الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

والدة الأسير حسام لها أمنيتان... فهل تتحقق آحداهما..؟

نشر بتاريخ: 19/06/2013 ( آخر تحديث: 19/06/2013 الساعة: 13:11 )
سلفيت- معا- تعلق صورته في كل زاوية من زوايا البيت لكي لا يغيب عنها لحظة، تجلس وحدها وسط مشاعر مختلطة لتحاكيه من خلال نظراتها المحدقة في ملامح وجهه ... تبتسم له تارة وتارة أخرى تظهرعلى وجهها ملامح الغضب والسخط... ينتابها شعور بالإنقباض عند رؤيتة في ذاكرتها خلف القضبان فينفذ صبرها من طول الإنتظار وتشعل نارا في قلبها تبرده بضم صورته الى صدرها متضرعة الى الله الفرج القريب... انها والدة الأسير حسام عبد الله شاهين من مدينه سلفيت.

لا يكف تفكيرها ولا حتى كلماتها التي تتحدث بها أينما ذهبت وفي كل المناسبات عن حسام لتكون اللوعة والحسرة من نصيبها لتحدثنا بنبرة صوتها الحزين عن إبنها قائلة":من يوم إعتقاله بتاريخ 17/6/2002 وأنا أعيش في حسرة بعده عني، ليحكمه سجان ظالم ب12عام ونصف العام،صمت تبعثر على وجهها وأخّذت تدور برأسها يسارا يمينا ولا نعرف ما بها الى أن إستقر بها نظرها بإتجاه صورة حسام المعلقه أمامها لتعود لمواصلة حديثها عن حادثة إعتقاله قائلة": حسام من مواليد 1975 أعتقل مرتين الأولى كان عمره 19عام في الانتفاضة الأولى، وأستمرت فترة إعتقاله 5 شهور،وكان يعاني من وضع صحي سيء بسبب حادثة أصابت قدمه يوم إعتقاله أثناء ملاحقة الجيش له.

وتضيف" ففي ذلك اليوم ذهب لحضور عرس جماعي في البلدة وأثناء الإحتفال أصبحت الأصوات تتعالى أن الجيش إقتحم البلدة ويبحث عن مطلوبين فهرب حسام وأصدقاءه للبحث عن مخبـأ لهم ليجدوا مزرعة دجاج أمامهم مصنوعة من الإسبست ليجد حسام قدمه تقفزعلى سطحها ليقع السطح فتصطدم قدمه بتنك مياه فيفصل العظم عن بعضه ويفتح الجلد .

تنهدت وأغرورقت عيناها لتبتل بالدموع لتكمل بحرقة الأيام والسنين التي عاشتها بدون حسام قائلة:"لم أكن في البيت في ذلك اليوم، كنت مع جارتنا في الخلاء في أرضنا فسمعت إطلاق نار فقلبي أخبرني أن الجيش يطارد حسام وأنه أصيب فأصررت عليها بأنه بجب أن نعود للبيت لأرى حسام ، وأثناء عودتي وكلما أقتربت من البيت أجد التراب مجبولا بالدماء ليزداد تأكدي أن هذه دماء إبني، فكنت أسير بدون شعور الى أن وصلت، وهنا كانت المصيبة عندما أخبروني بأن حسام أصابته حادثة بقدمه بسبب مطاردة الجيش له،وتم نقله الى المستشفى وبعد تقديم العلاج له تم نقله الى "كفر قاسم" من أجل حمايته من الجيش الى حين شفاء قدمه، ولكن باءت محاولاتنا بالفشل، ولم يمضي ساعات على وجود حسام في كفر قاسم الى أن جاء الجيش الى مكان تواجده وقام بإعتقاله.

صمت وهدوء خيم على المكان، وأخذت والدة حسام بذرف الدموع بصمت،فرفعت يدها ومسحت دموعها لتردد بنبرة صوتها الحزين قائلة ":ما أصعبه من يوم ، فكانت معاناتي على حسام مضاعفة، خوفي على صحته من ناحية وبعده عني من ناحية اخرى ،مع أن روحه تسكن روحي ولكن قلب الأم ،وتكمل بعد أن قضى 5 شهور خلف القضبان خرج حسام ووضعه الصحي سيء وأصبحنا نتنقل به من طبيب الى آخر من أجل تقديم العلاج لقدمه،فعمل لها الاطباء عدة عمليات جراحية ولكن ما زالت بها مشكلة الى هذه اللحظة.

وبآهات ممزوجة بحرقة الآلام تواصل والدة الأسير حسام حديثها عن معاناة إبنها مع زنازين الاحتلال قائلة":لم يكتفي الإحتلال بما أصاب حسام ولم يكتفي بوضعه داخل السجن 5 شهور ليتم إعتقاله مرة أخرى بتاريخ 17-6- 2002، في وضح النهار وهو في نادي رياضي، تم اقتحام المكان عن طريق سيارة لبيع الخضار كانت تقل الجيش، وعند معرفتي بإعتقاله صدمت لوضعه الصحي لدرجة انني تمنيت له الشهادة خوفا عليه من تعذيب المحققين، ومن يومها وانا مريضة حسرة عليه".

وبنتهيدة تواصل": لم يرحموا وضعه الصحي أثناء التحقيق، فكانوا يجلسوا على كرسي دون حراك ، ورجله تؤلمه، ولكنه صبر على الآلآمه وأوجاعه،
وبلهفة تواصل حديثها": لم يكتفي الاحتلال بحرماني من مهجة قلبي ليقوموا بتفجير بيتنا بتهمة ان حسام يقوم بتصنيع المتفجرات، فهذا هو الاحتلال إغتصاب للأرض وقتل وتشريد وحرمان ،ليبقى الصبرعنواننا ، وعن معاناة الزيارة تقول":أذهب لزيارته بفترات متباعدة بسبب مرضي من جهة وبسبب إجراءات التفتيش التي تمارس بحقنا من جهة أخرى.

أخذت نفسًا عميقًا فشعرنا بضيق نفسها لتنهي والدة حسان حديثها قائلة": اتمنى أن أرى حسام خارج القضبان وأحتضنه وافرح فيه وأرى أبناءه يلعبون من حولي، وأمنيتي التي أتمنى ان يسمعها المسؤولين ويلبوا ندائي مساعدتي بتأدية فريضة الحج " بهذه الأمنيات تنهي والدة الأسير حسام حديثها فهل من مجيب يحقق أمنيتها في أداء فريضة الحج،لنترك تحقيق امنيتها برؤية حسام خارج القضبا الأخرى للمثل القائل اذا "غريمك القاضي لمن تشتكي ".