الأربعاء: 25/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجامعةالإسلامية تنظم يوماً دراسياً بعنوان " يوم لتراثنا" ومعرض "جذور" للتراث بمناسبة اليوم العالمي للتراث

نشر بتاريخ: 18/04/2007 ( آخر تحديث: 18/04/2007 الساعة: 16:00 )
غزة- معا- نظم مركز عمارة التراث وقسم الهندسة المعمارية في كلية الهندسة بالجامعة الإسلامية يوماً دراسياً بعنوان "يوم لتراثنا" ومعرض "جذور"، وذلك ضمن فعاليات الاحتفال بيوم التراث العالمي.

وقد عقد اليوم الدراسي تحت رعاية وتمويل منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو",وجرت فعاليات اليوم الدراسي في قاعة المؤتمرات الكبرى بمركز المؤتمرات بالجامعة.

وحضر فعالية الافتتاح كل من الدكتور محمد عسقول نائب رئيس الجامعة الإسلامية للشؤون الأكاديمية، والدكتور يوسف المنسي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وعطوفة الدكتور محمد أبو شقير وكيل وزارة التربية والتعليم العالي، وجيوفاني فونتانا من مكتب منظمة اليونسكو برام الله، والدكتور حمدان طه ممثل وزارة السياحة والآثار، واللذان شاركا عبر دائرة الربط التلفزيوني من رام الله، والدكتور فهد رباح القائم بأعمال عميد كلية الهندسة، والدكتور محمد الكحلوت رئيس اللجنة التحضيرية، رئيس مركز عمارة التراث، والمهندس محمود البلعاوي نائب مدير مركز عمارة التراث، رئيس اللجنة الإعلامية، والدكتور عبد الكريم محسن رئيس قسم الهندسة المعمارية، ولفيف من أعضاء المجلس التشريعي، وممثلي وزارات الثقافة، والسياحة والآثار، والتربية والتعليم، والأوقاف والشؤون الدينية، وممثلي المؤسسات الحكومية والأهلية والخاصة، وأعضاء هيئة التدريس بكلية الهندسة، وطلاب وطالبات الكلية، وطلبة المدارس الفائزين بمسابقة الرسم.

من ناحيته، اعتبر الدكتور عسقول أن المحافظة على التراث تمثل أحد وسائل الصمود على الأرض، مشيرا إلى الخصوصية التي يتمتع بها التراث الفلسطيني كونه يؤكد على أحقية الشعب بأرضه، وما يقتضيه من العيش الكريم في كنفها، وتحدث عن قيمة الأبحاث العلمية التي تتناول التراث الفلسطيني بزواياه المختلفة.

وأكد الدكتور عسقول أهمية إقامة معارض التراث الشاملة، وعدم اقتصار المعرض على جانب واحد، وتهميش جوانب أخرى، يستلزم إقامة أركان لها، وحذر الدكتور عسقول من محاولات طمس هوية الأرض الفلسطينية من خلال الاعتداءات المتكررة على الآثار، والتي تأخذ عدة أوجه، منها عدم توفير الحماية للآثار، وإتلافها، وتدميرها، وسرقتها، والاتجار غير المشروع لبعض الموارد الأثرية.

وأعرب الدكتور رباح عن فخر كلية الهندسة بالجامعة بالمساهمة في جهود الحفاظ على التراث الوطني والعالمي، موضحا أنه الموروث الثقافي للأمم والشعوب يمثل السجل التاريخي لها.

وذكر الدكتور رباح أن المركز يهتم بحفظ التراث من الضياع، وتوثيق المباني، وحفظ المناطق والآثار، وخدمة الباحثين في مجال التراث المعماري، والاتصال بالمؤسسات الدولية والمحلية، وتحدث رباح عن عمل المركز على تكوين قاعدة فنية للترميم المعماري في قطاع غزة، تحتوي على الخبرات والأجهزة اللازمة لإعداد الدراسات والمشاريع، وتأسيس أرشيف لتوثيق وتسجيل المباني التاريخية في قطاع غزة.

