أي مستقبل بائس يا غزة z!!..كتاب وصحفيون يقرعون جدران الخزان لوقف ما يجري في غزة
نشر بتاريخ: 19/04/2007 ( آخر تحديث: 19/04/2007 الساعة: 22:41 )
غزة -معا- اعرب كتاب وصحفيون عن خوفهم من المستقبل المجهول الذي ينتظر قطاع غزة في ضوء تصاعد ظواهر العنف والسرقات والتفجيرات للمطاعم والمؤسسات الثقافية وسرقة السيارات والاشتباكات العائلية وتخريب المدارس وغيرها الكثير من الظواهر التي ترسم ملامح مستقبل لا يعلم الا الله ملامحه وافاقه .
ففي مقالة تضج بالغضب والياس والخوف مما ينتظر القطاع دعا الكاتب الصحفي علاء المشهراوي الرئاسة والحكومة لسرعة الانتباه لما يتفاعل في القطاع من ظواهر تجد في غياب الامن وانتشار الفلتان بيئة مناسبة لها .
وتساءل الكاتب بنبرة يملؤها الخوف والرعب مما يجري للقطاع موجها كلامه لحركتي فتح وحماس والرئاسة والحكومةقائلا "اين انتم من هذا ؟ اليس هذا هو امننا ؟ ام ان امننا ليس امنكم ؟ فهل ما زلتم تخصون امنكم بالصيانه والحمايه والتجهيز ولا يهم امن وطن باكمله ؟ هل ما زلتم تعدون العده لبعضكم البعض ؟ وتركتم اللصوص والقتلة والمحتالون وتجار المخدرات والجواسيس والعاهرون يصولون ويجولون وكل هذا على وقع القمامه التي تزكم الانوف وتنشر الامراض في الشوارع وتغزو روائحها النفاثه غرف نومنا وربما احلامنا وكذلك اضراب الموظفين وخاصة المدرسين وتعطل العمل هنا وهناك ؟"
ونبه الكاتب الى ان ما يحدث في غزة الان خطير جدا واضاف "ان ما يحدث في غزة هذه المرحلة العصيبة خطير جدا فالانفلات على اوجه ، المواطن بات لا يأمن على روحه ولا عائلته ولا محله ولا بيته ولا سيارته ولا مكتبه ولا مؤسسته ولا مدرسة ابنائه ولا حتى الطريق فالتفجيرات تنالها جميعا وبلا سبب وبلا مفهوم واضح فالكل مستهدف واخطر ما في الامر ان مستقبلنا هو المستهدف" .
واشار الكاتب الى ان ايد خفية تعمل على تخريب كل شيء على نحو مقصود بما فيها المدارس واضاف "فالمدارس اضحت مرتعا للصوص من نوع خاص لا يستفيدون شيئا مما يسرقون وربما ايد خفيه تكافئهم من اجل تجهيل هذا الجيل التعيس اذ يسرقون اجهزة الحاسوب ويخربونها ويدمرون محتويات المختبرات والنوافذ ، اذن فليس الهدف السرقه انما التجهيل ، ولكن من يابه لذلك او يفكر بالتحقيق معهم ليعرف من يقف وراءهم او يرسلهم وربما يكافئهم ".
وقال الكاتب ان تجار المخدرات ينتشرون في كل مكان يزرعون البانغو فوق السطوح بعد ان حولو المقابر الى مصانع للمخدرات واضاف "تجار المخدرات والسموم صالوا وجالوا وزرعوا البانجو فوق السطوح وحولوا المقابر الى مصانع مخدرات ومنازلهم الى متاجر حتى جماجم الاموات استخدموها لإنتاج سموم تقتل مستقبلنا قبل ان تقتل شبابنا ، والكل لا ينتبه ولا احد يوقفهم عند حدهم وهم ينشرون سمومهم في دمائنا وعقولنا ويدمرون مستقبلنا ".
وتابع يقول "اما تجار الشرف والرذيله فافتتحوا بيوت دعاره دون وجل او خوف واشتغلت القوادات بنهم وادين مهماتهن باخلاص وصاروا يتخذون من شرف بناتنا لهم سلما واقتنصوا من طهرنا رجسا كي يطبقوا على انفاسنا ويدمروا ما تبقى من امل لنا بالمستقبل" .
كما اشار الكاتب الى القطط السمان التي وجدت في الفلتان فرصة للثراء الفاحش وتابع يقول "اما ذئاب الاقتصاد فحدث عنهم ولا حرج ، فهؤلاء اباطرة التجار ممن ينسقون مع العدو قبل الصديق لا يهمهم سوى الربح دون ان يابهوا بصحه المواطن ولا مصلحة الوطن فاصبحوا عبيدا لاسيادهم وان كان ذلك على حساب الغلاء الفاحش والبضائع الفاسده فهم مستعدون ان يسحقوا الجميع تحت اقدامهم ليعتلوا عرش الثروة والمال" .
