الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين يدعو إلى إنقاذ الأمة من ويلات الاقتتال

نشر بتاريخ: 25/06/2013 ( آخر تحديث: 25/06/2013 الساعة: 15:20 )
القدس - معا - وجه مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين نداء عاجلاً إلى أصحاب الألباب في الأمة العربية وقادتها، ليقوموا بدورهم في إنقاذ الأمة من ويل الاقتتال الداخلي وتبعاته الوخيمة، ونشر قيم الدين الإسلامي التي تقوم على أساس العدل والتسامح والاحترام والمساواة، جاء فيه:

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وأصحابه الغر الميامين، ومن سار على دربهم إلى يوم الدين، وبعد؛

ففي ضوء متابعة مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين لتصاعد وتيرة العنف والنزاع بين الإخوة والأشقاء من أبناء أمتنا العربية، والدعوات إلى التعصب والطائفية، والسماح للمتنطعين المتفيهقين بإطلاق أحقادهم الدفينة ومحاولاتهم المتزايدة لتمزيق نسيج هذه الأمة الديني والاجتماعي والثقافي، وتهديدهم لماضيها وحاضرها ومستقبلها، بما يتنافي مع تعاليم ديننا السمحة، التي جاء بها كتاب الله وسنة نبينا، فقد بات من المحتم علينا أن ندعو العقلاء والمخلصين وأصحاب القرار من هذه الأمة، إلى النهوض بها، والعمل على رأب صدعها، ونبذ العنف والاقتتال بين أبنائها، وإيقاف أشكال الفتنة كافة، من تكفير، وتعصب للمذهب والطائفة، وانغلاق فكري، والعمل على نشر قيم التسامح والعدل والمواطنة والعيش المشترك، وتعزيز روح الحوار الأخوي الهادف المبني على الاحترام المتبادل، بعيداً عما يولد الكراهية ويؤجج نار الفتن والصراع، ويقود إلى الانقسامات والتشرذم.

كما نناشد قادة الأمة العربية والإسلامية، وأصحاب الرأي، والجهات المؤثرة فيها إلى اتخاذ مواقف جريئة وعملية لوقف الاقتتال وسفك الدماء فيما بين أبنائها، فالرسول، صلى الله عليه وسلم، يقول: (إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ بِسَيْفَيْهِمَا، فَالْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ هَذَا الْقَاتِلُ، فَمَا بَالُ الْمَقْتُولِ؟ قَالَ: إِنَّهُ كَانَ حَرِيصًا عَلَى قَتْلِ صَاحِبِهِ)(صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب {وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما}الحجرات:9)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ)(صحيح البخاري، كتاب الديات، باب قول الله تعالى: {ومن أحياها }المائدة 32)، إذ الاقتتال الداخلي يتيح المجال رحباً للمتربصين بهذه الأمة ودينها ومقدساتها وشعوبها للنيل منها، مؤكدين على أن قوتنا في وحدتنا، ووهننا وضعفنا في فرقتنا وتناحرنا وانقساماتنا، والله حذرنا من التنازع لإفضائه إلى الفشل والوهن، فقال تعالى: {وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ}(الأنفال:46).

وأكد المجلس أن لا مجال للسكوت عن هذا الاقتتال وتداعياته، والذي يحدث بين ظهرانينا منكر بكل المعايير، فيجب إنكاره بالوسيلة المستطاعة، امتثالاً للتوجيه النبوي في قوله صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) (صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب بيان أن النهي عن المنكر من الإيمان وأن الإيمان يزيد وينقص).