الإثنين: 14/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

معطيات مقلقة: 85% من الأطفال الذين قُتلوا في حوادث السير من عرب 48

نشر بتاريخ: 27/06/2013 ( آخر تحديث: 27/06/2013 الساعة: 16:10 )
بئر السبع – معا - يظهر تقرير خاص أعدته جمعية "أور يروك" ("ضوء أخضر") المرورية في إسرائيل، صورة مقلقة جدا حول الوضع في المجتمع العربي في الداخل، بكل ما يتعلق بالأمان على الطرق، حيث نسبة تورط المجتمع العربي في حوادث الطرق كبيرة جدا، خصوصا في بعض الفئات السكانية الأكثر عرضة للمخاطر، مثل الأطفال والرضع وكذلك الشباب.

ويتبيّن من المعطيات أن 85% من الأطفال الذين قتلوا كمشاة في حوادث الطرق كانوا من الوسط العربي، 69% من الأطفال الذين قُتلوا في حوادث الطرق كانوا أيضا من الوسط العربي، كما أنّ نصف (50%) من الشبان في سن 15-24 عاما، الذين لقوا مصرعهم في حوادث الطرق في إسرائيل هم من فلسطينيي الداخل.

في ظل هذه المعطيات الخطيرة، تتضح صورة خطيرة لواقع أكثر تعقيدا وإشكالية في كل ما يتعلق بالبنية التحتية المرتبطة بالأمان على الطرق في المدن والبلدات العربية.

ووفقا للتقرير الذي وصلت نسخة إلى " معا "، فإن أحد العوامل الأساسية المسببة للتورط في حوادث الطرق وللإصابة في الوسط العربي، ناتجة عن المشاكل الكثيرة والمتعددة التي تعاني منها البنية التحتية في الوسط العربي.

ومن ضمن ما تشمله هذه الأمور، يشير التقرير إلى قلة الإنارة، الشوارع المشوشة، الأرصفة الضيقة، الشوارع التي تفتقر للهوامش، وانعدام الفصل بين الطرقات والمساحات المخصصة للعب الأطفال، والصيانة غير الصحيحة لإشارات المرور وممرات المشاة، وغيرها.

ومن العوامل الأخرى والأساسية للتورط الكثير في حوادث الطرق لدى أبناء المجتمع العربي، انعدام الوعي لموضوع الأمان على الطرق.

سياقة متهورة وتصرفات المشاة

ويشير التقرير إلى أن تصرفات المشاة، وخصوصا الأطفال، ليست آمنة، كما أنه بالإمكان ملاحظة تصرفات خطيرة لدى السائقين، مثل السفر إلى الخلف، عدم إعطاء حق الأولوية للمشاة، والسواقة بسرعة زائدة. إضافة إلى ذلك، فإن الحالة التقنية السيئة التي تمتاز بها المركبات في الوسط العربي، والسواقة المتهورة التي يمارسها سائقون شبان - خصوصا في ساعات الليل، تعتبر من الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع في عدد قتلى حوادث الطرق.

موضوع آخر يبرزه التقرير، هو حوادث الساحات المنزلية، التي تنتشر بشكل أساسي في المجتمع العربي. ووفقا للتقرير، فإن غالبية الأطفال الذين يقتلون في حوادث الساحات المنزلية، في الأماكن المخصصة للعب الأطفال ولوقوف السيارات أيضا، يقتلون حين يقوم الطفل بتعقب الوالد أو الوالدة الذين يتوجهون إلى السيارة. أما الوالد الذي لا ينتبه إلى وجود الطفل خلف السيارة، فإنه يسافر إلى الخلف ويدهسه.

كذلك يشير التقرير إلى أن الاستطلاعات الميدانية التي أجرتها جمعية "أور يروك"، تؤكد أنّ أقل من 30% من الأطفال الذين تم استطلاعهم في السيارات، كانوا مربوطين بحزام الأمان بصورة أو بأخرى. أضافة لذلك، 84% من الأطفال في جيل 3-8 سنوات، لم يتم نقلهم – كما يجب – بواسطة مقاعد الأمان الملائمة لهم. وأكثر من هذا، فإن 70% من السائقين قالوا إنّهم لا يقومون بربط أبنائهم بأحزمة الأمان مطلقا، أو أنهم يربطونهم خلال عدد قليل من السفرات.

51 قتيلا عربيا منذ مطلع العام

ومنذ بداية العام 2013، قتل في حوادث الطرق 51 شخصا من الوسط العربي. خلال نفس الفترة من العام 2012، قتل 41 شخصا من الوسط العربي في حوادث الطرق. والحديث هنا عن ارتفاع بنسبة 24%، تقريبا الربع، في عدد القتلى العرب في حوادث الطرق مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وبالمجمل، قتل منذ بداية العام الحالي 146 شخصا بحوادث الطرق.

وعقبت من جمعية "أور يروك" بالقول: "تقع على الدولة مسؤولية تقليل عدد قتلى حوادث الطرق في الوسط العربي. يجب توجيه الموارد فورا من أجل معالجة البنى التحتية بشكل أساسي، ومن أجل زيادة تطبيق القانون داخل البلدات. وبالإضافة إلى ذلك، لا بد من رفع مستوى الوعي والتربية للأمان على الطرق من خلال خطط التوعية المركّزة في الوسط العربي".