الجمعة: 20/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الكوماندوز البحري الإسرائيلي... نشأة وتاريخ

نشر بتاريخ: 20/07/2013 ( آخر تحديث: 20/07/2013 الساعة: 17:51 )
بيت لحم- معا- بدأ التفكير بإقامة سلاح البحرية الإسرائيلي حتى قبل قيام الدولة العبرية وتحديدا مع انطلاق شرارة الحرب العالمية الثانية حيث اعتمدت الوكالة اليهودية سياسة استغلت فيها حاجة الحلفاء خاصة قوات الإمبراطورية البريطانية للمتطوعين وأرسلت المئات من المستوطنين اليهود في فلسطين للتطوع ضمن الجيش البريطاني بجميع أذرعته البرية والجوية والبحرية، بهدف اكتساب الخبرة العسكرية تمهيدا لما هو قادم من الأيام على طريق إقامة القوة العسكرية النظامية للدولة العبرية المتوقعة في تلك الفترة.

وهدفت الوكالة اليهودية لدفع اليهود ممن استوطنوا فلسطين للتطوع في صفوف الجيش البريطاني لاستغلال الحرب لبناء قوة عسكرية يهودية إضافية وفتح المجال لشراء الأسلحة وتخزينها.

وعمل غالبية المتطوعين اليهود ضمن كادر الخدمات المساعدة لسفن الأسطول البريطاني مثل أعمال الصيانة داخل الموانئ والأعمال الكهربائية وغيرها من المهن وعلى متن السفن الساحلية.

وسمحت البحرية البريطانية لعدد قليل منهم بالعمل على متن السفن الحربية العاملة بأعالي البحار ومن بين 12 ضابطا رشحتهم الوكالة اليهودية عين ضابط واحد فقط في مهمات قتالية خاصة، علما بان عدد اليهود المستوطنين في فلسطين الذين تطوعوا للعمل في الأسطول البريطاني وصل إلى 1100 متطوعا.

تغيرت السياسة البريطانية عام 1941 نتيجة النقص الشديد في القوى البشرية الذي عانى منه الأسطول البريطاني فقرر تجنيد بعض الجنسيات غير البريطانية للعمل على سفن الأسطول الحربية بينهم الكثير من اليهود الذين عملوا في موانئ فلسطين الخاضعة للانتداب البريطاني ما منح اليهود والوكالة اليهودية الفرصة التي كانوا ينتظرونها.

وكانت الانطلاقة الفعلية للكوماندو البحري الإسرائيلي مع نهاية الحرب العالمية الثانية 1945 حيث أنشأت منظمة "البملماخ" أول قوة بحرية يهودية "خلية التخريب البحرية " وكان الهدف من إقامتها محاربة الأسطول البريطاني الذي كان يمنع أو يعيق الهجرة اليهودية من دول أوروبا إلى فلسطين من وجهة نظر المنظمات اليهودية.

وفي هذا الوقت طلب ابرهام زكائي قائد القوات البحرية في البلماخ من قيادة المنظمة إقامة قوة بحرية جديدة تخضع لقيادة البلماخ وتتخصص بشن الهجمات على سفن الأسطول البريطاني التي كانت تحرس الشواطئ الفلسطينية لمنع تدفق الهجرة غير القانونية.

وكانت أولى عمليات هذه الوحدة في ميناء حيفا حيث تسلل ثلاثة مقاتلين بقيادة "يحوئاي بن نون " الى الميناء مستخدمين قارب صيد باسم " عليزا " يعود إلى مستوطنة " كيبوتس سدود يام " واقتربوا لعدة مئات من الأمتار من سفينتي حراسة بريطانية كانت ترسوا في الميناء ومن ثم سبح احدهم إلى السفن والصق بها ألغاما فتم تدمير احد السفن فيما نجت الأخرى بسبب عدم انفجار اللغم.

بعد نجاح هذه العملية قررت قيادة "الهغاناة الصهيونية" اعتماد هذه الوحدة وتوسيعها وقام أفرادها عام 1946 بعملية تهدف إلى تدمير أربع سفن بريطانية في ميناء حيفا لكن العملية فشلت بسبب الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذها الأسطول البريطاني.

وبعد صدور قرار التقسيم قررت قيادة الهغاناة وقف العمليات ضد بريطانيا وحل الوحدة البحرية المذكورة وذلك لانتفاء الحاجة إليها وفقا للمصادر التاريخية الإسرائيلية.

