الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

التوجيه السياسي يواصل محاضراته التوعوية ببيت لحم

نشر بتاريخ: 24/06/2013 ( آخر تحديث: 24/06/2013 الساعة: 11:41 )
بيت لحم - معا - التقى الشيخ ماهر عساف المرشد الديني في التوجيه السياسي بمجموعة من المفكرين والباحثين من الولايات المتحدة الأمريكية في مسجد عمر بن الخطاب، حيث تم التعرف على المسجد وكيفية الصلاة وعدد الصلوات التي يصليها المسلم.

وقدم عساف شرحا وافيا حول الدين الإسلامي حيث اشار عساف الى بداية ظهور الإسلام في مكة المكرمة واللقاء الاول بين وحي السماء جبريل عليه السلام وبين النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم، وكيف ان بداية لقاء السماء مع العقل المسلم كانت اشارات عظيمة إلى القراءة وهي قراءة متجددة حيوية قراءة لما في السطور وقراءة لهذا الكون المنظور في منهج علمي يقدم العقل ويحترم الإنسان.

واستحضر الخطاب الاول القلم والتكوين والكرامة الإنسانية حين قال تعالى : (إقرأ باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، إقرأ وربك الأكرم الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم).

وبين عساف علاقة الإسلام بالأديان الاخرى حيث اشار إلى ان الإسلام عقيدة وشريعة يامرنا بالإيمان بالكتب السماوية كافة وبالرسل الكرام جميعا، وان هناك رسلا آخرين لم يذكرهم القرآن أشارت اليهم الآية الكريمة (رسلا قصصناهم عليم ورسلا لم نقصصهم عليك)، إن الدين الإسلامي دين يقوم على الإيمان بالله ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم وعلى احترام الإنسان واحترام حقوقه وكرامته، وحرية الإعتقاد مكفولة في الشريعة الإسلامية ( لا اكراه في الدين)، والبناء الإسلامي يقوم على احترام التنوع والإختلافات في كافة المجالات حيث تشير الآية الكريمة إلى ان التعددية هي ارادة ربانية ( يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله سميع عليم)، هذه الاية تشير الى اصل البشرية الواحد ان الناس جميعا اخوة في هذه الإنسانية ، ثم تفرقوا شعوبا وقبائل واعراق ومذاهب وطوائف واديان وافكار ولغات والوان وكل هذه الإختلافات وغيرها هي مقصد رباني والهدف منه ليس الاقتتال والتنازع والحروب ، فما الهدف من كل هذه افختلافات.

وقال: إن الهدف الرباني من كل ذلك هو " لتعارفوا " ليس المقصود التعارف الشخصي فقط، وانما التعارف الثقافي والحضاري على مستوى الابداع والإنجاز، فلكل امة دلو تدلو به في مجال بناء الحضارة الإنسانية ، وهذا التنوع هو الذي يساعد على تكامل البشرية وتنافسها في مجال تقديم المنجزات الحضارية وفقا لمنهج الإسلام والذي يقول ان هدف وجود افنسان في الارض هو عمارة الأرض.

وفي مجال العلاقات الإسلامية المسيحية اشار عساف إلى ان المسلم والمسيحي في فلسطين يشكلون حالة وطنية مميزة حيث لا يقبل هذا الشعب القسمة على اثنين وقد قدم كل من المسيحي والمسلم التضحيات الجسام في هذا الوطن الذي يتعرض لاحتلال يسعى لشق وحدة الوطن الفلسطين وقد ضري عساف مثالا لقصة حدثت معه حول كيف ان جنود الاحتلال يحاول اظهار تعامل مختلف بين المسلم والمسيحي ولكن هذه الحيلة لم تنطلي على احد فكلنا شعب واحد نعيش الألم والأمل الواحد ونتطلع لمستقبل يتحرر فيه ابناء شعبنا وبناء دولة فلسطينية تحترم الإنسان وتؤسس مبدا المواطنة لا مبدا المحاصصة والطائفية.

وفي مجال الصراع الفلسطيني مع الأحتلال اشار عساف إلى ان الدين الإسلامي يحترم الديانات السماوية بما فيها الديانة اليهودية لانها تعاليم تدعو للعدالة واحترام الإنسان ولا تسمح بالإعتداء على الآخرين، ولكن الصراع ذو طابع سياسي يتم استخدام الدين فيه للهدف السياسي، ولو سار الناس على الدين بشكل سليم لحلت الازمات ولما كان هناك احتلال اصلا.

إن معاناة شعبنا الفلسطيني هي معاناة تفوق كل التصورات ابتداء من مصادرة الاراضي الشاسعة وهدم البيوت وقلع الأشجار وحرقها وقتل الناس والزج بهم في السجون والمعتقلات وابعادهم وافعتداء على كافة اشكال الحياة الفكرية والثقافية والإقتصادية والإجتماعية، واشار عساف لبعض الممارسات التي يعانيها ابناء شعبنا مثل الجدار وسرقة المياه ، وتقييد حركة الناس وامثله اخرى تعبر عن معاناة شعبنا.

واشار عساف الى موجة العنف والتطرف التي اجتاحت البلاد العربية وقال ان هناك مخططات اعلامية تسعى لتاجيج فكر متطرف يحول دون افستقرار السياسي والإقتصادي مما يزعز الامن ويمنع حدوث التنمية في المنطقة ويترك الشعب الفلسطيني رهين تجاذابات فطكرية وسياسية تؤخر استقلاله وحريته.

وطالب عساف الحضور ان يكونوا مع حقوق الشعوب في التحرر والكرامة الإنسانية فنحن شعب متحضر يحب الحياة والحرية ولا ينتظر منّة من احد، انما على شعوب الارض ان تاخذ موقعها من حقوق الإنسان.

في نهاية اللقاء تم فتح باب النقاش، ودار حوار حول القضايا التي تم عرضها في اللقاء.