الجمعة: 20/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

فلسطين المستقبلية: مبادرة شبابية من تجمع فلسطين الجديدة

نشر بتاريخ: 19/06/2013 ( آخر تحديث: 19/06/2013 الساعة: 21:36 )
رام الله - معا - عقد اليوم في رام الله فعاليات مؤتمر إطلاق مبادرة "فلسطين المستقبلية" والذي نظمه تجمع فلسطين الجديدة NEWPal في مبنى دير اللاتين، والمبادرة ترمي إلى تقصي الخطوات العملية ودعمها بقوة بما يهيئ للوصول إلى فلسطين حرة ومزدهرة.

ومؤتمر "فلسطين المستقبلية" هو أحد مبادرات "تجمع فلسطين الجديدة NEWPal" الهادفة إلى خلق أسس متينة يتم على أساسها تحويل الواقع الـصعب إلى مستقبل أفضل، وذلك بالاستناد إلى التحليل الممنهج والخبرات العملية للمشاركين فيه.

يطرح المؤتمر أوراق عمل وأوراق بحث وتوصيات عملية يتم العمل على تنفيذها على الأرض بما يهيئ للتبادل بين هذا الجيل وما بعده، على أن يساهم ذلك في تحقيق مستقبل أفضل وأكثر ازدهارا لفلسطين والفلسطينيين حيثما وجدوا، ولتحقيق ذلك، يعتمد المؤتمر أدوات تفاعلية تساهم في الدخول في حوار جاد بين الخبراء والمشاركين فيه لما يمكن أن يتحقق على مختلف الأصعدة والعمل على خارطة طريق للمستقبل يتم وضعها بالتعاون مع من يتعهد بالوفاء بمجرياتها.

وبدأت فعاليات المؤتمر بتعريف الحضور بتجمع فلسطين الجديدة وهو تجمع للشباب الفلسطيني من الوطن وفي الشتات، ممن لديهم الرغبة والشغف كي يساهموا في خلق تصور جديد لفلسطين المستقبلية، واضعين رهن تحقيق هذا الهدف كل ما يتمتعون به من خبرات وإمكانيات، مما يساهم في خلق منظور جديد لكيفية التعاطي مع القضية الفلسطينية عبر قنوات مختلفة مثل تعزيز العلاقات الدولية الفلسطينية، وتشجيع ودعم المبادرات الرامية إلى تمكين جيل الشباب، وتعزيز النقاش الحضاري والحوار المنهجي داخل المجتمع الفلسطيني.

ويضم التجمع في أعضائه عددا من الشباب الفلسطيني المختصين والناشطين في عدد من المجالات بما في ذلك العلاقات الدولية والدبلوماسية، الحوكمة، التطوير، القانون الدولي، الاقتصاد، التجارة والتنمية، المالية، الثقافة والفنون، الاتصال والإعلام.

واشتمل المؤتمر على خمس جلسات متخصصة ومحورية غطت قطاعات مهمة وهي الاتصال الإعلامي، والاقتصاد والتنمية، والدبلوماسية، والبيئة والتعليم والبحث العلمي والابتكار.

وناقشت جلسة الاتصال الإعلامي التي عقدت تحت عنوان "الاتصال الإعلامي في فلسطين: التحديات والمصداقية والتأثير"، حيث فتحت هذه الجلسة المجال لحوار حر بين العاملين في المجال الإعلامي في فلسطين والجمهور وخاصة الجيل الصاعد من الصحافيين، وذلك حول آفاق الاتصال الإعلامي الحالي والمستقبلي في فلسطين.

كما ركزت على الأثر الذي يحققه التواصل الإعلامي الرسمي وتدريب الإعلاميين الفلسطينيين المستقبليين والاستخدام الفعال لوسائط التواصل الاجتماعي المختلفة، علاوة على ذلك، اعتنى المحاورون المتخصصون المشاركون في الجلسة بتحديد المسائل الأساسية والحساسة المتعلقة بتطوير هذا القطاع الحيوي وذلك بمشاركة الحضور في نقاش حر وموضوعي ينظر في كيفية إيصال الرسالة الفلسطينية الصحيحة سواء في الوطن أو خارجه.

وشارك في الجلسة نور عودة، المتحدثة السابقة باسم الحكومة الفلسطينية، ورانيا زبانة، منتجة في قناة الجزيرة الانجليزية ومحاضرة في جامعة بيرزيت والتي تناولت موضوع الإعلام الاجتماعي، ومحمد ضراغمة، مراسل وكالة أسوشيتد برس.