وشدد الدكتور رباح على أن التراث المعماري يعد أحد أهم مقومات الحفاظ على الهوية والثقافة، إضافة إلى أنه الأساس الذي يبني عليه مستقبل البلاد، ودعا الجميع إلى تحمل مسئولياته في الحفاظ على التراث المعماري، منوهاً إلى أهميته الاقتصادية الكبيرة كمصدر للجذب السياحي، إلى جانب أهمية إشراك القطاع الخاص والمجتمع المحلي في إطار استراتيجية شاملة، وإعادة توظيف الأماكن واستثمارها، وتحديد منظومة القوانين والتشريعات الخاصة بالتراث.

من ناحيته، أثنى الدكتور الكحلوت على رعاية ودعم منظمة اليونسكو لليوم الدراسي والمعرض المصاحب له، وشكر المؤسسات والوزارات والهيئات المشاكة في التحضير لليوم الدراسي، وهي: مركز المعمار الشعبي" رواق"، ووزارات: السياحة والآثار، والثقافة، والأوقاف والشؤون الدينية، والتربية والتعليم العالي، وهيئة الإذاعة والتلفزيون.

وحول أهمية اليوم الدراسي ذكر الدكتور الكحلوت أن المواقع والأبنية الأثرية في فلسطين عامة، ومدينة غزة خاصة تشكل الشاهد الرئيس والحي على التاريخ والحضارات التي تعاقبت على أرض فلسطين، الأمر الذي يستدعي منحها الاهتمام فيما يتعلق بالحفاظ والصيانة والتوثيق.

وأشار الدكتور الكحلوت إلى أن تنظيم اليوم الداسي بالتزامن مع يوم التراث العالمي يمثل دعوة لذوي الاختصاص والمعنيين، والباحثين وأصحاب القرار للتعاون والمشاركة الفعالة في التوعية للحفاظ على الموروث العمراني الفلسطيني.

وبخصوص أهداف اليوم الدراسي بين الدكتور الكحلوت أن اليوم الدراسي يهتم بتفعيل دور المؤسسات ذات العلاقة في دعم الحفاظ على الموروث الثقافي العمراني الفلسطيني، إلى جانب زيادة الوعي بالموروث الثقافي العمراني، وإثراء الذاكرة الفلسطينية في هذا المجال، إضافة إلى تزويد المختصين والمعنيين بمجال التراث بالمعلومات والإحصائيات اللازمة للمشاركة الفاعلة في التوعية والحفاظ على الموروث العمراني الفلسطيني.

بينما شكر فونتانا الجامعة الإسلامية على احتفالها بيوم التراث العالمي، وتحدث عن الأهمية الكبيرة التي توليها منظمة اليونسكو للحفاظ على الموروث التراثي والعمراني في العالم، وأشار إلى إطلاق منظمة اليونسكو مطلع ثمانينيات القرن الماضي يوماً عالمياً للاحتفال بالتراث، ودعا إلى أن يكون كل يوم من أيام السنة يوماً للحفاظ على التراث العالمي.

من جانبه، شكر الدكتور طه الجامعة الإسلامية على تنظيم يوم التراث بمناسبة الاحتفال بيوم التراث العالمي، والذي يمثل في فلسطين مناسبة خاصة للتأكيد على هوية الشعب الفلسطيني، ووقف على تأسيس إدارة للتراث بوزارة السياحة والآثار، وتحدث الدكتور طه عن مفهوم الشمول في التراث، وأشار إلى العمل على مسودة قانون جديدة للتراث الثقافي.

وأبدى الدكتور طه تقدير وزارة السياحة والآثار للدور الذي تقوم به كلية الهندسة في الجامعة الإسلامية للحفاظ على التراث المعماري، باعتباره جزءاً من التراث الثقافي الفلسطيني، إلى جانب أشكال التراث الثقافي الأخرى.

ولفت الدكتور طه إلى أن يوم السادس والعشرين سيشهد افتتاح معرض آثار دولي في مدينة جنيف، وأضاف أن المعرض سيخصص للتراث الثقافي الفلسطيني، وسنظم بالتعاون مع متحف وبلدية جنيف، ومنظمة اليونسكو.

