الجمعة: 29/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

فروانة: إضراب الأسرى عن الطعام خطوة نضالية مشروعة لانتزاع الحقوق

نشر بتاريخ: 18/07/2013 ( آخر تحديث: 18/07/2013 الساعة: 13:22 )
غزة - معا - قال الأسير السابق الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر عوني فروانة أن إضراب الأسرى عن الطعام أو ما يُطلق عليه "معركة الأمعاء الخاوية"، هو خطوة نضالية مشروعة وشكل من أشكال المقاومة السلمية يخوضها الأسرى بأمعائهم الخاوية وجوعهم وعطشهم بشكل جماعي أو فردي احتجاجاً على ظروفهم الحياتية الصعبة وسوء المعاملة، ورفضاً للظلم والإضطهاد وذوداً عن كرامتهم، أو لانتزاع حقوق أساسية مسلوبة ومصادرة من قبل إدارة السجون الإسرائيلية .

واضاف فروانة في تصريح وصل "معا" لكنها الخطوة الأكثر صعوبة وقسوة وألماً ويلجأ إليها الأسرى رغما عنهم بعد فشل كافة الخطوات النضالية الأخرى والأقل ألماً"، متابعا "أن الحركة الوطنية الأسيرة وعلى مدار تاريخها الطويل وعبر أكثر من أربعة عقود مضت، قد خاضت عشرات الإضرابات عن الطعام عن الطعام ، منها الجزئية ومنها الشاملة والمفتوحة أو ما يطلق عليها " الإستراتيجية ، وفي السنوات الأخيرة برزت واتسعت ظاهرة " الإضرابات الفردية " .

جاءت أقوال فروانة هذه في تقرير له تناقلته وسائل الإعلام في الذكرى الثالثة والثلاثين لإضراب سجن نفحة الصحراوي الشهير الذي بدأ في الحادي عشر من يوليو / تموز عام 1980 ، والذي استشهد خلاله الأسيران راسم حلاوة من مخيم جباليا بغزة وعلي الجعفري من مخيم الدهيشة بعد عشرة أيام من بدء الإضراب وذلك في العشرين من يوليو / تموز عام 1980 .

وكانت إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية قد شيدت سجن نفحة الصحراوي صحراء النقب جنوب فلسطين بمواصفات صعبة كي يكون منفى وعزل ومقبرة لمئات الأسرى ، وأُعتبر في حينها من أشد السجون وأقساها من حيث الأمن والحراسة والظروف والمعاملة والمكان والبيئة المحيطة ، وافتتحته منتصف عام 1980 ونقلت إليه في البداية العشرات من قيادات الحركة الأسيرة وذوي الأحكام العالية ، وبعد فترة قصيرة نظم الأسرى أنفسهم وقرروا الإضراب الجماعي المفتوح عن الطعام في الرابع عشر من تموز / يوليو 1980 والذي استمر ( 32 ) يوما للدفاع عن كرامتهم وحقوقهم ورفضاً للظروف القاسية التي يشهدها السجن والمعاملة القاسية والمذلة التي يتلقونها واستشهد خلاله الأسيران حلاوة والجعفري .

وأوضح فروانة بأن الشهيد الأسير راسم محمد حلاوة هو من مواليد بلدة جباليا البلد عام 1952 ، واعتقل أواخر عام 1970 بسبب انتمائه لقوات التحرير الشعبية و قيامه بنشاطات عسكرية ضد قوات الاحتلال ، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة واستشهد بتاريخ 20-7-1980 خلال مشاركته في إضراب نفحة .

