الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

فلسطين تشارك في الدورة 38 لمؤتمر منظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة

نشر بتاريخ: 18/06/2013 ( آخر تحديث: 18/06/2013 الساعة: 14:12 )
رام الله- معا- ترأس وزير الزراعة المهندس وليد عساف وفد فلسطين المشارك في اجتماعات الدورة الثامنة والثلاثين لمؤتمر منظمة الاغذية والزراعة (الفاو) بعضوية المهندس عبدالله لحلوح وكيل الوزارة والدكتور ناصر الجاغوب مستشار الوزير خلال الفترة من 15-22 حزيران الحالي بمقر المنظمة بمدينة روما.

وقال عساف في كلمة فلسطين الى المؤتمر الذي يستمر اسبوعا ان المؤتمر يكتسب في وقتنا الحاضر أبعاداً ومعاني خاصة، حيث لا تزال الزراعة تحتفظ بنفس الأهمية كونها توفر سُبل العيش لكافة أفراد البشرية فيما لا يزال اكثر من 850 مليون شخص في العالم يعانون من الجوع ونقص مزمن في التغذية في العالم ، مما يستدعي تحقيق النمو المستدام للإنتاجية الزراعية للمساعدة في القضاء على الجوع وضمان استخدام أكثر كفاءة للموارد الطبيعية، كما أن أهمية الزراعة في تزايد مستمر كونها السبيل لتحقيق الأمن الغذائي خاصة في ظل التحديات العالمية والمتمثلة في الأزمة الاقتصادية والمالية وآثارها السلبية، إضافة إلى التغيرات المناخية والجفاف والاحتباس الحراري، وتدهور الأراضي الزراعية والنظم المائية، وضعف الإنتاجية الزراعية وخاصة الحبوب، وخطر الآفات والأمراض الحيوانية والنباتية العابرة للحدود، وكذلك عدم كفاءة إدارة المخاطرة فيما يتعلق بالكوارث الطبيعية لاسيما الجفاف، إضافة إلى ضعف القدرات للحد من الفاقد والخسارة في الأغذية.

وأضاف "الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان وإجراءاته التعسفية تعتبر من أهم التحديات التي تواجه الزراعة والأمن الغذائي، والتي تتمثل في الاستمرار في حصار قطاع غزة وعزل أكثر من 15% من الأراضي الزراعية بحجج أمنية، أما في الضفة الغربية فلا يزال أكثر من 60% من الأراضي تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي بالكامل تحت ما يسمى بمناطق "ج" مما يعرقل استغلال هذه الأراضي، كما أن إقامة جدار الفصل العنصري أدى إلى تدمير 75 ألف دونم من الأراضي الزراعية وعزل خلفه أكثر من 700 ألف دونم منها أكثر من 150 ألف دونم أراضي زراعية خصبة، كذلك استمرار السيطرة على أكثر من 82% من الموارد المائية، و85% من أراضي المراعي الطبيعية، كل ذلك أدى إلى زيادة معدلات البطالة والفقر بحيث بلغت نسبة انعدام الأمن الغذائي في فلسطين إلى 27% من السكان".

واشار "اننا راجعنا ببالغ الاهتمام الإطار الاستراتيجي للمنظمة للأعوام القادمة 2010-2019 وأهدافه الإستراتيجية الخمسة، وخاصة الهدف الخامس والمتعلق بزيادة صمود سبل المعيشة في مواجهة التهديدات والأزمات، أود أن أناشدكم من على هذا المنبر الدولي ايلاء أهمية خاصة للدول التي تعاني من تهديدات مزمنة وخاصة في فلسطين التي يرزخ شعبها تحت الاحتلال منذ أكثر من 50 عاماً".

وتابع عساف "بالرغم من التشوهات والمعوقات الكبيرة التي نعاني منها نتيجة للاحتلال الإسرائيلي وآثاره السلبية على الزراعة والمزارعين الفلسطينيين، إلا أننا استطعنا خلال السنوات الماضية توفير أسس ومقومات الزراعة الحديثة، آخذين بعين الاعتبار أن المزارع هو الوسيلة والهدف وان دور الدولة يقتصر على توفير البيئة الملائمة لإحداث النمو واستقطاب الاستثمار، مرة أخرى الشكر والتقدير للدول الشقيقة والصديقة التي مولت ودعمت المشاريع الزراعية في فلسطين إضافة للاهتمام البالغ من قبل الحكومة الفلسطينية والتي خصصت 7% من موازنتها التطويرية للزراعة خلال الأعوام 2011-2013".

وأكد عساف ان القطاع الزراعي الفلسطيني شهد نموا ملحوظا خلال السنوات القليلة الماضية، وبشكل خاص في إنتاج سلع تصديرية ذات جودة وقيمة عالية تعظم العائد على المياه الشحيحة المستعملة ذات تنافسية عالية في الأسواق المحلية والخارجية، وتحسين إدارة المصادر الطبيعية في الزراعة وخاصة الأرض والمياه وتنميتها، والاستمرار في تنفيذ البرنامج الوطني لتخضير فلسطين من خلال زراعة الأشجار المثمرة والحرجية والرعوية، والاستمرار في توفير البيئة القانونية لتحفيز وتشجيع الاستثمار في الزراعة من خلال إعداد وتحديث القوانين والأنظمة الزراعية وخاصة فيما يتعلق بجودة وسلامة الغذاء، وتطوير القدرات المؤسساتية لتحسين مستوى خدمات البحث والإرشاد والصحة والصحة الحيوانية، والتعاون وتعزيز الشراكة مع القطاع الأهلي والقطاع الخاص وتوزيع الأدوار في إطار واضح من الشراكة والشفافية وتوزيع المهام.

وأضاف أن استقطاب مزيد من الاستثمار المحلي والخارجي للقطاع الزراعي في فلسطين يتطلب بالضرورة إزالة كافة المعوقات والتشوهات ذات العلاقة بالاحتلال، وذلك من خلال الانسحاب الإسرائيلي من كافة الأراضي المحتلة عام 1967، بالإضافة إلى توفير البنية التحتية اللازمة وبشكل خاص للتسويق والتصدير ودعم جمعيات المزارعين وخاصة صغارهم وتوفير أنظمة التمويل والتامين الزراعي والتعامل مع الكوارث.

واعرب عن تقدير فلسطين لجهود منظمة الفاو المبذولة في سبيل تحقيق الامن الغذائي والحكومة الايطالية لما تقدمة من دعم ومساندة لاعمال المنظمة والشكر للدول المانحة التي تساهم بشكل كبير في انجاح برامج ومشاريع المنظمة في مكافحة الفقر والجوع وسوء التغذية .

وفي ختام كلمتة اعرب عن أملة في أن يقف وزير الزراعة الفلسطيني في مؤتمر المنظمة القادم وقد أصبحت دولة فلسطين عضواً كامل العضوية ومساهما فعالا في تحقيق أهداف منظمتكم الموقرة.