الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الرياضة الفلسطينية عاشت يومين تاريخيين

نشر بتاريخ: 10/07/2013 ( آخر تحديث: 10/07/2013 الساعة: 17:04 )
بقلم :محمد سدر
عاشت الرياضة الفلسطينية يومين تاريخيين في بداية الاسبوع ،اليوم الاول زيارة رئيس الفيفا بلاتر ،واليوم الثاني احياء اليوم الاولمبي ،هذان الحدثان نظمهما اتحاد كرة القدم واللجنة الاولمبية وكلاهما تحت اشراف صانع الرياضة الفلسطينية بمفهومها الوطني والأخلاقي اللواء الرجوب الذي يفكر ويخطط ورجاله ينفذون وبإشراف مباشر منه ،لا تفوته واردة ولا شاردة، يهتم بادق التفاصيل ويحرص على اخراج أي حدث رياضي تنظمه فلسطين بأبهى صورة ليبقى خالدا في ذهون وعقول من حضر وتابع وشاهد الحدث سواء على الطبيعة او من خلال شاشات التلفزة.

فلسطين استقبلت بلاتر بمحبة تفوق الوصف ،حيث يحظى بتقدير واحترام كبيرين من قيادتنا السياسية وكتائبنا الرياضية ،وسبق ان تسلم بلاتر جواز سفر فلسطينيا دبلوماسيا تقديرا وعرفانا من الشعب وقيادتنا لهذا الرجل الذي يعتبر من المناصرين لقضيتنا والمدافعين عن حقوق رياضييها التي سلبها منهم الاحتلال ، وزيارة بلاتر التي جاءت بتفويض مباشر من قائدنا الرياضي اللواء الرجوب على هامش اجتماع كونغرس الفيفا الاخير كان هدفها الرئيسي الاطلاع عن كثب على مصائب الاحتلال على الرياضة الفلسطينية منذ بدأت نشاطاتها المختلفة تلمع ومعدن رياضييها يطفو على السطح وانجازاتها تتراكم ،وحراكنا الرياضي بلغ ذروته ، وأصبح لفلسطين ملعبها البيتي باعتراف العالم اجمع ،وهذا لا يروق للاحتلال الذي لا يعترف بوجود كيان فلسطيني رياضي يعتبر حجر اساس في اقامة دولة مستقلة ،فعمل الاحتلال على اعاقة تقدم الرياضة الفلسطينية لأنها ببساطة من اهم وسائل مقاومة الاحتلال.

بعد سنوات من جبروت الاحتلال وتماديه في الوقوف في وجه رياضتنا الفلسطينية ،حمل اللواء الرجوب ملف العراقيل التي صنعها الاحتلال وتوجه بها الى كونغرس الفيفا لإرغام اسرائيل على احترام القوانين والمبادئ التي خلق من اجلها هذا الجسم الرياضي الكبير ،هذا التوجه سبقته تحركات على نطاق واسع للواء الرجوب الذي زار العديد من بلدان العالم واجتمع مع ارفع الرياضيين لشرح معاناة الرياضة الفلسطينية واكتساب التأييد الدولي لفلسطين في حربها لنيل ابسط حقوقها ،ولنضمن الامن والهدوء لأطفالنا ليلعبوا بحرية ،ولننظم بطولاتنا دون خوف من حواجز احتلالية واعتقالات وإهانات ،ولتجتمع اتحاداتنا الرياضية برئتي الوطن في أي مكان يريدونه ، ولنضمن كرامة زوارنا من اصدقاء ومتضامنين ،ولنستقبل المعدات الرياضية دون تأخير ،ولنبني بنيتنا الرياضية دون قلق من ازالتها بعد وقت قصير.

نحن على ثقة بقدرة بلاتر على اعادة الحق لاصحابه ،وإلا فان العقوبة ستكون بانتظار اسرائيل كغيرها من الدول التي تمادت في الاخطاء وخرق القوانين الدولية وضرب مبادئ الفيفا بعرض الحائط ، بلاتر كان واضحا وصريحا في حواراته مع الاعلام بوسائله المختلفة وأكد سعيه الدائم لدعم الرياضة الفلسطينية وقال جملته الشهيرة في جامعة النجاح" احمل قلبا فلسطينيا وسأعمل من اجل حقوق الشعب الفلسطيني ".