وتم في نهاية الاحتفال تم تسليم شهادات التقدير لليونسكو، ووزارة التربية والتعليم، وهيئة الإذاعة والتلفزيون، والمركز الثقافي الفرنسي، كما تم توزيع شهادات التقدير على الطلبة الفائزين بمسابقة الرسم التي حملت عنوان: "تراثنا في القلب تراه عيوننا فلترسمة أناملنا".

والطلاب الفائزون من المرحلة الدنيا هم: جيهان عساف، أحمد الجبالي، أحمد النجار، شروق عيد، نور بركة، دنيا اسماعيل، سوسن الغرابلي، نور أبو هداف، سارة أبو سمرة، دعاء السوسي، بهاء السويسي، بهاء عاشور، أنهار المصري، في حين أن الطلاب الفائزين من المرحلة العليا، هم: أسماء اللوح، ولاء مشتهى، دعاء الريفي، آلاء الحايك، شيماء الحتو، نداء حسين، سمر حسونة، مها القدومي.

وقد افتتح الأستاذ الدكتور عسقول يرافقه كل من الدكتور المنسي، والدكتور أبو شقير، معرض جذور، والذي يحتوي على ثلاثة أركان، هي: صور للبلدة القديمة، ورسومات الأطفال، وصور المركز الثقافي الفرنسي.

وفيما يخص جلسات اليوم الدراسي، فقد اشتمل اليوم الدراسي على جلستين، حيث تناولت الجلسة الأولى التراث العمراني بين الأصالة والحفاظ، وترأس الجلسة الدكتور فريد القيق.

وقد افتتحت الجلسة بعرض فيلم وثائقي عن البلدة القديمة حمل عنوان غزة تاريخ وحضارة، وقد أعد الفيلم بالتعاون بين مركز عمارة التراث وتلفزيون فلسطين، وأشار اسليم المبيض- المؤرخ الفلسطيني- إلى مقدمة تاريخية حول تطور البلدة القديمة منذ العصر الكنعاني، إضافة إلى أهم البنايات الأثرية العامة، وأنواعها، والمساجد، والزوايا، والحمامات، مشيراً إلى تميزها العمراني والتاريخي.

أما المهندسة نشوة الرملاوي من مركز عمارة التراث فتناولت البنايات السكنية الأثرية في البلدة القديمة، وما تمثله من طراز معماري متميز، إلى جانب الفراغات والعناصر التي تحتويها، والتي انعكست على نمو الحياة المحلية الأصيلة.

أما جيوفاني فونتانا فتحدث عن دور اليونسكو والمؤسسات العالمية في دعم الحفاظ على الموروث العمراني، وأهم المواثيق الدولية التي نضع محددات وآليات الحفاظ العمراني.

وفيما يتعلق بالجلسة الثانية والتي قدمت تجارب محلية ودولية لواقع الحفاظ المعماري، فقد ترأسها الدكتور عبد الرحمن المحروق، وتحدث فيها الدكتور عدنان أبو دية -عضو هيئة التدريس بقسم التاريخ والآثار- عن تجربة وخبرة لجنة إعمار الخليل كمؤسسة غير حكومية متخصصة في الحفاظ على التراث العمراني في محافظة الخليل، وطبيعة المشروعات التي تعمل عليها، وآليات الحفاظ.

أما الدكتور نظمي الجعبة من مركز المعمار الشعبي"رواق"- فتحدث عن مشروعات ودور المركز في الحفاظ المعماري، وركز على الآثار الاقتصادية والاجتماعية لمشاريع الترميم التي نفذتها رواق.

بدوره، تحدث إليكسندر ميلسينوس من المركز الثقافي الفرنسي عن خطط المحافظة على المدن في فرنسا، في إطار الحفاظ على الطابع العتيق للمدن، في حين استعرض الدكتور معين صادق مدير عام وزارة السياحة والآثار دور الوزارة في الحفاظ على التراث العمراني، وتأهيل الكوادر المحلية، ومشروعات التربية الخاصة بالوزارة.

أما المهندس سامي النيرب مدير دائرة المشاريع بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية فتناول آليات الحفاظ والترميم التي تتبعها الوزارة للحفاظ على الآثار.