مؤسسة القدس الدولية تطلق تقدير موقف حول المسجد الأقصى
نشر بتاريخ: 20/06/2013 ( آخر تحديث: 20/06/2013 الساعة: 15:23 )
بيروت- معا- ضمن حملتها العالمية في الذكرى الـ46 لاحتلال كامل القدس تحت شعار "هي القدس..."، عقدت مؤسسة القدس الدولية اليوم الخميس مؤتمرا صحفيا في فندق السفير ببيروت، وذلك في إطار متابعتها وتوثيقها لمخططات الاحتلال التهويدية ولانتهاكاته المتكررة في القدس منذ احتلالها الكامل في عام 1967، وتخلّل المؤتمر الصحفيّ إطلاق تقدير موقف حول المسجد الأقصى.
وقدّم للمؤتمر الأستاذ بشارة مرهج، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية، فقال إن "الاحتلال يتغطرس في قدسنا بدعم من واشنطن وقوى الاستبداد ويواصل خططه لتهويد بيت المقدس وأكناف بيت المقدس، من خلال خطط استراتيجية تهدف إلى إفراغ الأرض من ساكنيها".
وانتقد مرهج عدم مساندة القدس في مواجهة الاحتلال حيث أكد أنّ "القدس تُركت وحدها بشرقيّها وغربيّها منذ احتلالها الكامل، ولا تزال وحيدة تجالد وتجاهد في وجه التشويه والتهجير والتوطين". وقال مرهج " كيف لنا أن نناشد المجتمع الدولي الذي يتعهّد بحفظ الغبار على ملفات القرارات التي تدين كيان الاحتلال. لن نناشد بعد اليوم الذين نهبوا خيراتنا وقسّموا أوطاننا ودعموا أعداءنا. إنما نناشد الجيل الجديد من الشبان والشابات أن يصدقوا انتماءهم لقدسهم وأن يعززوا وجودها في نفوسهم ويردوا شرفها من أيدي العتاة والطغاة وشذاذ الآفاق".
واستعرض الأستاذ ياسين حمُّود المدير العام لمؤسسة القدس الدولية، واقع القدس بعد 46 عامًا على احتلالها بالكامل حيث تحدث عن برامج الاحتلال للسيطرة على مدينة القدس من خلال 3 مسارات تهويدية هي السيطرة على الأرض، وتهجير السكان المقدسيين، والاستبداد بالمقدسات، وحذّر حمود من أن الاحتلال ينفذ مخططاته التهويدية من خلال "مصادرة حوالي ثلث أراضي الفلسطينيّين في القدس ليبني عليها آلاف الشقق للسكّان اليهود. وفي مقابل ذلك، يعمل على التضييق على المقدسيين لجهة إعطائهم رخص بناء ثم يهدم ما بَنَوا بحجة غياب رخص امتنعت عن إعطائهم إياها في إطار مخططاتها لحملهم على ترك المدينة".
كما أكد حمود على خطورة الاستيطان في القدس الذي يشكل "مشروعًا متكاملاً لا يقتصر على زرع المستوطنين بين الأحياء المقدسية لاختراق نسيجها بل يتعدى ذلك إلى ربط المستوطنات المحيطة بالقدس ببعضها وبمركز القدس".
وعند التحدث عن المقدسات استعرض حمود تقدير الموقف الذي أصدرته المؤسسة عن المسجد الأقصى، حيث تحدّث عن سعي الاحتلال الحثيث "لتشريع أبواب الأقصى أمام الاقتحامات وإباحة المسجد لصلاة يهودية دونما قيود". مؤكدًا أنه "يمكن القول بأن فكرة "المعبد"، وما يرافقها من دعوات إلى هدم قبة الصخرة، باتت أقوى سياسيًا وأكثر حضورًا".
وحذّر حمود إلى أنه ميدانيا "يظهر اتجاهًا إلى تفعيل التقسيم الزمني قبل نضج قانون يشرّعه في "الكنيست"، حيث يتكرر منع الشرطة لطلبة مشروع مصاطب العلم الذين يتواجدون في المسجد وقت الضحى من دخوله بحجة أن هذا الوقت "ليس مخصصًا لهم".
وشدّد حمود على أن "الموقف العربي والإسلامي إزاء أي اعتداء على القدس أو الأقصى بات متوقعًا إذ يتراوح بين خطابات الشجب والإدانة والاستنكار ودعوات توجهها الدول العربية والإسلامية، منفردة أو مجتمعة، إلى جهات أخرى كي تتحمل المسؤولية حيال ما يحدث في الأقصى لكأنها تنفض عن كاهلها مسؤولياتها حيال هذه الانتهاكات".
وأكد حمود "أن الأمة جمعاء، بكل أطيافها وشرائحها، مطالبة بأن تتعامل مع موضوع الأخطار المحدقة بالقدس والأقصى". ووجه حمود من خلال التقرير الذي أعدّته مؤسسة القدس الدولية جملة من التوصيات إلى مختلف الجهات المعنية بقضية الأقصى ومدينة القدس.
وقد كانت أولى التوصيات إلى الحكومات العربية والإسلامية حيث طالبها التقرير "إلى جانب إظهار الموقف السياسي الحازم في رفضها لما تتعرض له القدس من اعتداءات، باتخاذ مواقف عملية للضغط على كيان الاحتلال لا سيما من خلال المقاطعة السياسية والدبلوماسية والاقتصادية لتشكيل ضغط على كيان الاحتلال للكف عن اعتداءاتها".
كما طالب التقرير السلطة الفلسطينية "بموقف فاعل ومؤثر ينتقل من دائرة الكلام إلى الفعل من خلال إطلاق يد فلسطينيي الضفة الغربية للقيام بدورهم تجاه القدس والأقصى وإطلاق يد المقاومة التي من شأنها تغيير المعادلة".
أما فيما يتعلق بالدول العربية والإسلامية، فقد أوصى التقرير إلى "إنه من اللازم إعادة تشكيل السياسة الخارجية لدول الثورات العربية تحديدًا بشكل يجعل القدس والأقصى في قلب تحركها وأهدافها ولا يكتفي بها عنوانًا في الخطاب فقط، وبدفعٍ حقيقي من هذه الدول لإعادة صياغة دور وبنية مؤسسات العمل العربي المشترك بشكل يوجهها نحو الطموحات الحقيقية لهذه الأمة وعلى رأسها تحرير المسجد الأقصى والقدس ونصرتها وحمايتها".
وختم حمود بالتأكيد على أن الحالة الشعبية الفلسطينية "لن تكون قادرة على كسر الجمود وإعادة صياغة معادلة لحماية المسجد إلا في حال انطلاقة هبة أو انتفاضة شعبية تعيد المقاومة إلى الواجهة نهجًا وفعلاً، وتعيد صياغة معادلة ردع مع الاحتلال يحسب فيها أثمان اعتدائه على المسجد وسائر المقدسات".