لجنة أعمار الخليل تستقبل وفدا دبلوماسيا اوروبيا

الخليل-معا- استقبلت لجنة اعمار الخليل وفداً دبلوماسياً من ممثلي السفارات والقنصليات الأوروبية المعتمدة لدى دولة فلسطين، بهدف اطلاعهم على الواقع السياسي والإنساني في البلدة القديمة من مدينة الخليل ولفت انتباههم الى اخر المستجدات المتعلقة بانتهاكات جيش الاحتلال والمستوطنين ضد أهالي البلدة القديمة وممتلكاتها، كان في استقبال الوفد كل من د. علي القواسمي رئيس لجنة اعمار الخليل وممثلين عن مكتب المفوض السامي لحقوق الانسان ومكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.

وقد بدا برنامج الزيارة بتقديم عروض مصورة وشروحات حول واقع البلدة القديمة من قبل عدد من المؤسسات الدولية والمحلية، حيث قدمت ديانا عناني ممثلة عن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية عرض مصور حول القيود المفروضة على حرية الحركة في البلدة القديمة، ثم قدم عماد حمدان مدير عام لجنة أعمار الخليل مداخلة استعرض فيها الواقع السياسي للبلدة القديمة منوهاً الى سياسة تهجير السكان الفلسطينيين من بلدتهم القديمة من خلال زرع البؤر الاستيطانية في قلب المدينة ومحاولة ربطها مع المستوطنات المجاورة، و سياسة الاغلاق والتضييق على الأهالي وترويعهم، ثم استعرض حمدان الجهود التي تقوم بها لجنة اعمار الخليل لاعادة الحياة الى البلدة القديمة ابتداء من ترميم المباني التاريخية وإسكان المواطنين في المباني المرممة مجاناً وتمكينهم اجتماعيا وثقافيا وقانونيا بالإضافة الى مشاريع تطوير القطاع السياحي والاقتصادي والترويج للبلدة القديمة كمعلم تاريخي وثقافي وتشجيع استقطاب السائحين لزيارة البلدة القديمة.

و قدم محمد حمدان محامي لجنة أعمار الخليل عرضاً مصوراً حول عمل الوحدة القانونية للجنة أعمار الخليل مبيناً ان عمل الوحدة القانونية يهدف لتوفير الدعم القانوني اللازم للمواطنين لتمكينهم من الصمود والبقاء في أراضيهم وبيوتهم، وان الوحدة القانونية تقوم بتوثيق الانتهاكات من قبل جيش الاحتلال والمستوطنين وتقدم المساعدة القانونية للمواطنين من خلال تقديم الشكاوى والاعتراضات ورفع الدعاوى القضائية امام المحاكم الإسرائيلية المختلفة خاصة تلك المتعلقة بالتوسع الاستيطاني والأوامر العسكرية، كما و بين حمدان ان الوحدة القانونية تتابع حالات الاعتقال في صفوف المواطنين الفلسطينيين وتقوم بمناصرة حقوق الانسان من خلال الوسائل المختلفة وتقوم بتوعية المواطنين الفلسطينيين حول حقوقهم، واختتمت المداخلة بالحديث عن العديد من قصص النجاح التي حققتها الوحدة القانونية باخلاء المستوطنين من عدة مباني فلسطينية .

ثم اصطحبت لجنة إعمار الخليل الوفد الدبلوماسي بجولة ميدانية في البلدة القديمة، بدات بزيارة مبنى الرجبي الكائن في حي الراس، حيث قدم عماد حمدان للوفد الزائر شرحا تاريخيا عن المبنى منذ اقتحامه عام 2007 ونجاح اللجنة في اخلاء المستوطنين منه عام 2008 من قبل المحكمة العليا الإسرائيلية، ثم متابعة القضية امام المحكمة المركزية والتي اتخدت قرارا مفاجئا وظالما لمالكي المبنى عندما قررت منح ملكية المبنى للمستوطنين على الرغم من استخدام المستوطنين لوثائق مزورة، ونوه حمدان للوفد الزائر انه بتاريخ 2-9-2013 ستعقد المحكمة العليا الإسرائيلية جلسة حاسمة للبت في قضية الاستئناف التي رفعتها لجنة أعمار الخليل ضد قرار المحكمة المركزية، وطالب حمدان الوفد الدبلوماسي بتسليط الضوء على وقائع الجلسة الحاسمة في هذه القضية، والضغط على حكومة دولة الاحتلال لعدم تسليم المبنى للمستوطنين، كما تحدث المواطن كايد دعنا عن شق شارع استيطاني جديد في واد الحصين بهدف ربط مستوطنة كريات اربع بالمستوطنات الكائنة في البلدة القديمة، وأن هذا الشارع سيجعل حوالي 15 عائلة فلسطينية من ضمنها عائلته معزولين في سجن كبير، وبين المواطن دعنا خطورة هذا الشارع على الواقع المعيشي للسكان حيث سيجعل الأهالي عرضة للاعتداءات اليومية من المستوطنين مما يزيد من معاناتهم وبؤس عيشهم.

بعد ذلك توجه الوفد باتجاه الحرم الابراهيمي الشريف ومنطقة السهلة وصولا الى مبنى أبو رجب حيث شرح عماد حمدان المخاطر التي تتهدد هذا المبنى من المستوطنين الذين اقتحموا هذا المبنى وتم اخلاءهم منه من قبل لجنة أعمار الخليل، مبينا ان هذا المبنى لايزال مستهدف من الجماعات الاستيطانية بسبب قربه من الحرم الابراهيمي الشريف.

ثم توجه الوفد الى شارع الشهداء للاطلاع على الاغلاقات هناك خاصة في منطقة الحسبة ومن ثم زار الوفد مدرسة قرطبة، حيث استمع من المواطن مفيد الشرباتي عن انتهاكات المستوطنين المرتكبة ضد معلمات وطالبات المدرسة، والاعتداءات المرتكبة ضد عائلته والعائلات المجاورة خاصة من مستوطني مستوطنة الدبويا" بيت هداسا".

بعد ذلك اطلع الوفد على التوسع الاستيطاني الجديد بحوار مدرسة أسامة بن منقذ مستوطنة "بيت رومانو"، حيث عقب حمدان على هذا الموضوع بالقول ان محكمة الاحتلال رفضت دعوى إقامتها لجنة أعمار الخليل لوقف اعمال البناء عندما كان البناء لا يزال في الطابق الأول، وان الاحتلال سمح للمستوطنين بالبناء بشكل ملاصق لمباني المواطنين الامر الذي يعد مخالفا للقوانين المحلية والدولية.

في اختام الاجتماع شكر علي القواسمى رئيس لجنة أعمار الخليل الوفد الزائر متمنيا عليهم ممارسة الضغوطات السياسية على دولة الاحتلال لوقف انتهاكاتها في البلدة القديمة، ودعى القواسمي الوفد الزائر لمناصرة حقوق أهالي البلدة القديمة وإظهار معاناتهم جراء الاحتلال والاستيطان، بدوره شكر الوفد الزائر لجنة أعمار الخليل على تنظيم هذه الجولة الهادفة، مشيدين بالجهود التي تبذلها لجنة أعمار الخليل من اجل إعادة الحياة للبلدة القديمة ودعم صمود سكانها.