غازي حمد خص معا بمقال ... في ذكرى الانقسام : في بيتنا شيطان !!
نشر بتاريخ: 18/06/2013 ( آخر تحديث: 18/06/2013 الساعة: 14:11 )
بيت لحم- معا - خص القيادي في حركة حماس الدكتور غازي حمد وكالة معا المستقلة مقالة يتحدث فيها عن مرور ست سنوات على الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة دون حدوث اختراق لجهة انهائه.
وهذا نص المقال :
اليوم بلغ من العمر ستة اعوام, والله يعلم كم يمتد عمره وكم سيطول !! يوم أن ولد, جاءنا المولود (المسخ) بشعا ,مخيفا , مشوها مقيتا , كريه المنظر منتن الرائحة... خرج الينا من بين زخات الرصاص وجثث القتلى ومن بين برك الدماء .. لكننا أفسحنا لهذا (المسخ) مكانا أن يسكن معنا ويعيش بيننا ويشاركنا فصول حياتنا !!
لقد تسلل هذا (المسخ) الى سراديب حياتنا .. سكن بيوتنا , ملأ شوارعنا .. التصق بظهرنا .. ركب على اكتافنا و "دلى " قدميه .. التف حول اعناقنا .. ضحك منا وضحك علينا .. هو " نكبة " جديدة .. هو هدية ذهبية للاحتلال, كما وصفها محللون وسياسيون اسرائيليون , ومع ذلك لا زال يعيش معنا في البيت, يدخل علينا الغرف ويجلس بدون استئذان , كما هو الشيطان الذي قال الله تعالى عنه " ان الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا ", فاتخذه بعض الناس صديقا وخليلا وعشيقا ..!!
لا يزال هذا " المعتوه " يأكل معنا , ويشرب ,.. يسمن ويتمطى , ويسير الهوينا في أزقتنا , فخرا وخيلاء بأنه سيد الموقف .. يرمقنا كل يوم بسخرية يقول لنا " لقد فشلتم في مصالحتكم .. فشلتم في وحدتكم .. فشلتم في مشروعكم الوطني " .. لا يزال هذا المجنون يهرول ويزعق في شوارعنا , كما الذئاب العاوية, يملأ حياتنا نكدا ورهقا .. لا يزال يرجمنا بالحجارة من فوق الاسطح ويكسر زجاجنا ويكشف عوراتنا .. تركناه يجري كما يشاء , ويلهو كما يشاء , دون ان يتعرض له احد ودون ان يمسك أحد بخطامه.
يسير مطمئنا , واثق الخطى , لم يعد يخاف من احد , ولم تعد المؤتمرات والخطابات والشعارات تؤثر فيه ..بل تزيده استكبارا وعتوا !! يقول بصلف ( انا هزمت ارادة شعب حينما كسرت وحدته وفرقت شمله ومزقت قوته ).. يقول ( انا الانقسام الذي أعجزت الكبار , وقنطت الصغار , وخلفت الدمار ).
..لقد بدا الانقسام( المسخ) طفلا يحبو , ما كنا نخشاه حينها . قلنا " طفل صغير لا يعقل ولا يقوى على شيء وسرعان ما نحكم السيطرة عليه.. " , لكن هذا الصغير (الفرعون) ,الذي تربى في احضاننا , كبر ونما على اعيننا بعد ان طعم من قوت بيوتنا , وارتوى من مياهنا , واكل من لحومنا حتى شب على قدميه وأصبح يافعا جلدا .. ثم اشتد عوده واستوى .. وامتدت له أذرع ذات كلاليب وأقدام ذات مخالب , أفحج , أعور , قصير ، أفجع ، جعد ، ، مطموس العين ، ليس بناتئه ولا جحراء
يتبعه ضلال الناس والمخدوعون , جنته نار , وثماره مرة , ومياهه ملحا اجاجا !!
والمضحك المبكي اننا نحن الذي نطعمه بأيدينا .. ونسقيه المياه المعدنية والحليب والنسكافيه والكابوتشينو .. ونختار له من اطيب انواع اللحوم, ثم نفرش له فراشا وثيرا حتى ينام نوما هنيئا .. حتى غدا سمينا, متخما !!!
المحزن انه مع ( طول العشرة ) اصبح هذا المسخ مألوفا ,وأصبح فردا (من العائلة) , بل ان البعض استأنسه, ورأي انه من الضروري ان نتعايش معه , وان نكيف انفسنا ( كشعب مجاهد مقاوم ) لنتعود عليه !! بعضهم قالوا ان لوجوده بعض الفوائد !! وبعضهم وجد له المبررات والمعاذير ليبقى الى أجل !! والبعض الاخر رأي في هذا ( المسخ) اضطرارا .
