مؤسسة صوت المجتمع تنظم مؤتمراً لتعزيز ثقافة السلم الأهلي في نابلس
نشر بتاريخ: 25/06/2013 ( آخر تحديث: 25/06/2013 الساعة: 12:17 )
نابلس- معا- نظمت مؤسسة صوت المجتمع ضمن برنامج الاتصال والتواصل لتعميق الحوار والتصالح المجتمعي في الأراضي الفلسطينية والممول من الاتحاد الأوروبي بقاعة المؤتمرات بجمعية المستقبل بمحافظة نابلس بمشاركة قطاع عريض من الشباب والخريجين والناشطين المجتمعيين وممثلين عن مؤسسات أهلية.
وافتتح أعمال المؤتمر ممثلاً عن صوت المجتمع منسق الأنشطة بمكتب صوت المجتمع بالضفة الغربية حسن الخطيب مرحبا بالحضور ومثنيا على مشاركتهم لإنجاح أعمال المؤتمر كما وأكد الخطيب علي ضرورة مواصلة وتكاثف الجهود للمساهمة في تعزيز عدد من المفاهيم المجتمعية السليمة القائمة علي التسامح والحوار والتصالح.
وأدار الجلسة الأولي للمؤتمر أ/ حسن الخطيب: منسق أنشطة مؤسسة صوت المجتمع بالضفة الغربية.
ومن خلال ورقة العمل التي قدمتها الكاتبة امتياز المغربي بعنوان "دور المرأة الفلسطينية في نشر ثقافة السلم الأهلي" أكدت على الدور الريادي للمرأة في إعلاء قيم العدالة الاجتماعية والحكمة والحلم، لافتة إلى أن المرأة قادرة على مواجهة التحديات بكل عزم وكفاءة بدءا من بيتها الصغير إلى وطنها والتأثير في العالم بأسره.
وأشادت بصوت المرأة الفلسطينية المنادي إلى تحقيق السلم الأهلي من خلال تمسكها بحقها في إيصال صوتها بما يسهم في تعزيز روح الوحدة الوطنية ونبذ الفرقة.
وأكدت أن المرحلة الحالية تتطلب إيجاد برامج عملية مشتركة في سبيل خلق جو لإنجاح الحوار الوطني، كما وطالبت صناع القرار والمؤسسات بضرورة تفعيل دور المرأة وتمكينها للمساهمة في تحقيق الاستقرار الاجتماعي والسلم الأهلي.
ومن خلال ورقة العمل التي قدمها الداعية الإسلامي / زهير الدبعي والذي تحدث فيها عن السلم الأهلي والتسامح في الإسلام أكد الداعية زهير الدبعي بأن الإسلام هو دين تسامح بكل ما تحمله الكلمة من معني ايجابي.
وأكد الدبعي بأن طبيعة الدين الإسلامي بعيدة كل البعد عن الغلو والعنف في المعاملة وقد بين أن المغالاة مرفوضة وأن الغلو والعنف هم مظهر من المظاهر المرضية للمجتمع، كما وأكد الدبعي على أهمية الخطاب الديني المنفتح في تقويم الوحدة الوطنية والابتعاد عن الكراهية والعنف. وبين الدبعي أن الدين الإسلامي هو دين رحمة ومحبة ومعاملة حسنة مع الأخر وليس إلغائه ونفيه.
وفي ورقة العمل التي قدمها الإعلامي عاطف سعد والتي حملت عنوان دور الإعلام في نشر ثقافة السلم الأهلي بين أن الإعلام بوسائله المتطورة اقوي أدوات الاتصال العصرية التي تعين المواطن على معايشة العصر والتفاعل معه.
كما أكد سعد بأن للإعلام دور مهم في شرح القضايا وطرحها على الرأي العام ، وتابع سعد حديثه مبيناً أن للإعلام دوراً بارزاً في تعزيز السلم الأهلي في المجتمعات حيث يساهم مساهمة فعالة في إرساء دعائم الأمن والاستقرار في أي بلد من البلدان من خلال الأفكار والرؤى التي يتم تناولها وطرحها في وسائل الإعلام.
وبين سعد بأن حجم المسؤولية الملقاة على عاتق الإعلام باعتباره يعبر عن أمال وتطلعات أي شعب هي مسئولية كبيرة جداً مشيراً بأن الإعلام الحر والنزيه تكون الحقيقة غايته والموضوعية أسلوبه في الأداء.
وأكد سعد بأن الإعلام إذا لم يكن موضوعياً فلابد حينها مراجعة كاملة وإصلاح شامل لهذا القطاع من خلال رسم إستراتيجية إعلامية تأخذ في الحسبان تطوير المحتوى والمادة الإعلامية ، وإدخال وسائل إعلامية حديثة وكذلك مراعاة التغييرات والمستجدات الإقليمية والدولية وإطلاق العنان لحرية التعبير والصحافة .
وفي الجلسة الثانية للمؤتمر والتي أدارها د. فخري دويكات من جامعة القدس المفتوحة.
وقدم غسان دغلس مسؤول ملف مواجهة الاستيطان في شمال الضفة الغربية ورقة عمل تحدث فيها عن أهمية المقاومة الشعبية السلمية مبيناً أن ممارسة النضال علي جميع الجبهات هو أمر مفتوح وضروري بدأ من العمل السياسي مروراً بالجبهة الثقافية الفكرية والاقتصادية وانتهاءاً بالاجتماعية والتنموية.
وأشار دغلس بأن المقاومة الشعبية السلمية هي الأسلوب الذي يستطيع شعبنا من خلاله الاستفادة من جميع الموارد والطاقات البشرية في الوطن والمنافي كما ويمكن للنساء والرجال المشاركة فيها العامل والمزارع الشيخ والطفل وكل صاحب مهنة وكل ذي موهبة وكل مفكر وصاحب علم وكل من يمتلك شعوراً إنسانيا فهو شكل من أشكال التعبئة لكل الطاقات الفلسطينية والمساندة لها كما وأكد دغلس بأن هذه المقاومة لابد وان تستند لمبادئ سياسية واضحة وأهداف محددة وأن تستند إلي رؤية إستراتيجية مستقبلية واضحة .
وفي ورقة العمل التي قدمها الأب إبراهيم نيروز تحدث عن السلم الأهلي في الديانة المسيحية بين كيف دعت الديانة المسيحية إلي حب الآخر واحترامه وأشار الأب نيروز في كلمته أن ما يميز الواقع الفلسطيني هو نموذج للعيش المشترك القائم علي احترام الآخر كونه مواطن بغض النظر عن خلفيته الدينية وأغيرها.
وبين نيروز أن الاحترام المتبادل ، يشكل حجر الزاوية في تحقيق السلم الأهلي، لأنه يعمق الاستقرار، ويعزز من لغة الحوار والتفاهم والعيش المشترك، وإن السياج القوي الذي يحافظ على السلم الأهلي ، ويعمق مفاهيمه، ويجعله ثابتا من ثوابت الواقع المعاش هو وجود منظومة أخلاقية تلجم كل النوازع الشريرة التي تهدد السلم الاجتماعي.
وفي الختام أوصي المشاركون بضرورة إرساء قواعد النظام والقانون، وإعلاء قيم العدالة الاجتماعية وبث الأمن والأمان في المجتمع.