الجمعة: 27/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

حرمة ملعب الكرة

نشر بتاريخ: 29/06/2013 ( آخر تحديث: 29/06/2013 الساعة: 19:20 )
بقلم المحامي : أمجد عثمان الشلة

ترددت كثيرا قبل أن أبدأ بالكتابة خوفا بالدرجة الأولى من أن يقال بأني أجامل أو حتى أنافق أحد أبرز المسؤلين الفلسطينيين وأحد أهم ركائز الحركة الوطنية والسلطة الوطنية ، ولكني بانهاية قررت أن أخرج عن صمتي وأن أوسع صدري لأسمع الإنتقادات حول ما أريد أن أكتب هنا .

أذكر أنه وقبل عشرة أعوام أكثر أو أقل لا أذكر وعندما كنت ألعب لعبة كرة القدم أو أذهب لأحضر مباراة كنا نلعب أو نشاهد المباريات على ملاعب ترابية لا ترقى لدرجة الملعب المقبول وكنا نقول في وقتها هذه إمكانياتنا وعندما تم إفتتاح إستاد أريحا الدولي لكرة القدم كأول الملاعب المعشبة في فلسطين طرنا فرحا وبهجة وسعادة وكنا نتسابق ليس لأجل أن نلعب بل لأجل أن نذهب إلى أرض ذلك الملعب ونجلس على المدرجات وكأننا في لندن أو برلين نشاهد مباراة دولي حقيقية وعلى أرض ملعب حقيقي كالذي نشاهده عبر شاشات التلفزة .

اليوم ...........البيرة،الخليل،القدس-الرام-،طولكرم ، جنين، نابلس ،بيت لحم-الخضر- أكثر من سبعة ملاعب دولية تحظى بها دولة فلسطين الفتية أكثر أو أقل لا أدري ، وخلال مدة زمنية عمرها أربع سنوات أصبح لنا نلاعب دولية معترف بها بكل دول العالم و الأهم بأنها بإشراف الفيفا الدولية هذا طبعا دون أن أتطرق لعدد هذه الملاعب الموجودة في غزة .

أصبح لكل نادي ملعب ذو معايير ومقاييس دولية ، وأصبح للاعب الفلسطيني الفخر أولا والإندماج باللعب على الطريقة الولية لأنه اجتاز أول مسألة لها علاقة بالإحتراف الرياضي أو الكروي محليا و دوليا أو إقليميا من خلال اللعب و التدريب على هذه الملاعب المحترمة ، عداك عن الجماهير التي أصبح لديها الشغف و الحب والحافز لمتابعة المباريات وأصبحنا نرى المدرجات مليئة بالمواطنين ، كل هذه الإنجازات وكل هذه العبقريات وكل هذه التحديات أليست جديرة بالإحترام والتقدير والمحافظة عليها والدفاع عنها واعتبارها شيئا مقدسا له حرمته؟؟؟؟

لا أريد أن أذكر مدنا بعينها أو أندية باسمها لا تسعى إلا للكسب المادي فقط على حساب حرمة وقدسية هذه الملاعب ظنا منها بأنها لا تقوم بفعل غير عادي ! سادتي أصحاب الشرف ،،،،،،،

إن للملعب قدسيته وحرمته التي لا يجوز و لا بشكل من الأشكال الإنتقاص منها أو إهانتها لأجل حفلة فنية هنا أو هناك فالمسارح كثيرة و قصور الثقافة أكثر و المتزهات وقاعات البلدية ايضا كافية و كفيلة لعمل حفلات فنية و موسيقية ، سادتي الأفاضل لا تبحثوا عن تدمير و تخريب منشآتٍ رياضية ضخمة لم نحصل عليها مجانا ، وعلينا أن لا ننسى تجربة مدينة أريحا في مشكلة ملعبها الرياضي وما حل به من خراب وتوقفه عن استقبال الألعاب الرياضية لسنوات مما أثر على دخل المدينة وأثر على أنديتها رياضيا و كرويا .

نعم ، لكل القرارات التي تمنع تخريب هذه المنشآت الضخمة و التي تعتبير إحدى أهم مظاهر سيادة الدولة ونعم لمحاسبة و معاقبة كل من يخالف هذه القرارات و لا أريد أن أتهمهم بشيء إلا بأنهم قصيري النظر ولا يمتلكون الرؤية الصحيحة ، ونعم لمحاسبة كل من يعمل و يسعى لتدمير هذه الإنجازات العملاقة كي يرضي ذاته أو ناديه أو مجلسه البلدي أو مشجعيه أو أذنه الموسيقية ....!؟ونعم أيضا لتقديمهم للقضاء أكانوا أفرادا أو مؤسسات أو أندية أو بلديات .

ومع كل إحترام و تقدير للفن ومهرجاناته وموسيقاه ولأهله ، ولكننا مع أن يبقى ملعبنا مقبولا دوليا لا مرفوضا محليا....!!!!!