الأحد: 10/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

عيسى: الأسرة الفلسطينية نموذج للتسامح والعيش المشترك في شهر العبادة

نشر بتاريخ: 08/07/2013 ( آخر تحديث: 08/07/2013 الساعة: 13:28 )
رام الله- معا- أشاد الدكتور حنا عيسى أمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك على العالم الإسلامي، بالأسرة الفلسطينية التي اعتبرها نموذج للتسامح والعيش المشترك عبر السنوات الماضية، مشيرا لأهمية القيم التسامح بين المجتمع المسلم والمسيحي في فلسطين والذي يعتبر أسرة واحدة يتخذ من العيش المشترك نهجاً في حياته.

وقال الدكتور عيسى بمناسبة حلول شهر الصوم "التسامح الديني يقوم على مبدأ قبول الآخر باختلافه وتباينه، ولكن التسامح الديني في معناه العميق اليوم يرتكز الى مبدأ فلسفي وديني طليعي وهو القبول بالوحدة الكونية والإنسانية، حيث يقبل هذا المبدأ بالفروقات والاختلافات الدينية والثقافية على أنها طرق أخرى في فهم الله والإنسان والكون".

واضاف "التسامح (بهذا المعنى) ليس مساومة فكرية أو دينية، كما أنه بالمقابل لا يلغي الخصائص والمميزات الفريدة، ولا يقفز فوق الفوارق الدينية والحضارية، إنه الاعتراف الهادئ بوجود التباينات، ومن ثم احترام هذه التباينات باعتبارها إثراء للوجود البشري ودعوة إلى التعارف والتثاقف".

ونوه "بينما كان التسامح الديني، في أقصى مدى له، يرنوا الى حسن الجوار صار التسامح الديني يعني اكتشاف الأخر في بهائه والتعرف على المطلق في كل دين .وتالياً، فإن الشرط الاول للتسامح الديني الحقيقي هو المعرفة، معرفة حقيقية للذات وللتاريخ وللهوية ثم معرفة الاخر، تاريخاً وثقافة وفكراً، لا يستقيم التسامح الحقيقي، لا التسامح الشكلي والبروتوكولي، إلا على قاعدة المعرفة الرصينة، فالجهلاء لا يتسامحون، ولا يتحاورون".

وقال عيسى في شهر العبادة "التسامح الذي يقوم على الصمت المؤقت عن الاختلاف، ليس تسامحاً خلاقاً أو مساهماً في عمران الكون، بل هو رأفة القوي بالضعيف وتعامل يقوم على منطق القوى والأكثرية النسبية، فالدين السائد في منطقة جغرافية محدده يشكل أقلية ضيقة في بقعة جغرافية أقرب أو أبعد".

واضاف "ليس التسامح خياراً بين خيارات، يمكن أن تستقيم الاحوال السياسية والدينية والحضارية في العالم بوجوده أو انتفائه، بل هو الخيار الالزامي، المعبر الضروري إذا شاءت البشرية أن تنمو وتزدهر. إنه القيمة التي تجعل الحياة ممكنة، وقادرة على أن تهزم الموت والحروب والدمار، ففي غياب التسامح، لا ثقافة للسلام والعيش المشترك".

واشار الأمين العام للهيئة بحلول شهر رمضان بان الأديان السماوية تنطوي على قيم التسامح الديني التي تقود المؤمنين إلى التحلي بأخلاقه، حيث في المسيحية والإسلام الكثير الكثير مما يدعو ويؤسس لهذا المفهوم العميق للتسامح الديني.