الجمعة: 20/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

عميد المسحراتيَّة في غزة.. 22 عاما في مهنة الشهر الواحد

نشر بتاريخ: 18/07/2013 ( آخر تحديث: 18/07/2013 الساعة: 13:08 )
غزة- معا - على صوته تستيقظ الحارة، ومن بقي يقظا يترقب ظهوره، من السحور الى السحور تشكل اطلالة المسحراتي متعة الكبار قبل الاطفال خاصة اذا كان الحديث عن عميد المسحراتي في غزة.

سعد المصري "41 عاما" عمل مسحراتيا لأكثر من 22 عاما وما زال يخرج كل ليلة برفقة اثنين من أبنائه ينشد بصوته لأبناء الشهداء كلما مر ببيت شهيد او اسير ولم ينس حصار غزة وما تعانيه.

وحول عمله كسمحراتي, أكد المصري انه لا يتخذ منها مهنة وإنما حبه للمسحراتي منذ الصغر وتعلقه به دفعه إلى مزاولة هذه المهنة دون النظر الى العائد المادي منها قائلا:" عندما كنت اسمع المسحراتي وأنا طفل كان يراودني شعور بأنني ارغب برؤيته إلى ان تحقق لي ذلك، وكنت اتساءل هل المسحراتي انسان مثلنا؟ إلى أن التقيت به في إحدى المرات"، وأضاف: "احبيت المهنة وقررت إن اشتغلها".

ويعمل المصري في هذه المهنة لمرة واحدة في السنة ويمضي بقية السنة عاطلا عن العمل بعد ان كان يعمل في مهنة الخياطة.
|229204|
وأوضح المصري ان بداية عمله كمسحراتي بدأت في عهد الاحتلال لقطاع غزة حيث كانت اسرائيل تفرض منع تجول على المنطقة في كل ليلة ولكن إصراره على ممارسة طقوس رمضان مكنته من ان يمارس المهنة لـ 10 دقائق بعيدا عن اعين المحتلين، قائلا: "كنت اتخفى ليلا ولا يظهر مني سوى صوتي اثبت وجودنا وأحافظ على طقوس رمضان ثم أعود إلى منزلي".

الناس اعتادت على صوت المصري فبات احد أهم مكونات الشهر الفضيل بالنسبة للبعض فإذا غاب تساءل الجميع عن سبب غيابه.

وفي هذا الصدد يقول المواطن منصور: "بنحب نسمع صوته وتعودنا عليه وإذا يوم ما اشتغل ثاني يوم بنروح بنسأل عنه".

وأوضح المصري ان الناس هي من تشجعه على الاستمرار في هذه المهنة التي يرافقه بها اثنان من أبنائه, مبينا ان احدهم عرض عليها تركها ليأخذ مكانه قائلا: "ستنتقل هذه المهنة حتما الى اولادي من بعدي لأنهم أحبوها ايضا".
|229203|
العاب الأطفال:
ومن علب الكولا يصنع المصري فوانيس يوزعها على من يمر عليه ليلا من الأطفال ليلقي التحية عليه.

ويعتبر المصري مهنة المسحراتي احدى طقوس رمضان لا تختلف عن عمل القطايف الذي يكثر في هذا الشهر الفضيل, مبينا انه اعتاد على هذه المهنة وعودت اهل بيته عليها.

وعن حصار غزة غنى المصري (بني صهيون لا تفكر صوتك علي،،، عمره صوت الانذال يا بنيامين نتنياهو على شعبنا ابدا ما علي.. ومهما اشتد الحصار ما بنحيد.. رمضان صايمين للقرآن حافظين في الصلاة ساجدين في المسجد الاقصى مرابطين اصحى يا نايم وحد الدايم رمضان كريم".

ويعمل في قطاع غزة نحو خمسين مسحراتيا يتوزعون على مناطق مختلفة من قطاع غزة وسط منافسة شديدة من وسائل الاتصالات الحديثة التي يعتمد كثير من الناس عليها في الاستيقاظ للسحور لكن للمسحراتي طعمه الخاص.