"حافلة خضراء" تغرس الأمل بين طوباس وبيت لحم!
نشر بتاريخ: 09/07/2013 ( آخر تحديث: 09/07/2013 الساعة: 18:24 )
جنين – معا - شقت الحافلة طريقها من طوباس إلى بيت لحم، وفيها 15 "صحافية صغيرة" من المنتسبات للمخيم الصيفي الذي نظمته وزارة الإعلام وجمعية طوباس الخيرية ومؤسسة الزهرات والأشبال ومركز التعليم البيئي، وتسلحت الزهرات بأوراقهن وأقلامهن وعدساتهن، في رحلة جمعت الإعلام بالبيئة.
ورصدت خمس عشرة زهرة، مفارقات الطريق من مدينتهن طوباس، إلى بيت لحم، في رحلة اختار لها منسقوها اسم (حافلة خضراء)، الانتهاكات البيئية التي تنشر على مد البصر، وأخذن ينقاشن طرق حلها.
الرابط بين الصغيرات، أنهن من مواليد العام 2000 فصاعداً، وهذه المرة الأولى لهن كما تقول أماني عطية، 13 عاماً، التي تزور فيها بيت لحم، وتشاهد جدار الفصل العنصري، أو ترى القدس من خلف الأسوار.|228021|
مما سجلته على دفترها: شاهدت الكثير من الاعتداءات على بيئتنا، بعضها نصنعها نحن بأيدنا، والأغلب يتسبب بها الاحتلال، فهنا النفايات تنتشر في كل مكان على جوانب الطرقات، وشاهدنا حرق الأشجار وقطعها، ولم ترحم الكسارات المناطق المحيطة بها.
وكتبت فاطمة دراغمة بخط بانت عليه آثار سير الحافلة وتعرجات الطريق: بفضل ما سمعته في الحافلة، وما قرأنا خلال المخيم الصيفي، صرنا نعرف آثار جدار الفصل على البيئة والإنسان، وكيف أنه خرب كل شيء تقريبا، والشيء الذي لا يوحد معظم الشوارع والبلدات التي نمر عليها: النفايات المنتشرة دون حسيب أو رقيب، والجفاف الذي يهدد معظم الأراضي.
وقارنت فاطمة بين ما سمعته في "صحافيات صغيرات" حول التنوع الحيوي، والتغير المناخي، وتلوث الهواء، والنفايات الصلبة، وما هو على الأرض بالفعل. تقول: هناك أشياء كثيرة لا يمكن فهم استمرارها، ونحتاج إلى أن نغير واقعنا، لنعيش في مدن جميلة، ونسير على شوارع خالية من النفايات، وهذا ليس حلماً.|228020|
وأدار الصحافي المهتم بالبيئة عبد الباسط خلف نقاشاً مع الصغيرات، داخل الحافلة حول مفاهيم البيئة، ومكانتها في اهتمامات الناس، وسبل إطلاق مبادرات صغيرة.
ومن قصاصات الصغيرات، يمكن رسم خريطة للتحديات التي تواجهها فلسطين من الاحتلال والممارسات الخاطئة على السواء: النفايات وحرقها، التصحر وشح المياه، جدار الفصل والاستيطان، والكسارات، ومقالع الحجارة، والرعي الجائر، وغياب الثقافة البيئة وتراجع الوعي.
فيما تحدثت أمل أبو صلاح، لإذاعة محلية خلال الرحلة عن مشاهداتها، وضرورة البدء بتغيير وعي المواطنين، كي تصبح بلادنا نظيفة. وقالت: سنكسب كثيراً لو غيرنا حال بلادنا نحو الأحسن، ولا يمكن ان نعيش هكذا مدى الحياة.
وراجعت الصغيرات خلال المسير، نتائج اختبار في المعلومات البيئة، كن قد أجرينه قبل أيام، واخذن يقارن بين المفاهيم الجديدة التي اكتسبنها، بجوار الإعلام وفنونه، ومنها: التصحر، وتحجيل الطيور، والصيد الجائر، والاحتباس الحراري، والتنوع الحيوي، والنفايات الصلبىة، والمواد الحافظة، وتلوث الهواء، والجفاف، والزحف العمراني وغيرها.|228019|
وخلال الطريق، قالت آية: لدينا الكثير من الأشياء التي تخرب بيتنا، فيما تابعت أمل: يمكن أن نغير، بينما أجمعت "الصحفيات الصغيرات" على أن جدار الفصل العنصري والمستوطنات والمجاري المنبعثه منها، تخرب كل شيء جميل في فلسطين.
وتقول أمل ورهف وهيا وزين وفاطمة ومها وريَان، وهن يقتربن من حاجز"الكونتينر": حين نتخلص من الاحتلال سنزين بيئتنا، ولكن على الناس أن يتوقفوا عن تدمير بيئتنا بسرعة.
وتفاعلت الزهرات مع وادي النار: صعوباته وجغرافيته والطاقة الشميه فيه، وقبة الصخرة التي تلمع من بعيد، حين شاهدنا من بلدة العيبدية، وتألمن لأنها المرة الأولى التي يرينها بالعين، ولكن من بعيد، دون الصلاة داخلها، أو السير في طرقاتها التي قرأن عنها في الكتب المدرسية، أو شاهدنها في التلفزيون.
وما أن وصلت الرحلة مقر مركز التعليم البيئي، إلا وشرعت الصغيرات في اكتشاف النباتات البرية في فلسطين، واستمعن إلى شرح عنها، وعن المركز ودوره، وتعرفن عن قرب لمفهوم تحجيل الطيور: غاياته وأهدافه وطرقه، وتجولن في قلب متحف التاريخ الطبيعي، حيث ترقد مئات الأنواع من طيور فلسطين التاريخية، وعددها 380، وتعرفن إلى عصفور الشمس الفلسطيني، والسمامة الشائعة، والبوم، والنسر الذهبي، والصقر، والضبع، والثعلب.
وتقول بيان ولانا وسارة: هذه أول مرة نعرف عن طيور بلادنا وما تفعله بالحشرات والقوارض الضارة، وهي جميلة، ودراستها مفيدة لنا، ويجب أن نتوقف عن صيدها الجائر حتى لا تنقرض، كما حصل مع إحد أنواع اليوم الفلسطيني.
وفي طريق العودة، أعادت الزهرات كتابة قصصهن وخواطرهن، عن مشاهداتهن ورحلتهن الخضراء، فيما سكن الأمل عباراتهن، بأن يتغير حال فلسطين بالحرية، وبيئتها بالنظافة مما يخرب جمالها.|228018|
يقول المدير التنفيذي لـ"التعليم البيئي" سيمون عوض: نسعى دائماً لغرس المعرفة في قلوب الصغار وعقولهم؛ لأن رهان المستقبل عليهم، وهم الأمل في أن نغير حال بيئتنا ونتخلص من السلوك السلبي الذي نمارسه.
ويضف: كانت فكرة "الحافلة الخضراء" جديدة، وسنواصل تسيير رحلات علمية، على أمل أن نغير واقعنا الصعب نحو الأحسن، وهذا ليس بالسهل ويحتاج لسنوات، لكن خطوة البداية مهمة، مهما طالت الرحلة.