الثلاثاء: 08/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

فروانة: التعذيب اضحى جزءاً أساسياً من معاملة المعتقلين اليومية

نشر بتاريخ: 24/06/2013 ( آخر تحديث: 24/06/2013 الساعة: 16:38 )
غزة - معا - أكد الأسير السابق والباحث المختص بشؤون الأسرى، عبد الناصر فروانة أن التعذيب بشقيه الجسدي والنفسي أضحى جزءا أساسيا من معاملة المعتقلين الفلسطينيين اليومية في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح أن كافة المؤسسات الدولية والإقليمية والمحلية فشلت في وضع حد للتعذيب في السجون الإسرائيلية أو ملاحقة مقترفيه، كما لم يرتق آدائها وآليات مساندتها وفعلها لمستوى احتياجات ضحاياه.

جاءت تصريحات فروانة في تقرير وزعه على وسائل الإعلام بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التعذيب ومساندة ضحاياه وإعادة تأهيلهم، والذي يصادف في 26 حزيران في كل عام، وهو اليوم الذي أقرته الجمعية العمومية للأمم المتحدة في 12 كانون اول من العام 1997، باعتباره يوما لتفعيل اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب التي بدأت بالتنفيذ الفعلي بتاريخ 26 حزيران عام 1987م.

وقال فروانة ان إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي شرعت التعذيب قانوناً في سجونها ومعتقلاتها، وكانت توصيات لجنة لنداوي عام 1987 هي أول من وضعت الأساس لشرعنته ومنحت مقترفيه الحصانة القضائية، ليفتح الأبواب لارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم وليُشكل نهجاً اساسياً وثابتاً وممارسة مؤسسية يشارك فيها كل من يعمل في المؤسسة الأمنية.

واضاف ان هناك تلازما ما بين الاعتقال والتعذيب وأن كل من مرَّ بتجربة الاعتقال بغض النظر عن جنسه أو عمره قد تعرض لشكل من أشكال التعذيب الجسدي أو النفسي، حيث أن 100% ممن تعرضوا للاعتقال تعرضوا للمعاملة المهينة والسيئة واللإنسانية، والى الشتائم وتكبيل الأيدي وعصب الأعين، فيما تجاوزت النسب المئوية لمن تعرضوا لأكثر من شكل من أشكال التعذيب الـ 80 شكلا.

واشار أن 93 % ممن اعتقلوا تعرضوا للدفع أو الصفح والضرب، و86 % تعرضوا للحرمان من النوم، فيما تعرض 92 % للوقوف فترة طويلة، و63 % تعرضوا للشبح ، و97 % لم يتلقُ طعاماً مناسباً أو شراباً صحياً، و65 % تعرضوا للبرودة أو الحرارة الشديدة، وأن أكثر من 58 % تعرضوا للضرب والضغط على الخصيتين، وبالإضافة لذلك استخدم الجنود والمحققين أساليب لا أخلاقية وجنسية في التحقيق مع الأسرى بنسب متفاوتة خاصة الأطفال من خلال تعريتهم والتحرش الجنسي بهم وتهديديهم بالاغتصاب، وتعامل الجنود مع أكثر من 90 % من الأطفال بطريقة عنيفة جدا بضربهم والتنكيل بهم، بينما وصلت محاولات تهديدهم جنسيا إلى 18% من حالات اعتقال الأطفال، فيما تحولت المستوطنات لمراكز للتعذيب والابتزاز والمساومة لا سيما مع الأطفال وهذه شكلت ظاهرة في الأعوام الأربعة الأخيرة .

وذكر فروانة أن هناك أشكالا أخرى من التعذيب مورست بدرجات متفاوتة مثل التعرض للهز العنيف، والتكبيل على شكل موزة، وإجبارهم على القرفصة وتقليد أصوات الحيوانات، وشرب البول أو الماء الساخن، والاعتداء بالهراوات والغاز المسيل للدموع والرصاص والضرب بوحشية بواسطة البنادق على كافة أنحاء الجسم، واستغلال أماكن الإصابة أو الجرح، والصعق بالكهرباء والحرمان من الالتقاء بالأهل أو المحامين والعزل الانفرادي وإحضار أحد الأقارب كالزوجة والشقيقة أو الوالدة لغرض الضغط على المعتقل وغيرها من الأساليب التي تدل على مدى الانحدار الأخلاقي والمهني والثقافي لدى الاحتلال.

واستهجن فروانة موقف القضاء الإسرائيلي والمحاكم العسكرية التي تعتمد المعلومات والاعترافات التي تنتزع بالقوة وتحت وطأة الضغط والتعذيب من المعتقلين وحتى الأطفال منهم كمستندات ادانة تعتمد عليها في إصدار الأحكام المختلفة والتي تصل للسجن مدى الحياة.

وبيّن فروانة أن الإحصائيات المتوفرة لديه تفيد بأن ( 71 أسيراً ) استشهدوا جراء التعذيب، من مجموع ( 204 ) معتقلاً استشهدوا منذ العام 1967 ولغاية اليوم، بالإضافة للعشرات من الأسرى الذين استشهدوا بعد تحررهم متأثرين بأمراض أصيبوا بها جراء التعذيب والإهمال الطبي.

وقال ان أول ضحايا التعذيب كان الاسير الشهيد يوسف الجبالي الذي استشهد بتاريخ 4 كانون ثاني 1968 في سجن نابلس، وتبعه العشرات أمثال قاسم أبو عكر وإبراهيم الراعي، وعبد الصمد حريزات وعطية الزعانين، ومصطفى عكاوي، وعرفات جرادات الذي استشهد في سجن مجدو بتاريخ 23 شباط الماضي والقافلة تطول.

واعتبر فروانة التعذيب في السجون والمعتقلات الإسرائيلية انتهاكا أساسيا لحقوق الإنسان، يهدف إلى تدمير الإنسان جسدياً ومعنوياً، وتحطيم شخصيته وتغيير سلوكه ونمط تفكيره وحياته.

وناشد فروانة كافة المؤسسات الحقوقية والانسانية الدولية الى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والانسانية تجاه ما يجري في السجون والمعتقلات الإسرائيلية من تعذيب بشع ومميت والعمل من أجل وقف التعذيب بأشكاله المتعددة والمختلفة، والى التحرك الجاد والفعلي والارتقاء بمستوى فعلها وآدائها لمساندة ضحايا التعذيب في السجون الإسرائيلية.

وطالب المؤسسات الفلسطينية ( الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني ) إلى وضع خطة استراتيجية لمواجهة التعذيب في السجون الإسرائيلية وآثاره المدمرة، وإلى مساندة ضحاياه من المعتقلين وضمان الرعاية الطبية والشاملة والمجانية، وتوفير حياة كريمة لهم ولعائلاتهم.