وهدفت جلسة " التعليم في فلسطين: تنمية واستثمار المواهب الفلسطينية الشابة"، إلى التعريف بالقضايا والمشاكل التي يعاني منها قطاع التعليم في فلسطين وفي ذات الوقت النظر في الحلول الممكنة للخروج من هذه الأزمة في المستقبل القريب والبعيد، وذلك من خلال حوار بناء يجمع أطيافا مختلفة من الآراء للمعنيين في القطاع وهم رواد الأعمال والطلاب والأكاديميين وصناع القرار، في حوار شارك فيه كل من الدكتور صبري صيدم، مستشار الرئيس الفلسطيني لشؤون التكنولوجيا والمعلومات، وحياة العناتي، مديرة مدرسة ومربية أجيال، وأسامة حنني، طالب وأحد الفائزين في مسابقة الريادة العلمية والتكنولوجيا STEP 2013 (مؤسسة النيزك).

وناقشت جلسة "الاقتصاد الفلسطيني: الآفاق والتحديات والمستقبل" التوصيات التي من شأنها أن تخدم مستقبل نمو الاقتصاد الفلسطيني، كما ناقشت الاجراءات اللازمة لعكس الاخفاقات الاقتصادية التي أحاقت بالاقتصاد في العقدين الأخيرين وقدرة وقابلية هذا الاقتصاد على الصمود في الوقت الراهن، كونه رهينة للوضع السياسي المتقلب.

كما ناقشت الجلسة المساعدات الخارجية وإمكانية تعديل سياساتها على الرغم من ضغوطات المجتمع الدولي والتي من شأنها أن تبقيها على ما هي عليه، كما تطرق الحضور إلى دور القطاع الخاص في فلسطين في تنمية الاقتصاد المحلي وقدرته على احتمال هذه الضغوطات.

وشارك في الجلسة كل من د. استيفان سلامة مستشار سابق لوزير التخطيط، ود. هشام العورتاني، مدير معهد الحوكمة (حوكمة)، ود. باسم خوري، وزير الاقتصاد الوطني السابق وأحد أهم وجوه القطاع الخاص الفلسطيني.

اما جلسة "الدبلوماسية الفلسطينية: إلى أين؟" فطرحت على الطاولة كيفية البناء على الانجازات التي حققتها الدبلوماسية الفلسطينية على الرغم من كل الصعوبات التي واجهتها، وعملت على تقييمها واعتبارها نموذجا يستفاد منه في المستقبل، وتمت مناقشة الكيفية التي تعاملت بها الدبلوماسية الفلسطينية مع ملف الاعتراف بفلسطين كدولة عضو في الهيئة العامة للأمم المتحدة وكيف تم التعاطي مع هذا المطلب دبلوماسيا على الصعيدين الاقليمي والدولي، إضافة إلى كيفية البناء على الجهوذ المبذولة في مساع مستبقلية أخرى، كما قدمت الجلسة رؤية حول دور شركاء بناء الدولة الفلسطينية ومنهم القطاع الخاص والمؤسسات الأهلية والقطاع الأكاديمي في التأكيد على مكانة فلسطين دوليا، وأخيرا القت الجلسة الضوء على دور القانون الدولي في العملية الدبلوماسية وكيفية استغلاله بشكل فعال بما يساهم في تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني في المستقبل.

وتحدث في الجلسة كل من عمار حجازي، قنصل في وزارة الخارجية الفلسطينية والمنسق السابق لملف الاعتراف بفلسطين في الامم المتحدة، وشعوان جبارين، مدير عام مؤسسة "الحق" ونائب رئيس الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان.

وآخر الجلسات كانت حول "استدامة الموارد الطبيعية في فلسطين: الماء والغذاء والطاقة"، حيث تناولت ما تعانيه فلسطين من من تحديات ملحة والتي تتعلق بسهولة الوصول إلى مواردها الطبيعية واستغلالها، وخاصة الموارد المائية والأرض والطاقة، وهذا يشكل خطرا عظيما على مستقبلها ويتطلب وضع خطط استراتيجية ومبادرات فاعلة قادرة على حشد الطاقات محليا وعالميا، لدحض هذا الخطر المحدق بالمقدرات الوطنية.

وتم خلال الجلسة النظر في الأدوات والمبادرات المستدامة التي يمكن العمل عليها بما يضمن سهولة الوصول إلى الموارد الطبيعية والغذاء، آخذة في عين الاعتبار أهمية الحفاظ على البيئة المحيطة.

وشارك في الجلسة كل من د. باسم المصري، رئيس المجلس الاستشاري لفلسطين الخضراء، ودانة مسعد، معمارية، متخصصة في الشؤون البيئية والتغير السلوكي وعائشة منصور مؤسسة مبادرة "شراكة"، متخصصة في السيادة الغذائية من منظور اقتصادي.

وخرج المتحاورون بعدد من التوصيات التي دارت حول أهمية تفعيل الشباب لدورهم في رسم الخطط والاستراتيجيات التي سيتم على أساسها وضع تصور واضح لفلسطين المستقبلية، والتي يحدوها روح الشباب القادر على أن يبادر ويتميز، ويعمل ويتواصل، ويحلل قبل ان يتنقد، ويخطط ولا يرتجل.