أبو سمهدانة: الاحتلال العقبة الوحيدة في وجه السلام ويدعو الى التكاثف والتلاحم لإنهاء ظاهرة الفتان الأمني
نشر بتاريخ: 25/04/2007 ( آخر تحديث: 25/04/2007 الساعة: 01:10 )
غزة- معا- أكد الدكتور عبد الله أبو سمهدانة محافظ المنطقة الوسطى ان حكومة الاحتلال لا تريد تهدئة مع الفلسطينيين رغم احدايثها الموهومة عن السلام والوعودات الكاذبة التي تطلقها بين الحين والأخر مشيراً الى ان الحكومة الإسرائيلية هي العقبة الوحيدة في وجه تحريك عملية السلام.
وتابع أبو سمهدانة خلال افتتاح دورة التوافق الوطني لتنمية القدرات العلمية والتي تنظمها هيئة التوجيه السياسي والوطني مفوضية الشرطة بالتعاون مع شرطة محافظة الوسطى ان حكومة الاحتلال تسعى الى تخريب أي جهد فلسطيني للسلام من خلال تصعيد سياسة الاغتيال والعدوان على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، مشيراً الى ان عمليات الاغتيال للمقاومين الفلسطينيين واستهداف حتى المدنيين الأبرياء كما حدث مع الطالبة بشرى برغيش تؤكد على نهج حكومة اولمرت لإبقاء الوضع على ما هو عليه .
وأشار أبو سمهدانة ان اللقاءات التي يعقدها الرئيس محمود عباس مع رئيس حكومة الاحتلال تصب في اتجاه تحريك العملية السياسية والتخفيف من الواقع الصعب الذي يعيشه الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي وذلك من خلال توسيع التهدئة المتبادلة إلا ان هذه المساعي تصطدم بنهج القوة والغطرسة التي تمارسها قوات الاحتلال على الأرض, مشدداً في الوقت ذاته على ان أي تهدئة يجب ان تكون شاملة ومتبادلة وان تقوم الدول الراعية للعملية السياسية وعلى رأسها الإدارة الأمريكية في الضغط على حكومة الاحتلال من اجل إحداث نقلة نوعية تعيد الثقة للفلسطينيين في العملية السياسية .
وتطرق أبو سمهدانة وخلال كلمته أمام أكثر من خمس وثلاثين ضابطاً من أفراد الشرطة في محافظة الوسطى هم عدد المشاركين في الدورة الى الأوضاع الأمنية التي تعيشها الساحة الفلسطينية في ظل تفشي ظاهرة الفتان الأمني واتساع نطاقها بما يشكل تهديداً للنسيج الاجتماعي الفلسطيني ويفقد المواطن الأمن والأمان على حياته وممتلكاته.
وأكد أبو سمهدانة ان على مؤسسة الشرطة تقع أعباء كبيرة وكثيرة وخطيرة من شأنها ان تعيد الأمن للوطن والمواطن داعياً الى التكاثف والتلاحم من اجل إنهاء هذه الظاهرة أو الحد من تفشيها على الأقل خصوصاً وان عمليات القتل والاختطاف باتت تسيء الى صورة شعبنا ونضالاته وجهاده على مستوى العالم ويهدد قضيتنا الوطنية الأمر الذي من شانه ان يفقدنا أي دعم ومساندة دولية نحوا إقامة الدولة الفلسطينية .
كما تناول الأوضاع التي تعيشها السلطة الوطنية الفلسطينية في ظل أجواء الحصار الخانق والظالم الواقع عليها وقال أبو سمهدانة ان الخامس والعشرين من يناير من العام المنصرف وهو اليوم الذي أجريت فيه الانتخابات التشريعية كان على حد وصف المحللين والمراقبين بمثابة زلزال سياسي على الساحة الفلسطينية.
وأضاف في هذا اليوم فازت حركة حماس في الانتخابات وفي المقابل خسرت حركة فتح التي قادت السلطة الوطنية الفلسطينية هذه الانتخابات لتشكل حماس بعدها أول حكومة فلسطينية منذ إنشاء السلطة وعلى الرغم من رفض حركة حماس على الدوام المشاركة في أي انتخابات سابقة أو حكومة, وأشار أبو سمهدانة الى ان هزمية فتح جاءت في إعقاب اهتمامها بالسلطة على حساب وضعها الداخلي وكل ذلك من اجل الشعب الفلسطيني مؤكداً ان من يكون في السلطة يدفع الثمن دائماً من شعبيته, وأشار أبو سمهدانة الى ان حركة فتح أعطت لشعبها الكثير وهي مستعدة على دفع المزيد في سبيل النهوض بواقع الشعب الفلسطيني.
وأضاف ان حركة فتح هي التي خلقت كياناً سياسياً للفلسطيني على ارض الواقع بعد الشتات والغربة التي عاشوها, كما ان رصاصاتها جمعت الشتات السياسي الفلسطيني بعد التشتت الجغرافي وذلك من خلال طرحها بان تلتقي كل البنادق على ارض المعركة الحقيقة إلا وهي فلسطين.
واعتبر أبو سمهدانة ان حركة فتح نقلت الشعب الفلسطيني نقلات نوعية كثيرة توجتها بإنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية.
