مظاهرات اليوم قد تحدد مستقبل مصر
نشر بتاريخ: 30/06/2013 ( آخر تحديث: 01/07/2013 الساعة: 09:07 )
القدس - معا - قد تحدد المظاهرات الشعبية في شتى انحاء مصر اليوم الاحد مستقبلها بعد عامين ونصف من اسقاط قوة الشعب حاكما مستبدا وصفوه بالفرعون وبدء نظام ديمقراطي اصابته الخلافات المريرة بالشلل.
وهدف المحتجين مرة اخرى هو اسقاط رئيس وهذه المرة اول رئيس لهم منتخب بشكل حر وهو محمد مرسي. ويقول زعماء ليبراليون ان 22 مليون شخص او نحو نصف من يحق لهم الانتخاب وقعوا على وثيقة تطالب بالتغيير.
ولكن مع استعداد الجيش الذي هيمن على الاوضاع في مصر لفترة طويلة للتدخل وتخوف القوى العالمية من احتمال ان تؤدي اعمال العنف الى زعزعة الشرق الاوسط المضطرب بالفعل تعهدت جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي وحلفاؤها بالدفاع عما يصفونه بالشرعية.
وقتل عدة اشخاص من بينهم طالب امريكي كما اصيب المئات في صدامات بالشوارع على مدى ايام.
ويصف مرسي المعارضين بخاسرين يدعمهم "بلطجية" من نظام الرئيس السابق حسني مبارك . وهو يعتمد على اخفاق حركة"تمرد" مثلما حدث لتحديات اخرى واجهته منذ توليه السلطة قبل عام الاحد.
وقد تدفع ازمة اقتصادية ادت الاضطرابات والانسداد السياسي الى تفاقمها كثيرا من المصريين الاقل تحزبا للانضمام الى المظاهرات التي من المقرر ان تبدا بعد الظهر في القاهرة. ولكن كثيرين ايضا يخافون من اندلاع اضطرابات ويتشككون في طلب المعارضة بان اعادة ضبط قواعد الديمقراطية الجديدة افضل من مواصلتها على هذا النحو.
ودعا الرئيس الامريكي باراك اوباما المصريين الى التركيز على الحوار. واثارت السفيرة الامريكية بمصر غضب المعارضة باشارتها الى ان الاحتجاجات لا تساعد الاقتصاد.
ويأمل الزعماء المعارضون المنقسمون والذين هزموا في سلسلة من الانتخابات العام الماضي بان يتمكنوا من خلال دفع الملايين في الشوارع من اجبار مرسي على تسليم السلطة لادارة من التكنوقراط يمكنها تنظيم انتخابات جديدة.
وقال المعارض البارز محمد البرادعي الفائز بجائرة نوبل للسلام في رسالة بثها في موقع يوتيوب ونقلتها وكالة "رويترز" ان حكومة مرسي فشلت. وحث المصريين على الخروج الي الشوارع للتظاهر بشكل سلمي الاحد لاعادة الثورة الي مسارها.
"بكرة نازل في كل شوارع وميادين مصر.. كبير وصغير.. راجل وامرأة.. تاركين مصالحهم ومشاغلهم عشان يقولوا كلمة واحدة.. نريد ان نسترد ثورتنا للطريق الذي كان من المفروض ان تمشي فيها الثورة."
وحذر الازهر من نشوب "حرب اهلية." وقال الجيش انه سيتدخل اذا خرجت اعمال العنف عن نطاق السيطرة ولكنه يصر على احترام"ارادة الشعب."
ويفسر مرسي ذلك بانه يعني ان الجيش يدعم نتائج الانتخابات وقد التقى امس السبت مع وزير الدفاع الذي عينه في العام الماضي. ويعتقد المعارضون ان الجيش قد يصغي للارداة الشعبية التي يعبر عنها الناس في الشوارع مثلما فعل في اوائل 2011 عندما قرر قادة الجيش ان عهد مبارك انتهى.
وفي القاهرة تجمع الاف في ميدان التحرير قلب انتفاضة 25 يناير كانون الثاني 2011 وقال بعضهم انه سيعتصم الى ان يرحل مرسي. وتجمع اخرون امام قصر الرئاسة الذي فرضت عليه حراسة مشددة.
وفي حي مدينة نصر القريب من القصر تجمع الاخوان المسلمون وحلفاء لهم من بينهم تنظيمات متشددة سابقة امام مسجد رابعة العدوية. ويقول الاسلاميون الذي تولى حراستهم مدنيون يشهرون هراوات انهم سيدافعون عن مرسي.
ويقول الجانبان انهما يريدان تجنب العنف ولكن ذلك لم يحل دون وقوع حوادث تقول جماعة الاخوان ان العديد من مكاتبها في شتى انحاء مصر هوجمت خلالها كما قتل مالايقل عن خمسة من انصارها خلال الاسبوع المنصرم.
واجلت الولايات المتحدة الموظفين الدبلوماسيين غير الاساسيين وعائلاتهم وقال اوباما ان حماية البعثات الامريكية احدى الاولويات. وتعرض اوباما لانتقادات في الداخل عندما قتل السفير الامريكي في ليبيا العام الماضي في هجوم على القنصلية في بنغازي.
وقال الجيش المصري انه انتشر لحماية المنشات الحيوية.
ومن بين تلك المنشات قناة السويس. وتعد مدن القناة معاقل للمشاعر المناهضة للحكومة. وقتلت قنبلة محتجا في بورسعيد يوم الجمعة. وفي شبه جزيرة سيناء المتاخمة لاسرائيل وقطاع غزة قتل عميد شرطة في كمين يوم السبت.
وقال اوباما في بريتوريا خلال زيارته الحالية لجنوب افريقيا"على جميع الاطراف نبذ العنف..نود ان تجري المعارضة والرئيس مرسي حوارا بناء بشكل اكبر عن كيفية دفع بلادهم للامام لانه لا احد يستفيد من المازق الحالي."
وجدد مرسي عرضا في الاسبوع الماضي لضم المعارضين في لجنة جديدة لمراجعة دستور جديد مثير للجدل وابدى استياءه من حملة تشويه تقوم بها وسائل الاعلام. واتخذت السلطات اجراء قانونيا ضد صحفيين واصحاب محطات تلفزيونية.
ويشير المعارضون الى ذلك على انه من بين الادلة على ان جماعة الاخوان التي قمعت لعشرات السنين خلال حكم مبارك تهدف الى استغلال قدرتها على التنظيم وكسب الاصوات لاحتكار السلطة بنفس طريقة مبارك الى حد كبير.
ويشير مراقبون الى اوجه تشابه مع الاحتجاجات التي شهدتها تركيا هذا الشهر حيث واجه رئيس وزراء اسلامي حاصل على تفويض انتخابي قوي مظاهرات من جانب علمانيين غاضبين .
وربما تحدد الاحداث التي ستقع خلال الايام المقبلة مصير اكبر دولة عربية في الوقت الذي تشهد فيه دول عربية كثيرة اضطرابات بعد الانتفاضات التي ادت ايضا الى حرب اهلية طائفية في سوريا.