دعونا ننتظر حتى نهاية العام لنرى بأنفسنا ما سيحققه بلاتر للكرة الفلسطينية، ولن نشك للحظة واحدة في قدرة هذا الرجل الرائع صديق فلسطين في اعادة حقوقنا ،ومع هذا فالقضية قضيتنا ويجب ألا نهملها ونتركها للاخرين ليناضلوا من اجلها ونحن في موقع الحدث ،نكتفي بالمشاهدة والشجب والاستنكار،علينا العمل بجدية ومن مفهومنا الوطني على استعادة حقوقنا ونحن قادرون بقيادة اللواء الرجوب حامي مشروع الرياضة الفلسطينية.

نعود لزيارة بلاتر من جانبها الثاني الذي شهد تدشينه لمشاريع رياضية تجسد قدرة فلسطين على الابداع والتميز ومواكبة العالم المتقدم رياضيا ،وكانت البداية مع الافتتاح الرسمي لاستاد الشهيد جمال غانم في طولكرم واكاديمية جوزيف بلاتر الرياضية التي حملت اسمه تقديرا وعرفانا من الشعب الفلسطيني على مكانة هذا الرجل في قلوب رياضيي هذا الوطن،وثالث المشاريع افتتاح مقر اتحاد كرة القدم في الرام ،وبعيدا عن هذه المشاريع شهد بلاتر على توقيع اتفاقية رعاية جوال لدوري المحترفين بنسخته الرابعة .

وشهد ايضا على توقيع اتفاقية مع بنك فلسطين لرعاية اكاديمية بلاتر ،ونظم اللواء الرجوب لضيف فلسطين لقاء مع بعض رجال الاعمال وداعمي الرياضة ومجموعة من لاعبي منتخبنا الوطني الاول والنسوي، واعطى صافرة البدء لمهرجان اليوم الاولمبي الذي شارك فيه المئات ،كما زار ملعب بيت لقيا واستمتع بمشاهدته لمجموعة كبيرة من الصبية والفتيات لكرة القدم وشاركهم اللعب معبرا عن سعادته لما وجده من اهتمام شعبي بأكثر الالعاب الشعبية في العالم ،كما سلم بلاتر للاسرة الرياضية كتاب 100 عام من الرياضة الفلسطينية الذي علق عليه اللواء جبريل الرجوب قائلا " تسليم هذا الكتاب دلالة واضحة على ان الرياضة في فلسطين موجودة قبل الاحتلال "،كما شهدت زيارة بلاتر الاعلان عن اول طابع بريدي لمناسبة اعتماد الملعب البيتي في فلسطين بتاريخ 26-8- 2008 .

من جانب اخر منحت جامعة النجاح احدى اعرق الجامعات الفلسطينية ضيف فلسطين العزيز شهادة الدكتوراة الفخرية في الادارة الرياضية بحضور رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله ،وفي هذا الاحتفال الضخم فجر بلاتر مفاجأة من العيار الثقيل الهبت حماس الشعب الفلسطيني باعتماد "محبوب العرب" المطرب محمد عساف ضيفا رسميا في افتتاح مونديال 2014 ليشدو بصوته الرائع امام مليارات المشاهدين وهذا بحد ذاته انجاز لفلسطين وشعبها، وقرار استضافة عساف في المونديال جاء بطلب من اللواء الرجوب بعد ما لمسه بلاتر من اهتمام شعبي كبير بمطرب القضية الفلسطينية.

ومن المفاجآت الاخرى قرار بلاتر إقامة كونغرس الفيفا 2016 في فلسطين وهذا اعتراف دولي رسمي بعظمة فلسطين وشعبها وقيادتها ورموزها الرياضية وخطوة اخرى لدعم الكرة الفلسطينية التي بدأت تشق طريقها نحو العالمية.

ومثلما وجد بلاتر اهتماما شعبيا ورياضيا وجده ايضا من قيادتنا السياسية تجسد بمكالمة هاتفية من الرئيس محمود عباس بالضيف ومثمنا مواقفه في دعم القضية الفلسطينة ،وكان الرئيس خارج البلاد وقت الزيارة وانتدب ياسر عبد ربه امين سر اللجنة التنفيذية لمقابلته في مقر الرئاسة برام الله وكان برفقته حسين الاعرج امين عام ديوان الرئاسة وصفاء ناصر الدين وزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

شكرا بلاتر ، شكرا للامير علي ،شكرا للواء الرجوب ،شكرا لاسرة اتحاد كرة القدم ،شكرا لكل من رافق بلاتر بزيارته ، شكرا للاعلاميين العرب، شكرا لكل من استقبل بلاتر وضيوف فلسطين ،شكرا لجميع ابناء الشعب الفلسطيني، ونحن بانتظار الثمار.