الاغاثة الزراعية تنظم ندوة حوارية في طوباس
نشر بتاريخ: 17/06/2013 ( آخر تحديث: 17/06/2013 الساعة: 12:00 )
طوباس - معا - نظمت الاغاثة الزراعية وبالتنسيق مع محافظة طوباس والأغوار الشمالية امس الاحد، ندوة حوارية عن واقع الاغوار في قرية كردلا بالأغوار الشمالية على شرف مرور 30 عاما على تأسيس الاغاثة الزراعية بعنوان "حقوق ضائعة ومرجعيات متعددة" تضمنت ما تحتاجه منطقة الاغوار من متطلبات واحتياجات من اجل العيش الكريم في ظل ممارسات اسرائيلية وسرقة للثروات الطبيعية واقتراحات لتوحيد الجهود المنصبة لتطور وتنمية مناطق الاغوار وتبعيتها لعدة محافظات ادارية.
وشارك بالورشة التي اقيمت تحت رعاية المحافظ مروان طوباسي، د.شداد العتيلي رئيس سلطة المياه و د.سامر الاحمد مدير الاغاثة الزراعية في الشمال ومعتز بشارات مسؤول ملف الاغوار ممثلا عن المحافظ ومدير الحكم المحلي بالمحافظة طارق عمير ومدير الزراعة م. مجدي عودة ورئيس مجلس قروي كردلة غسان فقها ورؤساء وممثلي المجالس المحلية والتجمعات البدوية لقرى الاغوار وممثلي الجمعيات التعاونية والزراعية وحشد من المواطنين.
وافتتح د.الاحمد الندوة الحوارية بالتأكيد على اهمية منطقة الاغوار الاستراتيجية كونها البوابة الشرقية للدولة الفلسطينية الامر الذي يتطلب من الجميع العمل على تطويرها وتنميتها وتمكين صمود المواطنين فيها من البقاء في وجه مخططات الاحتلال وممارسات مستوطنيه ضد كافة التجمعات والقرى بالأغوار.
وأضاف الاحمد "على شرف 30 عاما على تأسيس الاغاثة الزراعية والتي انطلقت من منطقة الاغوار تحديدا نعلن عودتنا للعمل بقوة بالأغوار وفي تنمية قطاع الثروة الحيوانية والقطاع الزراعي مشيرا ان الاغاثة الزراعية حققت نجاحات في مجال تنمية قطاع الثروة الحيوانية بدعم من الاتحاد الاوروبي وخاصة في المناطق التي تقع تحت سيطرة الاحتلال والتي تصنف " ج " وان حدود العمل مفتوحة وهدف الاغاثة الزراعية هو تحقيق التنمية المستدامة وتطوير قطاع الزراعة والثروة الحيوانية مقدما شكره لكافة المؤسسات التي تعمل جنبا الى جنب مع الاغاثة الزراعية والى المؤسسة الاسبانية التي عملت مع الاغاثة لتطوير العمل والأداء في الاغوار".
وبدوره، نقل بشارات تحيات المحافظ مروان طوباسي مؤكدا ان ما يدور بالأغوار لا يقل خطورة عما يدور بالقدس وان الاحتلال يسعى ضمن خطط ممنهجة لإفراغ منطقة الاغوار من ساكنيها عبر ممارسات عنصرية تستهدف مقدرات المواطنين ومقومات الحياة الاساسية لدفعهم لترك مساكنهم والرحيل عن المنطقة مشيرا ان مجموع الانتهاكات والإخطارات يتزايد بشكل كبير مقارنة بالأعوام الماضية يصل للضعفين مما يؤكد على مضي الاحتلال في تنفيذ مخططاته التهجيرية والاستيطانية اضافة الى سرقة المياه وإغلاق الابار وتجفيفها والتضييق على المزارعين، مضيفا " ان المحافظة تعمل وبالتنسيق مع المجالس المحلية بالأغوار لمتابعة اجراءات الاحتلال قانونيا عبر استصدار اوامر احترازية بوقف عمليات الهدم الا ان الاحتلال يسلك طرق اخرى عبر مصادرة المعدات والماشية وفرض غرامات باهظة لاسترجاعها مما يشكل عبئا ماديا كبيرا على كاهل المواطنين والمزارعين منهم".
وثمن بشارات دور كافة المؤسسات الاغاثية والمؤسسات الدولية العاملة بمنطقة الاغوار مشيدا بدور الاغاثة الزراعية ومجموعة الهيدرولوجين في تنفيذ مشاريع تتعلق بالقطاع الزراعي والمياه والمؤسسات التي توفر ما دمره الاحتلال واحتياجات المواطنين ومؤسسات الدولة لتمكين المواطنين من الصمود والبقاء في اراضيهم.
واستعرض منجد ابو جيش مدير دائرة الضغط والمناصرة في الاغاثة الزراعية مراحل تأسيس الاغاثة الزراعية والتي انطلقت من الاغوار عام 1983 من خلال عدد من المتطوعين لدعم المزارعين بالأغوار وكافة مناطق فلسطين وتحولت لمؤسسة تعمل بشكل منظم وتشبك مع المؤسسات والجمعيات التعاونية والزراعية والمجالس المحلية.
