطورة على مستقبل أطفالنا وضرورة تكاتف الجهات ذات العلاقة مثل الشرطة ووزارة الشؤون الاجتماعية من اجل تجنيب أطفالنا موضوع العمل في الفترة العمرية الأولى من حياتهم ولنرفع شعار "أطفالنا فلذات أكبادنا واجب حمايتهم مسؤولية وطنية وأخلاقية على الجميع".
وقال عامر الجنيدي محامي الحركة العالمية لدفاع عن الأطفال في مدينة الخليل ان عمالة الأطفال ظاهرة اجتماعية منتشرة في المجتمع الفلسطيني وهي ظاهرة خطيرة جداً قد تعرض حياة الطفل للخطر وتساهم في إعاقة نموه البدني والنفسي والعقلي والروحي خاصة اذا قام بالعمل في ظروف مادية وصحية صعبة سواء بأجر مادي او بدون اجر.
وأضاف الجنيدي ان ظاهرة الأطفال الذين يقومون بالعمل على الإشارات المرورية وفي الأسواق العامة وبالقرب من مفترقات الطرق في ضوء الظروف المناخية الصعبة وتحت أشعة الشمس قد تعرض الطفل الى كافة أنواع وإشكال الاستغلال وقد تصل في كثير من الأحيان الى الاستغلال الجنسي بالإضافة الى تعريض حياتهم للخطر وهذا الأمر يؤدي الى العديد من النتائج السلبية والخطيرة على حياتهم.
وأشار الجنيدي ان الحركة العالمية لدفاع عن الأطفال قامت بإطلاق حملة وطنية لمحاربة الاستغلال الاقتصادي الذي يتعرض له الأطفال مطلع العام الحالي والتي تستمر حتى مطلع العام القادم حيث جرى تدريب ما يقارب 30 إعلامي من مختلف وسائل الإعلام لتسليط الضوء على ظاهرة عمالة الأطفال بالإضافة إلى وضع خطة عمل لكيفية التعامل مع هذا الظاهرة ومحاربتها.
وطالب الجنيدي كافة المؤسسات ذات الشأن سواء حكومية أم أهلية بأخذ الدور الريادي والهام لها لمحاربة ظاهرة عمالة الأطفال والتي باتت تؤرق المجتمع الفلسطيني وتدق نقوس الخطر حول مستقبل هؤلاء الأطفال.
وفي ذات السياق قال احد الأطفال العاملين في الطرقات العامة والذي رفض الكشف عن اسمه انه يبلغ من العمر 15 عاما حيث يعمل في مجال إيصال الخضروات على عربة من داخل الأسواق منذ 3 سنوات، اضطر للخروج والعمل في هذا المجال نظراً للظروف الاقتصادية الصعبة التي يتعرض لها.
|224148|