حاولوا اخراجه من البيت بقوة ( المصالحة) فتحول الى شيطان مريد , يستعصي على (المعالجة) , ويتمرد على التطويع . لقد " تنمرد " هذا المسخ فأصبح عفريتا مارقا , يرهق شعبا بأكمله .. يمتص دمه ويزرعه بالوهن والألم , يضربه في كبده ويعتصر قلبه ويخنق انفاسه .. كم من مرة استحضرنا له (المطببين) ليدوروا حوله ويقرأوا عليه تعويذة (الوطن ) لإخراجه من البيت فعادوا خائبين , وعاد هو اصلب مما كان عليه.
درنا به على العواصم نبحث له عن (وصفة) تفك عنه السحر الاسود فما أفلحنا .بعضهم قال انه نوع من الجن الاحمر وبعضهم قالوا انه من مردة الشياطين الذين يحتاجون الى معجزة لانتزاعه من البيت !!
لقد سرق هذا المعتوه حياتنا , وأسقط ورقة التوت عنا, وكشف وهننا , و( شمت) فينا العدو والصديق , ولهانا عن خط سيرنا وقادنا الى صحراء قاحلة , لا ظل فيها ولا ماء , وتركنا حيارى تائهين بعد ان تفرقت بنا السبل .
المضحك المبكي ان تحالفا استراتجيا نشأ بين هذا (المسخ) والاحتلال , فأصبحا وجهين لعملة واحدة , مع بعض الفروقات البسيطة .. الاحتلال فتح ( رضاعة حليب ) تغذيه بالفيتامينات والمقويات وتحصنه من (شر الوحدة) , ونحن فتحنا له ( محطة بنزين) كي يستمد منها قوة الدفع وسرعة الحركة .
ها نحن اليوم وبعد ست سنوات ننظر الى هذا (المسخ ) وهو يربض وسط البيت , نتعوذ منه , نتحاشاه , نكرهه من صميم قلوبنا , لكننا عاجزون عن طرده او على الاقل وقف مده باكسير الحياة .
كل يوم يطلب منا أكثر , يبعدنا اكثر , يسرق منا الوطن ويعكس البوصلة !!
هل يطول به العمر ليكبر ويصبح "قدرا " .. ام يتحول الى فرد من العائلة (ببطاقة ووطنية ) ؟؟
أي مصيبة تلك التي تدع هذا الشيطان يكبر ويبلغ من العمر ست سنين .. واي غفلة تلك التي نحن غارقون فيها تسمح لهذا المسخ المعتوه ان يقوض املنا ومستقبلنا .
كم مرة صرخنا نحذر من هذا الشيطان الرجيم ان اخرجوه من بيوتكم واطردوه وأعدموه لكن صرخاتنا ذهبت هباء , وضاعت وسط هيعات المبررين والمعذرين والمثبطين.
في الافلام الامريكية ( هوليود) التي صنعت المسخ –Monster – يجيئون بالبطل الذي يتحلى بالشجاعة الخارقة ليقضي عليه ويخلص البلاد من شره .
من صاحب الجرأة في ان يمسك بخطامه ليذهب به بعيدا عن بيوتنا وشوارعنا ثم يلقي به في واد سحيق ؟
من ينال شرف القضاء على هذا (الدجال) ؟
من يريح عجائزنا وأطفالنا ويرسم لنا بسمة امل ويفتح لنا طاقة للمستقبل ؟؟
لا نريد ان يطول به العمر اكثر ليصبح من ( المعمرين) .. لا نريده في بيوتنا .. لا نحب أن نراه في وجوه شبابنا الواعدين ...نحن لا نرغب ابدا ان يكون فردا من العائلة الوطنية المضمخة بدم الشهداء وأنات الاسرى .. لا نريده ان يحمل اسمنا ..
لنر ماذا يحدث في ذكراه السابعة !!!
** الحملات الدعائية ل(العرب ايدول) كان أكثر قوة وفاعلية من حملات المصالحة .. دفعوا لها الكثير من الاموال والدعايات والاتصالات .. قامت عليها شركات ومؤسسات وشخصيات " كبيرة" !!
** قالوا ان ( محمد عساف ) وحد الفلسطينيين , وما محمد عساف الا (ظاهرة طرب ) , والطرب لا يغني عن الوحدة والمصالحة .. مساكين نحن كم نتعلق بالقشات !!!