وأشار ابو جيش ان الاغاثة ومنذ تأسيسها قامت بتأهيل واستصلاح 100 الف دونم زراعي وشق وتأهيل 1392 كم طرق زراعية وزارعة ما يقارب 2.5 مليون شجرة وإنشاء وتأهيل 400 بئر زراعي في مناطق "ج" و 260 كم خطوط مياه ناقلة غالبيتها في مناطق الاغوار والتي تتجه الاغاثة لتركيز العمل بها اكثر بالمرحلة المقبلة وضمن خطتها الاستراتيجية التي اطلقت عنوانها " القدس والأغوار " والتركيز على المشاريع التنموية والاستمرارية ومن اجل الحصول على الحقوق وليس المساعدات.
بدوره، اشار عمير ان تعدد المرجعيات بالأغوار يحد من تطوير المنطقة رغم كل ما تقدمه المحافظات ومؤسساتها والمؤسسات الاغاثية مقدما عدد من الاقتراحات التي يتوجب العمل عليها من ابناء المنطقة كتشكيل وحدة ادارية جغرافية خاصة بالأغوار او تشكي مجلس تنسيقي اعلى لإدارة شؤون الأغوار من كافة المؤسسات والوزارات المختصة اسوة بملف القدس اضافة الى تشكيل بلديات واتحادات لمناطق الاغوار ـ مضيفا ان هذا الامر يحتاج الى دراسة معمقة وقرارات من القيادة الامر الذي يتيح لمنطقة الاغوار اهتماما اكبر وموازنة خاصة، مشيدا بكل من يساهم ويعمل من اجل تطوير المنطقة وتحقيق التنمية رغم وجود العائق الاكبر وهو الاحتلال.
واستعرض د. العتيلي واقع قطاع المياه بالأغوار منذ سيطرة الاحتلال على الضفة الغربية وقطاع غزة عام 1967 مشيرا ان الاحتلال وضع نهر الاردن والمصادر الرئيسية للمياه تحت سيطرته و حرم الفلسطينيين من استغلالها مضيفا ان موضوع المياه لا يقل اهمية عن مواضيع الحل النهائي كالقدس واللاجئين وان اي تغيير على كمية المياه او مد خطوط ناقلة او حفر ابار يتطلب موافقة اللجنة المشتركة والتي يقوم الاحتلال دوما برفض اي تغييرات ويضع العراقيل امام اي جهد تبذله سلطة المياه لتوفير المياه للمواطنين وخصوصا في المضارب البدوية مخالفا بذلك كافة الاتفاقيات وهو ما ينطبق على اي مؤسسة محلية او دولية تعمل في مجال تطوير قطاع المياه، مؤكدا ان سلطة المياه تعمل وباستمرار لتوفير المياه للمواطنين عبر بدائل عدة منها توزيع الصهاريج ونقل المياه عبرها كما انشات عدة ابار مركزية في المناطق الرئيسية والقرى، مؤكدا ان جزء من الحل يكمن بتوحيد الجهود والتعاون بين الجميع.
مدير الزراعة م. مجدي عودة استعرض قصص النجاح التي حققها القطاع الزراعي بالمحافظة رغم عراقيل ومضايقات الاحتلال، مشيرا ان صمود المزارعين وإصرارهم على البقاء بالارض وما اكتسبوه من الخبرات بالعمل جعل من تنمية قطاع الزراعة ممكنا اضافة الى تعاون المؤسسات العاملة بالمجال الزراعي، مضيفا ان الوزارة تعمل وضمن القوانين والأنظمة على تعزيز صمود المزارعين وتنمية مقومات الزراعة وان الاحتلال خلال السنوات الاخيرة مارس ضغوطا كبيرة على المزارعين لثنيهم عن الاستثمار بالأرض من خلال اجراءات ومضايقات على الحواجز والتحكم بمصادر المياه الا ان التعاون المشترك والمسؤولية الجماعية تجاوزت بعض من تلك الممارسات وحققت نجاحات متتالية.
وتم خلال الندوة الحوارية فتح باب النقاش حول احتياجات اللمواطنين ومتطلباتهم وطرق توفيرها وما يأملون بتحقيقه من الحكومة و المؤسسات الاغاثية والدولية كما تم عرض فيلم وثائقي عن قصص نجاح بالقطاع الزراعي في بلدة طمون والذي اعتبر نقلة نوعية في الاستثمار الزراعي والحد من عمالة المستوطنات واستغلال الخبرات الفلسطينية.
واستعراض دور منظمات المجتمع المدني ومرجعيتها في تحقيق التنمية والتطور في كافة القطاعات اضافة الى سرد رئيس مجلس المالح والمضارب البدوية عارف دراغمة قصص المعاناة اليومية لسكان الاغوار الشمالية جراء ممارسات الاحتلال اضافة الى دور الجمعيات التعاونية وتجييشها كأدوات تغيير وبناء في سبيل تحقيق الصالح العام وتطوير القطاعات والتي استعرضها مصطفى فقها.