وأضاف أبو سمهدانة انه بعد فوز حماس في الانتخابات وتشكيلها الحكومة تعرض الشعب الفلسطيني لحصار ظالم من قبل المجتمع الدولي وعلى رأسه الإدارة الأمريكية وبريطانيا أوصله الى حافة الكارثة الإنسانية, مشيراً الى ان هذا الحصار ادخلنا في أزمة خصوصاً بعد تأخر الرواتب وتوقفها وفشل الحكومة في إيجاد أي ثغرة في هذا الحصار خصوصاً بعد ان قامت حكومة الاحتلال بتجميد كافة عائدات الضرائب المستحقة للسلطة الفلسطينية وهو ما زاد من وطأة الحصار وشراسته .
وأكد ان تردي الأوضاع الاقتصادي وحالة الاحتقان التي سادت الشارع الفلسطيني دفعت باتجاه الاقتتال بين حركتي فتح وحماس وهو ما أساء للقضية الفلسطينية وكاد يودي بها, وبقي الحال كذلك الى ان جاء اتفاق مكة الذي أعاد اللحمة للفلسطينيين واوقف نار حرب أهلية كادت تودي بالأخضر واليابس, الى ان تم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية والتي تواصل الحصار عليها ومقاطعة بعض وزراءها .
وعبر أبو سمهدانة عن رفض الفلسطينيين للتعامل بانتقائية مع وزراء حكومة الوحدة مشيراً الى ان هذه الحكومة واحدة تقدمة ببرنامج واحد وهي حكومة الرئيس محمود عباس. ودعا ابو سمهدانة الى ضرورة التكاثف والتلاحم والتمسك بالوحدة الوطنية باعتبارها أهم أسرار قوة الشعب الفلسطيني وصمام أمان حمايته .
من جهته أكد العميد توفيق جبر مدير عام العلاقات العامة بالشرطة الفلسطينية على أهمية عقد مثل هذه الورش والدورات لتنمية قدرات ضباط الشرطة الفلسطينية لتمكينهم من القيام بالأعباء الثقيلة الملقاة على عاتقهم داعياً الى مزيد من الندوات والدورات والورشات مشيراً الى ان الثقافة العلمية هي السلاح الصامت الذي يمكن من خلاله مواجهة التحديات التي نواجهها بما فيها الاحتلال الإسرائيلي .
وأكد جبر على ضرورة إعادة الاعتبار الى السلاح الفلسطيني والتمييز بين المقاوم الشريف ومن يحمل السلاح لإغراض شخصية تساهم في تفشي ظاهر الفلتان الأمني التي باتت تهدد امن الوطن والمواطن,
جبر ان المقاومة لا تقتصر على المقاومة بالسلاح وان كل من يساهم في بناء لبنة في هذا الوطن هو أيضاً يقاوم . ودعا جبر أفراد وضباط وكوادر الشرطة الوطنية الفلسطينية الى ان يكونوا جنوداً اوفياً للقيام بمسؤولياته في حماية امن الوطن والمواطن والحد من ظاهرة الفلتان الأمني التي باتت تهدد المجتمع الفلسطيني والمشروع الوطني .
وأعرب العميد زياد الصوراني المفوض السياسي العام للشرطة عن أمله في ان تؤتي هذه الدورة ثمارها خصوصاً في ظل الظروف الصعبة والبالغة التعقيد التي تعيشها ساحتنا الداخلية الفلسطينية, وأكد انه لا بد من إعادة الهيبة للشرطي الفلسطيني من خلال تأهيله للقيام بالدور المنوط به, مضيفاً الى ان الشعب الفلسطيني الذي عاش ولا زال أطول ثورة في التاريخ المعاصر لا يمكن ان يقبل باستمرار هذا الواقع الأليم الذي بات يتهدد كل شيء .
وتمنى الصوراني على حكومة الوحدة الوطنية ان تكون على مستوى التحديات التي تواجه الشعب الفلسطيني وقضيته الوطني داعياً إياها بان تقلع بشعبها وقضيتها نحو بر الأمان وتحقيق الأهداف الوطنية ممثلة في الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وأكد العقيد محمد البحيصي مدير شرطة المحافظة على الأعباء القاسية الملقاة على عاتق الشرطة الفلسطينية مشيراً الى السعي الجاد لتحقيق اكبر قدر من الأمن والأمان والطمأنينة على نطاق المنطقة الوسطى, وشدد على سعي الشرطة الدائم على تطوير العمل الشرطي في المنطقة وفرض نوع من الاستقرار فيها .
وأعرب البحيصي عن أمله في ان يتجسد الوفاق الوطني على ارض الواقع للملمة شمل الفلسطينيين بكافة توجهاتهم, معتبراً ان الدورة جاءت بهدف منح الشرطي أساليب علمية لتطوير كفاءة الضابط والنهوض بالوضع الذي يعيشه من اجل تمكينه من القيام بدوره بشكل تام .
هذا وستشمل الدورة التي ستعقد على مدار ستة عشر يوماً بواقع ستين ساعة في كلية فلسطين التقنية العديد من المحاضرات التي تهم رجل الأمن الفلسطيني وسيقوم مختصون بالقاءه للمشاركين في الدورة والبالغ عددهم 35 ضابط .