أفران القدس تضرمها نيران التهويد
نشر بتاريخ: 29/06/2013 ( آخر تحديث: 30/06/2013 الساعة: 02:59 )
القدس- معا - تسعى سلطات الاحتلال الاسرائيلي الى تغيير معالم وتراث مدينة القدس بشتى الطرق والوسائل، فتحارب القديم والأصيل وتفرض شروطاً تعجيزية على أصحاب المحلات التجارية، بهدف الضغط عليهم.
أما المخابز التي تقع داخل البلدة القديمة والتي تفوح منها رائحة الكعك المقدسي الشهير والمميز، دخلت في دائرة الاستهداف، فبلدية الاحتلال فرضت شروطاً على اصحابها، قيدت فيها من حرية عملهم وغيرت فيها طبيعة التراث المقدسي الأصيل والمتوارث منذ أجيال… حتى بات الكعك المقدسي الأصلي مهدد بالاختفاء
فرن مجدي أبو سنينة..
رغم أن الفران مجدي أبو سنينة، صاحب احد الأفران في حي القرمي بالقدس القديمة، قام بتصليح الفرن حسب شروط ومتطلبات البلدية ووفر مخزناً للطحين وغرفة للعجين وغرفة تحضير، اضافة الى غرفة طعام وغرفة غيار وحمام، ورفع المدخنة، الا ان بلدية الاحتلال طالبته بابراز ورقة الطابو، وهددته بأنها سوف تغلق له الفرن، الا انه رأى ان ذلك يعتبر تعجيزاً، لا سيما انه استلم الفرن من والده الذي استأجره عام 1981.
|225995|
وأكد ابو اسنينة انه يستخدم حطب زيتون للخبيز رغم ارتفاع سعره، لأنه لا يصدر رائحة تضر الجيران.
وقال: "ان البلدية سحبت هذا العام ترخيص جميع الأفران في البلدة القديمة، وتطلب البلدية منا إستصدار رخصة مزاولة مهنة، وورقة الطابو، واجراء تصلحيات مختلفة".
وأَضاف "أن شروط البلدية تعجيزية وتهدف لترحيلنا من القدس بأساليب وطرق مختلفة، ففي حي القرمي يوجد العديد من البؤر الاستيطانية"، وطالب أصحاب الوقف الذري التعاون معه وتسليمه صورة عن الطابو من أجل إرسالها لبلدية القدس.
|225996|
واشار ابو اسنينة الى احتجاز بلدية الاحتلال عربة الكعك الخاصة به لمدة شهر، ومخالفته 500 شيكل، ويقول: "رغم ان الأشغال خفيفة الا ان الضريبة تلاحقنا بشكل يومي، وفرني من أكثر الأفران المستهدفة حيث عرض عليّ بيعه للمستوطنين لكني رفضت".
وأوضح ان الفرن يعيل 3 عائلات مكونة من 65 فردا، وهو مصدر الدخل الوحيد لهم.
|225992|
فرن أبو علي الشهير..
يعمل الحاج محمد علي طه " أبو علي" 75 عاما في فرن ورثه أبا عن جد في عقبة الشيخ ريحان بحارة السعدية منذ 65 عاما، وقد طالبته البلدية هذا العام بتصليح فرنه ليضم 3 غرف ومطبخ وحمام للاستحمام وفرضت عليه ملابس معينة، وان لم يمتثل لشروطها هددته باغلاقه.
واكد أبو علي أن لديه رخصة قديمة جدا للفرن من العهدين العثماني والأردني.
وقال "الوضع الاقتصادي سيء والحركة الشرائية ضعيفة والإقبال على الفرن قليل، حيث اني أعمل على خبز الصواني وعمل أقراص البيض".
وأضاف "رغم أن مدخنة الفرن عالية جدا، إلا أن موظفي البلدية إشترطوا عدم إستخدام الحطب أو الكاز أو السولار، وسمحوا لي بإستخدام الغاز، رغم ارتفاع ثمنه".
|225994|
فرن حجازي..
أما المواطن سامر حجازي صاحب فرن حجازي في باب العمود، فقال ان بلدية القدس تشترط تحويل الأفران إلى آلية تعمل بالكهرباء من أجل منحنا الترخيص، ولذلك فقد رفضت عدة أفران ذلك الشرط، حيث اضطر صاحب أحد الأفران في باب العمود الى إغلاقه.
وأكد حجازي أنه غير مستعد للاستجابة لضغوط بلدية الاحتلال، ولن يتنازل عن عمله في هذا الفرن "بيت النار"، لأنه مصدر رزقه الوحيد، كما أنه يفخر بأنه يعتبر من تراث القدس القديم.
وأضاف "للسنة الثانية على التوالي ترفض البلدية منحنا رخصة للفرن تحت حجج واهية"، وأن البلدية تهدد بإغلاق الفرن في أي وقت، رغم انه يعيل عائلتي وعائلات أشقائي الثلاثة ما مجموعه 50 فرداً.