منصور: امال شعبنا تتضاءل في امكانية قيام الدولة بسبب استمرار الاستيطان
نشر بتاريخ: 29/06/2013 ( آخر تحديث: 29/06/2013 الساعة: 09:24 )
نيويورك - معا - بعث السفير الكتور رياض منصور، المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة في نيويورك، رسائل متطابقة إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن (المملكة المتحدة) ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، ذكر فيها انه على الرغم من الجهود الجادة المبذولة والهادفة إلى إنقاذ الحل القائم على دولتين واحياء المفاوضات وحسم كافة القضايا العالقة والصراع ككل فإن آمال الشعب الفلسطيني وقناعاته في إمكانية تحقيق السلام تتضاءل في ضوء الحملة الاستيطانية المستمرة التي تقوم بها إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، في جميع أنحاء الأرض الفلسطينية والإجراءات الاستفزازية وغير القانونية الأخرى التي تعكس مرة أخرى رفض إسرائيل لمسيرة السلام ولحل الدولتين.
وأضاف أن الإجراءات الإسرائيلية تعيد تأكيد تفضيل الحكومة الإسرائيلية للاحتلال والضم والسيطرة على الشعب الفلسطيني وأرضه وتسلط الضوء بشكل صارخ على عدم استعدادها لاحترام القانون الدولي والعمل من أجل تحقيق السلام. فهي مستمرة في بناء المستوطنات وما يسمى البؤر الاستيطانية وتوسيعها، وفي إصدار الأوامر العسكرية لمصادرة الأراضي وهدم المنازل الفلسطينية وإجبارالمدنيين الفلسطينيين على النزوح قسرا، وخاصة في مناطق القدس الشرقية المحتلة وغور الأردن، وإعتقال المدنيين واحتجازهم على أساس يومي، واستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين الفلسطينيين واستمرار فرض الحصار على قطاع غزة. ويواصل المستوطنون الإسرائيليون اعتداءاتهم ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم، بما في ذلك المواقع الدينية. هذا هو رد إسرائيل بتعنت وغطرسة على الدعوات من كل قارة حول العالم لوقف سياساتها وممارساتها غير القانونية في الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وللتعاون بجدية مع مبادرة وزير الخارجية الأمريكية جون كيري والجهود الدولية المبذولة.
وذكر السفير منصور أن إسرائيل أعلنت عن خطط لتوسيع المستوطنات غير القانونية في القدس الشرقية المحتلة، ومن بينها الموافقة على بناء 69 وحدة إستيطانية جديدة في مستوطنة بنيت في جبل أبو غنيم (هار حوما) على الأراضي الفلسطينية المصادرة. وعلى الرغم من المطالب المتكررة لإسرائيل لوقف مثل هذه الأنشطة الاستعمارية غير القانونية، فإنها كثفت من حملتها الإستيطانية لتصل إلى أعلى مستوياتها في سبعة أعوام في الربع الأول من هذا العام وحده، في انتهاك لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وللقانون الدولي، بما في ذلك اتفاقية جنيف الرابعة ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
وأضاف السفير منصور أنه الى جانب هذه الأعمال غير القانونية التي تزيد من تفتيت الأرض الفلسطينية وتهدد الحل القائم على دولتين، يواصل المسؤولون الاسرائيليون على أعلى المستويات الإدلاء بتصريحات إستفزازية تسمم الأجواء وتؤجج التوترات بين الجانبين. وذكر أنه في الوقت الذي لازالت فيه القيادة الفلسطينية ملتزمة بحل الدولتين وبالمفاوضات الجادة لتحقيق ذلك وحل جميع القضايا العالقة يتعين علينا وعلى المجتمع الدولي أن نقيم بجدية آفاق وامكانيات جعل ذلك حقيقة واقعة في ظل الأوضاع التي تفرضها إسرائيل، السلطة القائمة بالإحتلال.وأضاف أن فلسطين قدمت مرارا وتكرارا تنازلات صعبة من أجل السلام وأعلن الرئيس محمود عباس مرارا وتكرارا التزامنا واستعدادنا لتحقيق هذا الهدف. ولكن، في هذه المرحلة الأكثر حرجاً، ينتابنا القلق إزاء اجراء مفاوضات فقط من أجل المفاوضات، وإزاء الوضع المتدهور على الأرض نتيجة لممارسات إسرائيل غير القانونية.
وإختتم السفير منصور رسائله بمطالبة المجتمع الدولي مجددا لبذل الجهود اللازمة لضمان امتثال إسرائيل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي، وهو أمر ضروري لضمان إجراء مفاوضات جادة مباشرة بين الأطراف نحو تحقيق أهداف طويلة الأمد لعملية السلام على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادئ مدريد ومبادرة السلام العربية وخارطة الطريق للجنة الرباعية، مؤكداً في هذا الصدد على مسؤولية مجلس الأمن بصفة خاصة وفقا لواجباته في صيانة السلم والأمن الدوليين.