الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

يوفال ديسكن: حل الدولتين شبه انتهى واسرائيل وصلت لنقطة اللاعودة

نشر بتاريخ: 12/07/2013 ( آخر تحديث: 14/07/2013 الساعة: 09:22 )
يوفال ديسكن: حل الدولتين شبه انتهى واسرائيل وصلت لنقطة اللاعودة
بيت لحم - معا - في حديث موسّع لرئيس جهاز "الشاباك" السابق يوفال ديسكن مع موقع "والاه" العبري، حذر من الكارثة التي ستحل على "دولة اسرائيل الديمقراطية اليهودية" في المستقبل غير البعيد، معتبرا ان اسرائيل وصلت تقريبا لنقطة اللا عودة ويمكن تخطت ذلك وأصبح حل الدولتين من خلفنا، ما يطرح عديد التساؤلات عن المستقبل وضرورة البدء في التفكير بالتعامل مع البديل.

وقد نشر الموقع اليوم الجمعة هذا اللقاء المطول والذي تطرق فيه للصراع الفلسطيني الاسرائيلي وتأثيرات المتغيرات العربية وحتى الاسرائيلية على هذا الصراع، منطلقا من النقطة الأساسية بعدم وجود قيادة اسرائيلية وحتى فلسطينية لديها القدرة والاستعداد الحقيقي لانهاء الصراع، ما يعني سقوط حل الدولتين وعدم امكانية تطبيق هذا الحل ليس قريبا وانما يعتقد ان اسرائيل وصلت لنقطة اللا عودة، ولا تستطيع خلال الفترة القادمة العودة الى المفاوضات وانهاء الصراع على اساس قيام دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل.

ويسهب ديسكن في وصف القيادة الاسرائيلية وعدم قدرتها على الوقوف في هذا الاستحقاق وعدم قدرة الحكومة الحالية على اخلاء البؤر الاستيطانية المنتشرة في الضفة الغربية، ولا يوجد في المدى المنظور قيادة اسرائيلية قادرة على الوقوف أمام هذا الاستحقاق، ما يعني ان الأمور تتجه نحو دولة واحدة ما بين النهر والبحر، وفي ظل هذا الموقف والذي يؤكد عليه الواقع ليس فقط اسرائيليا وفلسطينيا وانما أطراف كانت ولا زالت مع مبدأ حل الدولتين لانهاء الصراع.

ويعتمد ديسكن في موقفه على تحليل لطبيعة الاحزاب الاسرائيلية ومواقفها وما حصل في الانتخابات الأخيرة من تراجع للاحزاب الرئيسية والتي تعلن موقفا مؤيدا لحل الدولتين، وما حصلت عليه الأحزاب الأخرى والتي لم تعلن بشكل صريح عن مواقفها السياسية اتجاة الصراع مع الفلسطينيين مثل حزب "يوجد مستقبل"، وكذلك حالة الاحباط المتواصل لدى الفلسطينيين وعدم قناعتهم بالمفاوضات وجدواها، مؤكدا بأن حالة الهدوء الأمني التي يتغنى بها البعض الاسرائيلي قد تنفجر أكثر دموية وعنفا في أي لحظة.

ويصل في حديثه الى السيناريو الوحيد الممكن والذي لا يؤيده كونه يشكل خطرا حقيقيا على دولة اسرائيل "الديمقراطية اليهودية"، هذا السيناريو المتمثل بدولة واحدة ما بين النهر والبحر، ولكم ان تتخيلوا المستقبل وتعتمدوا على الأرقام الصادرة عن اسرائيل عام 2010، والتي تقول ان نسبة اليهود ما بين السكان القاطنين ما بين النهر والبحر 53%، ولكم ان تتخيلوا ماذا ستكون هذه النسبة بعد بضعة سنوات.

وعليه تطرح العديد من التساؤلات هنا: كيف سنتعامل مع الفلسطينيين في هذه الدولة الواحدة ؟، هل نعطيهم مساواه كاملة وحق الانتخاب والترشح ؟ ، هل نعطيهم حكم ذاتي في المناطق التي يعيشون فيها ويدرون شؤونهم بأنفسهم ؟ ، وماذا سيكون موقف العرب داخل مناطق عام 48 ؟ ، وكيف سنتعامل اذا رفض الفلسطينيون الحكم الذاتي وأرادوا المشاركة الكاملة والانتخاب والترشح والمساواه ؟ ، كيف سنتعامل مع الجدار القائم اليوم وهل سيبقى ونفصل الفلسطينيين عن الاسرائيليين ؟ ، ماذا سيكون موقفنا عندما يتعامل معنا العالم على أساس اننا دولة "فصل عنصري" ؟ ، وماذا سيكون مستقبل الدولة الديمقراطية اليهودية ؟.

هذه التساؤلات وغيرها يجب التفكير بالأجوبة عليها منذ اليوم وليس كما قال زعيم حزب "البيت اليهودي" نفتالي بنيت يجب ان نعتاد على الفلسطينيين بعد ضم مناطق "C" للدولة كما نعتاد على "الشظية في المؤخرة"، لأننا بعد فترة لن نستطيع معرفة من هي "الشظية" ومن هي "المؤخرة"، خاصة أنه لا يوجد حل في حال وجود دولة واحدة ما بين النهر والبحر الا أعطاء الفلسطينيين مساواة كاملة.