الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

باحث: نحتاج البحث العلمي لايجاد حلول لاحتياجات المجتمع الفلسطيني

نشر بتاريخ: 20/06/2013 ( آخر تحديث: 20/06/2013 الساعة: 14:44 )
رام الله- معا- تزايد الاهتمام خلال الاسابيع القليلة الماضية لتوفير الدعم للبحث العلمي، سواء في الضفة او في غزة، حيث تم تشكيل مجلس البحث العلمي بمرسوم رئاسي وبرئاسة وزير التعليم العالي، وبمبلغ من ميزانية هذا العام، يقدر بحوالي عشرين مليون شيكل وتم دعوة الباحثين الى تقديم مشاريعهم للحصول على الدعم، وفي غزة كذلك تم رصد حوالي 150 الف دولار من الحكومة لدعم البحث العلمي، وبدون شك ان البحث العلمي، وخاصه حين ينبع من حاجات المجتمع ويعمل على ايجاد الحلول لمشاكله، هو احد اهم العوامل التي تساعد على تقدم الدول والمجتمعات وحتى الشركات والقطاع الخاص.

وفي هذا الصدد اشار الباحث الفلسطيني الدكتور عقل ابو قرع، ان البحث العلمي يجب ان ينبع من احتياجات المجتمع وان يكون له عائد عملي يعمل على ايجاد حلول لمشاكل قائمة او تطوير منتجات او حتى اعادة تقييم سياسات وبرامج، والاهم التركيز على الواقع الفلسطيني وخصائصة ويهدف الاستدامة في توفير الحلول.

وأضاف الدكتور ابو قرع ان البحث العلمي يعتبر ركيزة هامة لبرامج حكومات، وعلى سبيل المثال وليس بعيدا عنا ما تقوم به الحكومة الاسرائيلية من إنشاء مرا كز للأبحاث والتميز في الجامعات الإسرائيلية، والهدف من إنشاء هذه المراكز هو اجتذاب الكفاءات التي هاجرت والحد من هجرة الكفاءات الحالية، وسوف يقوم كل مركز بتشغيل هؤلاء العلماء حين عودتهم من الخارج، وتقدر تكاليف إنشاء المراكز الكلية حوالي واحد ونصف مليار شيكل، يتم المساهمة بها من الحكومة ،من الجامعات ومن القطاع الخاص، والهدف من ذلك هو إعادة العلماء من الخارج وتشجيع ودعم البحث العلمي.
البحث العلمي وتصنيف الجامعات.

وقال د. ابو قرع انه من المعروف ان الابحاث العلمية في الجامعات هي إحدى العوامل الأساسية لتصنيف الجامعات في العالم، لذا فأن الجامعات العريقة في العالم والتي عادة ما تحتل المراتب المتقدمة من تصنيف الجامعات تمتاز بمراكز الأبحاث من حيث النوعية ومن حيث استقطابها الى الكفاءات البشرية، وهذا يفسر وجود الجامعات الأمريكية عادة في المراتب العشرة الأولى في تصنيف الجامعات في العالم، والجامعات الفلسطينية، ورغم الظروف الخاصة والمعيقات ومحدودية الإمكانيات من مادية وأجهزة، الا إن وجود كفاءات وباحثين ، يعطي الأرضية للاهتمام بالأبحاث العلمية ،التي في المحصلة تساهم في تقدم الجامعات، وللمساهمة في بناء المجتمع المتواجدة فية، وكذلك كوسيلة للاحتفاظ بالكفاءات البشرية والعمل على تقدمها.

واشار الدكتور ابو قرع ان البحث العلمي في الجامعات الفلسطينية، يفترض ان يساهم كذلك في تطور القطاع الخاص الفلسطيني، ومن المعروف ان عامل تقدم الشركات الكبرى في العالم ، وربما سر بقاؤها لكي تنافس في عالم شديد المنافسة الى تطورها المتواصل ا يعتمد على الأبحاث التي تقوم بها سواء لإنتاج أصناف جديدة او تطوير أصناف او وسائل موجودة، والشركات العالمية الكبرى لها مراكز أبحاث خاصة بها، تفخر بها وتعمل جاهدة لاجتذاب افضل الكفاءات والأدوات ، وكذلك تفخر بالميزانيات التي يتم تخصيصها لها، وعلى ذكر ذلك فأن شركات الأدوية الكبرى في العالم تخصص مبالغ تصل الى حوالي 20% من مبيعاتها السنوية للابحاث والتطوير التي هي عماد التقدم وحتى البقاء.

واضاف انه ورغم وجود مراكز ابحاث خاصة بها ، فأن الشركات تقيم علاقات متواصلة ومتشعبة مع مراكز ابحاث اكاديمية في جامعات ومعاهد، وتقوم ببناء علاقات مع الجامعات من خلال توفير الدعم المادي والمشاركة في نتائج الأبحاث واستخداماتها لتحقيق أهداف الشركات، وبمعنى أخر الاستثمار في الجامعات والمعاهد أملا في تحقيق عائد ايجابي ومن خلال ذلك تستقطب الجامعات طلابا وخاصة في الدراسات العليا وتقوم بتطوير كادرها وأجهزتها ونشر الأبحاث.

واضاف د.ابو قرع انه يجب ان يكون هناك اطار على المستوى الوطني يعمل على تأسيس وقفيات خاصة بالجامعات والمعاهد الفلسطينية، ذو ميزانيات محددة يتم استثمارها ومن ثم استخدام عائدها لدعم الأبحاث وتطورها، وهذا ما تقوم بة الجامعات المرموقة في العالم، حيث يتم استخدام جزء من العائدات لدعم الابحاث العلمية، وبالنسبة للجامعات الفلسطينية، فأن الاهم هو ترسيخ الأبحاث العلمية كجانب أساسي من ثقافة العمل في الجامعات وكجزء هام من إستراتيجية التعليم العالي الفلسطيني.