الخميس: 26/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

جرحى الانتفاضة يأملون بغد أفضل بعد الانسحاب من غزة

نشر بتاريخ: 18/08/2005 ( آخر تحديث: 18/08/2005 الساعة: 13:04 )
غزة- معا- في تظاهرة أمام مقر المجلس التشريعي في غزة نظمها الجرحى الذين حملوا لافتات كتب عليها شعار "و أنتم تشعرون بنسائم الانتصار و التحرير لا تنسوا جرحاكم" طالبوا فيها بأن ينالوا حقوقهم و أن لا يلون الدم الفلسطيني بالأحمر و الأزرق كلٌ حسب الانتفاضة التي أسفر عنها , معوليين على الانسحاب أن ينصف قضيتهم و يساهم في تصحيح مسارها .

وقد خلفت انتفاضة الأقصى الثانية 14946 جريح في قطاع غزة و 30313 في الضفة و القدس حتى الشهر الجاري, يعلق هؤلاء الجرحى آمالهم الكبيرة على الانسحاب الذي دفعت دماؤهم و أعضاؤهم ثمناً باهظا له .

وهناك الكثير من الحالات الإنسانية التي تعقد آمالها على الانسحاب فالطفلة نور زاهر نصير عامين و نصف أصيبت بعيار ناري في البطن من الناحية اليسرى نجم عنه تمزق في الأمعاء الدقيقة و المعدة و القولون و الإثنى عشر و نزيف في الكبد و الحجاب الحاجز و أجريت لها عدة عمليات و تعاني الآن من تجمع صديدي أعلى الكبد و بحاجة لإجراء عملية دقيقة في الخارج و صور أشعة و جراحات تجميلية الأمر غير المتوفر في القطاع و يشتكي الأهل من تردي الوضع الاقتصادي ما يعسر شراء العلاجات لابنتهم .

وقالت أم نور أرى ابنتي تعاني أمام عيني و لا أستطيع أن أعمل لها أي شئ و أبذل قصارى جهدي لشراء الدواء لها و أتنقل بها من مشفى لآخر و لا أجد سوى الإهمال و التعذر بعدم سماح الإسرائيليين بمنح تحويلات للخارج, لذلك أرى في هذا الانسحاب الذي دفعت ابنتي دمها و حقها في أن تمارس طفولتها ثمناً له بصيص أمل لطرق سهلة و تسهيلات على الطرق و المعابر و إمكانية سفرها للخارج .

أما الطفل يوسف نصر 13 عام فقد عينه اليسرى أثناء هروبه من إطلاق النار عليه و رفاقه أثناء لعبهم بالقرب من مستوطنة نيتساريم و ركبت له عين بلاستيكية لا يرى فيها و إنما كمنظر تحميه من رصاصات البشر إلا أن جسمه قد رفض هذه العين و تقيحت عينه على أثرها ما دفع أهله لعمل تحويلة له و عمل عين جديدة له ف مصر يتم استبدال هذه العين كل ستة شهور .

قال يوسف "آمل أن يتم الانسحاب عن غزة نهائيا حتى تفتح الطرق و المعابر و أتمكن من تبديل عيني كلما لزم الأمر و لا أضطر لانتظار التحويلة مرة و فتح طريق أبو هولي و المعبر نفسه مرة أخرى حتى لا أشعر بنظرات الناس المشمئزة تارة و المشفقة تارةً أخرى فالأمر يحرجني و يبعدني عن الناس أكثر و يمنعني من مزاولة حياتي"

الشاب سامر جمال الصوير 19 عاما أصيب أثناء المواجهات في المنطار برصاصتين إحداهما في اليد اليمنى و الأخرى فوق القلب باثنين سنتيمتر و بصاروخ نجم عنه بتر ساقه اليمنى قال لمراسلنا انه كل و مل من مطالبة وزارة الصحة بعمل تحويلة له لإجراء عملية له في الخارج لاستخراج الرصاصة الموجودة فوق القلب وأضاف أن الوزارة ترد على طلبه بالرفض لإمكانية عملها له في غزة بنسبة نجاح 20 % .
لذلك يعقد سامر آماله على الانسحاب لما سينجم عن ذلك من سهولة في المعابر و انتعاش اقتصادي قد يمكنه من إجراء العملية في الخارج و التخلص من معاناته التي ضاق بها ذرعاً.

وائل سعيد المدهون أصيب هو الآخر في قدمه و نجم عن هذه الإصابة تهتك و تفتت في العظم مع تقطع في الشرايين و تمزق في العضلات ما يمنعه عن مزاولة عمله بشكل طبيعي و إعالة عائلته بسبب جهاز التثبيت الموجود في ساقه و العمود البلاتيني كذلك,, ما يدفع سعيد للمطالبة بكافة حقوقه و التي سيسهل تنفيذها بعد الانسحاب.

وطالب ربحي الكفارنة _ أمين سر جمعية الجريح الخيرية _ و الذي أصيب هو الآخر في انتفاضة الأقصى بقذيفة نجم عنها بتر لكل الساق و الفخذ السلطة الوطنية الفلسطينية برعاية أهل الجرحى و بزيادة رواتب الجرحى المستفيدين من مؤسسة رعاية الشهداء و الجرحى كما طالبهم بضرورة أن يكون هناك حصة للجريح في الضمان الاجتماعي مع الإعفاء الكامل من الرسوم الجامعية و تخفيض رسوم الكهرباء و الهاتف مع توفير كامل و مجاني لكافة الأدوية و العلاجات و الأشعة مع توفير مندوب خاص يرافق الجريح اثناء فترة العلاج في الخارج لتسهيل مهمته دون أية معاناة.

كما شدد الكفارنة على ضرورة إعطاء امتيازات في تعيين الجرحى للعمل في الوزارات المختلفة بنسبة 10% أسوة بالمعاقين و استيعابهم ليس فقط كمراسلين لعمل القهوة و الشاي مع الكثير من المن و الامتهان لشخصيتهم و لكرامتهم و إنما مع عمل اعتبار لتحصيلهم العلمي مشيرا إلى ضرورة استيعابهم في أجهزة السلطة الوطنية الفلسطينية برواتب مع رتبة عسكرية أسوة بجرحى الانتفاضة الأولى الذين تم تفريغهم على جهاز ال 17 من خلال مؤسسة الجريح متسائلا " الدم الفلسطيني ألوان ؟ هل دم جرحى الانتفاضة الأولى أحمر و دم جرحى الانتفاضة الثانية أزرق؟" مطالبا بتخفيف العبء عن جمعية الجريح بنقل عدد من جرحاها لمؤسسة الجريح في محاولة لمعادلة عدد الجرحى في الجمعيتين .

و أشار الكفارنة إلى أن الانسحاب الإسرائيلي من غزة يعتبر بوابة أمل للجرحى من خلال تسهيل الطرق و المعابر و إمكانية السفر للعلاج في الخارج الأمر الذي سينصف الجرحى و يمكنهم من العلاج و مواصلة حياتهم.