وقدم الكاتب صورة عن تجارة الموت والسلاح واضاف "اما تجار الموت والسلاح فهم في غيهم يعمهون يجلبون الاعيرة النارية التي تذكي نار الفلتان الامني وكذلك يصنعون القنابل والاكواع وغيرها حتى يملؤوا جيوبهم نقودا زائفه حتى لو سالت الدماء من ايديهم ومن عيون البؤساء ، ولا من مجيب !"
واعرب الكاتب عن مخاوفه من جيل جاهل بفعل ما يتعرض له من تجهيل متعمد واضاف "انه مستقبل ابنائنا الذين اصبح احدهم في الصف لاثالث الثانوي ولا يعرف كتابة اسمه !انهم يجهلون جيلا باكمله يعلمونه العربده وقلة الحياه ويربونه على الفاحشة والمخدرات وحبوب السعاده والهلوسه ! انهم يسرقون من ماجداتنا عفتهن وطهرهن ويغتصبون فينا فسحه الامل."
وقال بان المنفلتين لا يعاقبون بل هم يكافؤون واضاف " فالمنفلتون بغزة لا يخافون رادعا ولا قضاء ولا ما يحزنون وربما يكافؤون أحيانا"
واطلق الكاتب صرخة مدوية قال فيها "ولعلي هنا اصرخ في ضمير كل من يخاف على هذا الوطني ويهمه مستقبل ابنائه وخاصة حركتي حماس وقتح : ان امنكم لا يهمنا بقدر ما يهمكم امننا ، انه مستقبل الجميع وهل للوطن من قائمه وللدولة من كينونه اذا ضاع مستقبل ابنائنا ، وساعتئذ فلاسرائيل ان ترقص فوق رفاتنا وتستجم على رائحه ذكرياتنا ؟ هاهي صرختنا وهانحن نعلق الجرس ونقدم عذرنا امام الله والتاريخ ، فان استجبتم فقد انقذتمونا جميعا والا فاي مستقبل بائس يا غزة بانتظارك ؟"
عوكل ..استدراك من موقع إيجابي!!
اما الكاتب الصحفي طلال عوكل فعدد في مقالة بعنوان استدراك من موقع إيجابي سلسة من التجاوزات التي حدثت منذ الاعلان عن بدء تطبيق الخطة الامنية مشيرا الى ان هناك من يتعمد افشال الخطة واضاف "كان ثمة من يتعمد معاندة وافشال الخطة الأمنية التي استغرق نقاشها حتى اقرارها من قبل الحكومة مطلع هذا الاسبوع، نحو سبعة ايام، فلقد تزامن الاعلان عن اقرارها في الصحافة الوطنية مع سلسلة من التجاوزات المحرجة فيما يشكل رداً عملياً على خطة اختلف اصحابها على موعد بدء تنفيذها.فمنذ الاعلان عن اقرار الخطة امكننا ان نحصر التجاوزات التالية:- تفجير مقر ومكتبة جمعية الكتاب المقدس جهاراً نهاراً وسط أهم الشارع في مدينة غزة.
- تفجير مقهى انترنت في منطقة الجندي المجهول بغزة.
- سقوط جريحين باطلاق نار على مشيعي جنازة.
- عشرة جرحى جراء سوء استخدام السلاح والعبث به.
- مجهولون يفجرون منزلاً في جباليا.
- مسلحون في القطاع يستولون على سيارة مؤسسة العمل ضد الجوع الاسبانية.
- تفجير سيارة الأمن المرافقة لوزير الخارجية السابق، القيادي في حركة حماس الدكتور محمود الزهار.
- تفجير جيب تابع لمديرة مطعم الجذور بغزة.
- اعتداء مسلحين ذو طابع عشائرى على وزارة الصحة ومستشفى الرمال.
- اشتباكات عائلية مسلحة في خان يونس.
هذا فقط ما وصلتنا انباؤه، والاكيد ان ثمة تجاوزات اخرى خصوصاً في مجال سرقة سيارات السوبارو والحبل على الجرار.
وقال الكاتب ان تلك التجاوزات وقعت خلال ثلاثة ايام فيما الخطة الامنية لم تنشر بعد، حتى ما نشرته "الأيام" في عددها يوم أمس، واعتقدنا انها الخطة الامنية، لم يكن سوى استعراض لاهم مفاصلها وبعض التعليق السريع عليها.
وقال ان الخطة اودعت لدى لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية لمناقشتها ووضع الملاحظات عليها، ولضمان تعاون الفصائل والقوى في تنفيذها ولضبط عناصرها بناء مقتضياتها، مما يعني ان الخطة لا تزال غير مقرة بشكل نهائي فلماذا لم تنتظر الحكومة نتائج عرضها على لجنة المتابعة لكي يتم اقرارها دفعة واحدة؟
وسجل الكاتب بعض النقاط النقدية على ما تضمنته الخطة تلامنية واضاف "نسجل على الخطة الملاحظات السريعة والعامة التالية:
أولاً: الخطة تتحدث عن جملة من العقبات الكبيرة التي تعترض سبيل تنفيذها ونجاحها من دون ان تحدد كيفية معالجة هذه العقبات.
تتحدث الخطة عن:
- عدم وجود دعم سياسي على مختلف المستويات وتتوقع امكانية عدم حدوث توافق سياسي عليها.