أما الشهيد الأسير علي شحادة محمد الجعفري فهو من مواليد " قرية رافات " عام 1946 وهاجرت أسرته عام 1948 إلى مخيم جبر في أريحا ثم انتقلت للعيش في مخيم الدهيشة في بيت لحم وبعدما ترعرع وكبر انتقل للعيش قبل العام 1967 للعيش في الأردن ومن هناك سافر للعراق وانتمى لحركة فتح ليشارك في العديد من المهمات لإمداد الأراضي المحتلة بالذخيرة والسلاح وشارك بالمعارك ضد الاحتلال ، وفي إحدى مرات دخوله للأراضي المحتلة اشتبكت المجموعة مع قوات الاحتلال ودرت معركة طويلة واعتقل بعد إصابته وذلك في يناير 1968 وحكم عليه بالسجن مدى الحياة واستشهد بتاريخ 24-7-1980 خلال مشاركته في إضراب نفحة

ويُعتبر الشهيد الأسير عبد القادر أبو الفحم من غزة ووفقا لتوثيق فروانة هو أول شهداء الإضرابات عن الطعام حيث استشهد في الحادي عشر من شهر يوليو / تموز عام 1970 خلال مشاركته في إضراب سجن عسقلان التاريخي ، ومن ثم تلاه مجموعة من الشهداء الأسرى خلال الإضرابات عن الطعام أمثال "حلاوة والجعفري " ، و"أنيس دولة " من قلقيلية بتاريخ 31-8-1980 في سجن عسقلان ، و"اسحق مراغة " من القدس بتاريخ 16-11-1983 في سجن بئر السبع ، وحسين أسعد عبيدات " من القدس بتاريخ 4-10-1992 في سجن عسقلان .

وأكد فروانة بأن الإضرابات عن الطعام "الجماعية أم الفردية" قد حققت العديد من الانتصارات وانتزعت حقوقاً عدة وتمكنت من إحداث تغييرات جوهرية على شروط الحياة الإعتقالية وطبيعة المعاملة وتسليط الضوء على سياسة الاعتقال الإداري و الحد منها وتقليص عدد المعتقلين الإداريين .

ولفت إلى أن الإضرابات أكانت فردية أم جماعية ولكي تحقق أهدافها لا بد وأن تتسم بوحدة الموقف، وأن تحظى بمساندة رسمية وجماهيرية ومؤسساتية ، و أن التجارب السابقة أثبتت أن إضرابات الأسرى التي حظيت بتماسك ووحدة أكبر ومساندة رسمية وجماهيرية أوسع وأضخم ، هي التي حققت انجازات أكثر .

وأشار فروانة إلى أن المفاوضات الجدية من قبل إدارة السجون مع الأسرى المضربين تبدأ بالعادة بعد أيام وربما أسابيع من وحدة وصمود الأسرى ومع تصاعد الفعل المساند والحراك الرسمي والشعبي خارج الأسوار والذي يشكل عامل إسناد حقيقي للأسرى المضربين ومن العوامل الحاسمة في معارك الإضرابات ، كما ويشكل عامل ضغط على إدارة السجون ويحرجها أمام الرأي العام الدولي ويدفعها للبحث عن حلول ومخارج ، وبالمقابل كلما تراجع حجم المساندة امتد الإضراب لفترة أطول وهذا ما يفسر إطالة مدة إضرابات بعض الأسرى لشهور طويلة .

ودعا فروانة كافة الجهات الرسمية والشعبية ووسائل الإعلام المختلفة الى مساندة الأسرى في اضراباتهم عن الطعام أكانت إضرابات جماعية أم فردية ، وعدم تركهم وحدهم يقارعون السجان ، لاسيما وأن التراجع في دعم الأسرى المضربين يفاقم من معاناتهم ويطيل فترة اضرابهم .

وأكد فروانة على أن الإضرابات الجماعية هي الأكثر أهمية وجدوى ولكن في ظل عدم توفر عوامل تحقيقها ، فلا ضير من الإضرابات الفردية التي حققت الكثير من الانتصارات وقدمت العديد من النماذج الفريدة ، ولكن مع ضرورة إعادة تقييمها وتقويمها بما يساهم ويؤدي إلى اقتصار مدتها وضمان تحقيق أهدافها .