الخميس: 03/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

منيب المصري: ستبقى قضية الأسرى محركا أساسيا لمواجهة الاحتلال

نشر بتاريخ: 27/06/2013 ( آخر تحديث: 27/06/2013 الساعة: 13:34 )
القدس- معا- خلال المؤتمر الذي نظمه مركز الشهيد ابو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة تحت عنوان "ابداعات انتصرت على القيد" وخلال الجلسة الافتتاحية القى منيب رشيد المصري رئيس مجلس إدارة باديكو كلمة الراعي الرئيس لهذا المؤتمر والذي قال فيها "بالأصالة عن نفسي، وبالنيابة عن أسرة شركة فلسطين للتنمية والاستثمار "باديكو القابضة"، أتقدم بالشكر الجزيل لجامعة القدس، وخصوصا لمركز الشهيد أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة، ممثلا بالدكتور فهد أبو الحاج، على هذه المبادرة الكريمة، والتي تخص فئة من بناتنا وأبنائنا يعيشون في قلوبنا ووجداننا، وإن كانوا بأجسادهم خلف قضبان سجون الاحتلال".

واكد المصري بأن قضية الأسرى محركاً أساسياً لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي حتى دحره، لِما تشكله من قضية سياسية نضالية ببعد انساني من الدرجة الأولى، تجد لها امتداداً مباشراً في كل بيت، فلا تكاد أسرة فلسطينية تخلو من أسير: أباّ أو ابناّ أو أخاّ أو زوجاّ، فعدد الأسرى الفلسطينيين منذ بدء الاحتلال في العام 1967 اقترب من 800 ألف أسير.

وأضاف المصري "كلنا يعلم أن إبداعات الحركة الأسيرة امتدت لتشملَ كلَ نواحي الحياة: العلمية، والثقافية، والفنية، فتمكن أسرانا البواسل، بنضالهم ومعاناتهم، من تحويل السجون إلى ساحات للتعلم، رافضين بكل قوة السياسة الممنهجة التي تتبعها سلطات الاحتلال لتجهيلهم وتحطيمهم، وإعدام فرصهم في حياة سليمة ومتوازنة، وما كان لهذا أن يتحققَ لولا التضحيات الجِسام التي قدموها، فسقط منهم شهداءُ من أجل أن نحيا نحن، ويحيا زملاؤهم حياة حرة كريمة.

وقال "عزاؤنا في أن أبطَالنا وبطَلاتِنا تمكنوا من تحويل السجون من أماكن للقهر وأدوات للنيل من إنسانيتهم إلى ساحات متقدمة في المعركة مع المحتل، بل إنّ الكثيرَ من الإنجازات التي تحققت على مدار عقود الثورة الفلسطينية كان يؤسّسُ لها في السجون".

وتحدث المصري عن ابداعات الاسرى قائلا "نذكرَ الصيغَ الإبداعية التي يخرج بها أسرانا البواسل كلما شعرنا نحن في خارج السجون، أننا عاجزون عن إيجاد المقاربات اللازمة لحل معضلة ما، كمبادرة إنهاء الانقسام عبر وثيقة الأسرى، هذه الوثيقة الابداعية التي شكلت أساسا مهما بني عليها لاحقا الخطوط العامة لاتفاق المصالحة الذي وقع في القاهرة في أيار 2011، نعم الأسرى هم عماد الوحدة وعماد النضال وأساس لسلام الشجعان الذي أرادة واستشهد من أجله بطلنا ورئيسنا وشهيدنا الرمز ياسر عرفات".

وأكد المصري بإن انهاء الانقسام وطي هذه الصفحة السوداء من تاريخ الشعب الفلسطيني مسألة حتمية وليست خيارا، فإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة هي الخطوة الأولى لدحر الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خط الهدنة للرابع من حزيران عام 1967، بعاصمتها القدس الشرقية، وعودة اللاجئين وفق القرار الأممي رقم 194. هذه هي ثوابتنا التي لا يملك أحد حق التنازل عنها، فقد رسمها لنا شهيدنا ابو عمار ويواصل الأخ الرئيس أبو مازن العمل على تحقيقها.

وحول التصريحات التي يطلقها الوزراء في حكومة الاحتلال أكد المصري بإن "التصريحات المتواترة التي تصدر عن مسؤولين في حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة، كشفت القناع الأخير عن وجه هذا العدو، وعن النفاق والكذب الذي مارسته الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ التوقيع على اتفاقيات أوسلو في العام 1993 وتنكرهم التام والفج للسلام مع منظمة التحرير الفلسطينية.

وتجلى هذا التنكر في تعامل سلطات الاحتلال مع قضية الأسرى الفلسطينيين، تحديدا، فالاحتلال لم يكن يوماً معنياً بسلام يضمن الحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني، بإبقائه إياهم رهائن، بمن فيهم أسرى ما قبل أوسلو، والذين ما زالت إسرائيل ترفض إطلاق سراحهم متنصلةً من اتفاقيات مكتوبة بهذا الشأن.

وشدد المصري على دعم القطاع الخاص لموقف الرئيس ابو مازن حين قال "لقد كان الأخ الرئيس محمود عباس واضحاً في موقفه عن قضية الأسرى من حيث تأكيده الدائم على أنْ لا سلام دون إطلاق سراح جميع أسرانا في السجون الإسرائيلية، ونحن في القطاع الخاص الفلسطيني نؤيد وندعم موقف الرئيس ونقول بأن السلام يتحقق عندما تقر إسرائيل بالحقوق الفلسطينية، نحن قبلنا بحل مؤلم يعطينا 22% فقط من فلسطين التاريخية، ولا يوجد بيننا من يقبل بأقل من هذا وتأسيسا عليه نقول أننا ضد أي شكل من أشكال التطبيع بما فيه التطبيع الاقتصادي مع الاحتلال ولا يوجد شي أسمه "سلام اقتصادي" لان قضيتنا احتلال وتحرر منه، وقضية حقوق مشروعة للشعب الفلسطيني، السلام يتحقق عندما يتمكن الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره فقط".

وقال المصري في هذه القضية المهمة أن اتحدث باسم قطاع الأعمال الفلسطيني برمته، وأقول لكم: سنبقى دوماً في الصفوف المتقدمة دفاعاً عن قضايا شعبنا العادلة، وسنبقى مع شعبنا في الخندق الأمامي دفاعاً عن قضية أسرى الحرية، إلى حين إطلاق سراحهم جميعا، وإغلاق هذا الملف الذي يدمي قلب كل أم و أب وكل أخت وكل زوجة وكل ابن وابنة، ويؤرق كل فرد من أفراد الشعب الفلسطيني، سنبقى أوفياء لتضحياتهم التي قدموها من أجلنا ، سنبقى شركاء لأُسَرهم في معاناتها وآلامها.

وشكر المصري جامعة القدس ومركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة على هذه المبادرة الكريمة، داعياً في هذه المناسبة كل المؤسسات وكل قطاعات شعبنا إلى الانخراط في جهد واحد وموحد لإبقاء قضية أسرانا البواسل حية متقدة، ودفعها إلى طاولة كل المحافل الإقليمية والدولية.