- عدم التزام التنظيمات والفصائل السياسية والاجنحة العسكرية بموجب ما يتم الاتفاق عليه.
- عدم الجدية في الزام اجهزة الامن المختلفة لمنتسبيها.
- عدم توفر الجدية في تخصيص الموازنات التشغيلية الضرورية اللازمة.
- سرعة اعادة هيكلية الاجهزة الشرطية والامنية التابعة لوزارة الداخلية.
- معوقات تتصل بالتدريب واخرى لوجستية.
واشار الكاتب الى ان الخطة لم تلحظ المعوقات التي تصدر عن الاحتلال الاسرائيلي واعتداءاته المستمرة وبالرغم من ذلك فإن ما ورد من معوقات متوقع حسب الخطة نفسها، يتصل بجوهر الادوات والقضايا.
وتابع يقول "فإذا كانت الخطة تتوقع عدم تخصيص الموازنات اللازمة، او عدم جدية الزام افراد الاجهزة، او فيما يتصل بالتوافق السياسي والفصائلي، فإن اصابع الاتهام في هذه الحالة موجهة للحكومة، بما انها حكومة وحدة وطنية تضم معظم الاتجاهات السياسية.واصابع الاتهام موجهة للداخلية التي قد لا تنجح في السيطرة على ادوات تنفيذ الخطة، الخطة تتحدث عن اصلاحات جذرية ضرورية لاجهزة الامن، وعن حماية اجهزة القضاء والتي تحتاج الى اصلاح واعادة بناء الجهاز القضائي الذي اصابه الكثير من الضعف حتى العجز.
واشار الكاتب الى ان الخطة لا تلحظ بقدر كاف وجدي طبيعة التحولات الاجتماعية التي تشكل البيئة المناسبة لبروز واتساع نطاق ظاهرة الفلتان الامني.
وراى الكاتب ان هذا الخطأ في التقدير يؤسس الى خطأ آخر يتحسب له الجمهور، ومنه، وهو ان تبدأ الخطة بانتشار استعراضي في الشوارع لقوات الشرطة، يعكس نفسه في صورة ممارسات تتصل بالتدقيق في تراخيص السيارات، والمخالفات المرورية، او فيما يتصل ببعض باعة البسطات الذين يقيمون في الشوارع العامة وما الى ذلك.
ونبه الكاتب الى ان هذه المظاهر الاستعراضية لا تحل المشكلة، وربما تحل بعض المشكلات لتخلف الكثير من المشكلات والمصادمات، اذ ان المواطن سيتصرف على قاعدة "قطع الاعناق ولا قطع الارزاق" وبالتالي من ستطلب منه ازالة بسطة تدر عليه بعض الشواقل لاطعام اسرته، عليك ان توفر له البديل مسبقاً.في كل الاحوال فان هذه الحركات الاستعراضية ليس من شأنها ان تؤدي الى وقف الاشكال المتنوعة والكثيرة من الجرائم والتجاوزات التي تعددها الخطة.
واعرب الكاتب عن يقينه بان الخطة ستلاقي تعاوناً وارتياحاً من قبل المواطنين ومن قبل منظمات المجتمع المدني، لكن القضية ليست مرورية، وليست قضية بسطات، الأمر في جوهره يتعلق بالسلاح، فهل ستذهب خطة الحكومة الى الاطراف وتترك او تؤجل معالجة الجوهر؟.هنا يتصل الامر بالفصائل التي لا اعتقد انها تبدي اخلاصاً لاتفاق مكة ولانجاح حكومة الوحدة، اذ يكفي ان تلتزم هذه الفصائل وتلزم عناصرها وتلتزم السلطة وتلزم افرادها، حتى يتوقف 90% من التجاوزات، فلماذا لا تفعل ذلك وفوراً؟.في هذه الحالة فان الجماعات المسلحة الثانوية، والعشائر المسلحة، وجماعات الجريمة المنظمة، واللصوص، لن يجرؤوا على مواصلة ما يقومون به، ذلك ان كل هذه الجماعات تستظل بالوضع العام، وبعضها يستمد سلوكه ودوره من علاقته بهذا الفصيل او ذاك خصوصاً الفصائل الكبرى.
وراى الكاتب انه اذا ما اتخذت حكومة الوحدة من المصلحة العامة ابا لها فانها ستحقق اهدافها وتابع يقول "ويبدو ان جذور مشكلة الفصائل ودورها في ميدان الامن الداخلي، يتصل بكون حكومة الوحدة الوطنية بلا اب، فالحكومة السابقة لها اب هو حماس والتي قبلها كانت فتح ابوها، اما هذه الحكومة فهي تنتظر ان يصبح العمل الجماعي وادراك المصلحة الوطنية، اباً لها".
واختتم الكاتب مقاله بالقول ان الخطة الامنية باتت على المحك العملي واضاف "رغم كل ذلك واكثر من ذلك، فإن الحكومة وخطتها الامنية هي على المحك العملي، وما على المواطن الا ان يصبر وينتظر، وفي الوقت ذاته، يقوم بما يتوجب عليه لدعم الخطة والحكومة، ذلك ان الوضع لا يحتمل بدائل اخرى".