السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

كفار داروم تقاوم حتى الرمق الاخير: قوات مدججة بالهراوات تستعد لاخلاء المتحصنين في كنيسها

نشر بتاريخ: 18/08/2005 ( آخر تحديث: 18/08/2005 الساعة: 12:46 )
معا- يواصل المئات من معارضي الانسحاب غالبيتهم من المستوطنين الذين تمكنوا من التسلل الى مستوطنة كفار داروم جنوب قطاع غزة خلال الاسابيع الماضية التحصن داخل كنيس يهودي في المستوطنة, ومنذ ساعات الصباح توافدت اعداد كبيرة من الجنود الاسرائيليين وفرضت حصارا على الكنيس استعدادا لاخلائه من المتحصنين بداخله.

وحسب ما اوردته صحيفة "هارتس" الاسرائيلية فان قوات كبيرة من الجيش والشرطة والخيالة دخلت صباح اليوم الى مستوطنة كفار داروم وقامت بمحاصرة الكنيس المقام داخل المستوطنة والذي تحصن بداخله المئات من المعارضين, كما احضر الجيش حافلة شوهدت تقف الى جانب الكنيس لنقل المتسللين الى خارج المستوطنة.

وعلى ما يبدو فان القوات المدججة بالهراوات والدروع استعدادا لاعمال عنف ومواجهة مع المستوطنين لن تقوم باقتحام الكنيس خلال فترة الصلاة التي سيؤديها المستوطنون خلال فترة الصباح, حيث كان ممثل المستوطنين في كفار داروم توصل الى اتفاق بهذا الخصوص, ووجه الجيش نداء الى المستوطنين لمغادرة الكنيس والتوجه الى بيوتهم دون اللجوء الى اعمال عنف وشغب.

ومنذ دخولها المستوطنة شرعت القوات الاسرائيلية بعمليات بحث عن المتسللين لاعتقالهم, كما قام الجنود بازالة مسامير وهياكل معدنية كبيرة كان المستوطنون قد وضعوها في شوارع المستوطنة لاعاقة القوات, كما قام المستوطنون المتحصنون على سطح الكنيس بعكس اشعة الشمس بواسطة مرايا على وجوه الجنود لاعاقتهم واستفزازهم, فيما حاول اخرون احراق جرافة للجيش دون ان يتمكنوا من ذلك.

ويوم امس كان المستوطنون قد اجروا تحصينات لسطح الكنيس الذي تحصنوا بداخله كما احضروا كميات من الماء والطعام استعدادا للمكوث فيه فترة اطول, ووضع المستوطنون مكعبات اسمنتية في اماكن مختلفة من المستوطنة للتحصن خلفها في حال استخدمت القوات الرصاص ضدهم, وايضا قاموا بقطع الحلقات المعدنية التي تحمل من خلالها تلك المكعبات لمنع الجيش من ازالتها بسهولة.

وعلق المستوطنون لافتتين كبيرتين على واجهة الكنيس كتب على احداها " كفار داروم لن تسقط", فيما كتب على الاخرى التي علقت اسفلها "ان الله لن يتخلى عن شعبه ولن يترك رعيته", ولم يقتصر التواجد داخل الكنيس على المتسللين من الفتيان والاولاد وسكان المستوطنة بل كان بينهم اشخاص من عائلات قتل ابناؤها في عمليات نفذها الفلسطينيون.

وفي محاولة لم تعد تلقى اذانا صاغية يحاول المستوطنون التاثير على الجنود الذين يقومون بتنفيذ الانسحاب ويوجهون اليهم الدعوة برفض الاوامر وعدم اخلائهم, كما تلاحظ في المكان مشاهد بكاء واستعطاف من قبل هؤلاء المتطرفين, ورغم ذلك فعملية الاخلاء مستمرة حيث قام الجنود بتفكيك خيام استخدمها معارضوا الانسحاب خلال الاسابيع الاخيرة بعد ان غادروها وتوجهوا الى المباني العامة للتحصن بداخل.

يشار الى ان الجيش الاسرائيلي كان قد ابلغ زعماء المستوطنين امس بنيته اخلاء المستوطنات خلال ساعات صباح اليوم, واعطى الجيش مهلة اخيرة للمغادرة الطوعية تنتهي عند الساعة التاسعة من ليلة امس.

وطالت اعمال المستوطنين التخريبية اليات ومعدات للجيش من بينها جرافتين ضخمتين قام المستوطنون بوضع السكر في محركاتها مما ادى الى تعطيلها, كما ثقبوا اطارات شاحنة كان الجيش قد جلبها لنقل امتعتهم, مما اثار جدلا بين المستوطنين انفسهم حول شرعية الحاق الضرر بممتلكات الجيش, حتى ذهب حاخام المستوطنين ابراهام شريبير الى عقد مؤتمر صحافي دعا فيه المستوطنين ومن وصفهم بضيوفهم الكثيرين الى عدم المساس بممتلكات الجيش, وان لا يلجأوا الى العنف في تعاملهم مع الجنود رغم انهم يقومون بمحاربة اليهود وينون هدم بيوتهم حسب اقواله.

وفي محيط المستوطنات قام الجيش الاسرائيلي في الايام الماضية بالاستيلاء على بيوت فلسطينية بحجة منع اطلاق النار على القوات والمستوطنين خلال الانسحاب, الامر الذي اثار احتجاج المستوطنين الذين رأوا فيها خطوة تشير الى اقتراب موعد انهاء الانسحاب.

وفيما يتجه الجيش الى مزيد من المستوطنات لاخلائها الا ان مستوطنة كفار داروم تبقى تجتذب الانظار لما عرف عن مستوطنيها من تطرف ومعارضة للانسحاب, كذلك الاعداد الكبيرة من المتسللين الذين ربما يخوضوا معركتهم الاخيرة اليوم مع القوات التي ستخليهم من قطاع غزة والى الابد.