ومع إقامة إسرائيل عام 1948 عملت في إسرائيل العديد من خلايا التخريب البحري جرى توحديها عام 1949 تحت اسم "الكوماندو البحري" وذلك بالتعاون مع رجل الكوماندو الايطالي "برونزو كافريوتي ".

عام 1951 تغير اسم الكوماندو البحري الى ما يعرف اليوم " بشيطت 13 " أو الدورية البحرية 13" التي استعارت رقمها "13 " من التقليد البحري في ذلك الوقت وهو قرب إلى الأسطورة حيث يتناول البحارة المشروبات الكحولية ولا يثملون واو يعانون السكري سوى في اليوم الثالث عشر من كل شهر.

ويعتبر قائد القوة البحرية لمنظمة البلماخ " يحوئاي بن نون " مؤسس " شيطت 13 " وقائدها الأول وفيما بعد تولى قيادة سلاح البحرية الإسرائيلية.

والهدف الأساسي لإقامة " شيطت 13 " وفقا للمراجع العسكرية الإسرائيلية " أن تشكل قوة هجومية مدربة تعمل في مياه وشاطئ الدول المعادية.

واهم ما يميز هذه الوحدة التي تعتبر من أهم الوحدات العسكرية الإسرائيلية الخاصة وتتكون من نخبة المقاتلين " الضفادع البشرية "

قدرة قدرة هؤلاء على خوض القتال برا وبحرا وجوا وقدرة الوصول للأهداف المعادية عبر البحر من خلال " الغوص، استخدام وسائل السطح البحرية، والوسائل المائية حسب مصادر الجيش الإسرائيلي.

وتوصف التدريبات التي يتلقاها مقاتلي الوحدة بالأقسى والأشد في الجيش الإسرائيلي والأكثر مهنية وتخصصا حيث يستمر برنامج التدريب للمجند الجديد 20 شهرا متواصلة بعد أن يمر بـ 4 أيام من الاختبارات البرية والبحرية القاسية ينتقل بعده لما يعرف باسم " مناوبة الوحدة ألتمهيديه " ودورة مظليين ودورة في فنون الغوص القتالي ودورة في فنون الملاحة والحرب ضد "الإرهاب" على اليابسة بعد هذه التدريبات القاسية يمنح المجند شعار الكوماندو البحري ورتبة رقيب أول.

وتقع قاعدة هذه الوحدة على شواطئ "عتليت " جنوب حيفا ويلتزم الجندي في هذه الوحدة بالخدمة الدائمة مدة سنة ونصف بعد انتهاء الخدمة الإلزامية.

والكثير من قادة هذه الوحدة تولوا قيادة سلاح البحرية في إشارة إلى القدرات الكبيرة التي يتمتعون بها ومنهم قائدها الأول " يحوئاي بن ون، زئيف الموغ، عامي ايلون، واخيرا يديه يعري ".

وحتى وقت قريب كان من المحظور نشر أي نبأ عن مجرد وجود هذه الوحدة ولا زال هذا الحظر ساريا على نشر اسم قائدها أو صور جنودها لما لهذه الوحدة من مهام سرية ومعقدة لم تفصح إسرائيل حتى هذا اليوم عن غالبيتها فيما تناولت وسائل الإعلام الغربية والعربية الكثير من الإنباء عن عمليات سرية قام بها جنود هذه الوحدة مثل الادعاء بتنفيذ عملية وسط العاصمة ايرانية طهران انتهت بتفجير مخزن وقاعدة لصواريخ شهاب الإيرانية و العمليات الاستخبارية التي سبقت قصف المفاعل النووي السوري قبل أربع سنوات تقريبا وعمليات اعتراض سفن ادعت إسرائيل بأنها تشحن أسلحة إيرانية إلى قطاع غزة.


أشهر العمليات التي اشتركت بها وحدة " شيطت 13 ":

1- اغتيال القائد الفلسطيني خليل الوزير " أبو جهاد " في تونس يوم 16/4/1988.

2- تفجير سفينة " مون لايت " التي تعود لحركة فتح و كانت ترسو عام 1985 في ميناء عناب الجزائري بحجة أنها كان تستعد لحمل مجموعة فلسطينية مقاتلة باتجاه الأراضي المحتلة لتنفيذ عملية.

3- عملية الأنصارية في جنوب لبنان حيث انطلق جنود الوحدة في منتصف ليلة 5/9/1997 باتجاه قرية الأنصارية بهدف اغتيال أو اعتقال احد قادة حزب الله لكن مقاتلي الحزب كانوا لهم بالمرصاد وانزلوا بجنود الوحدة اكبر هزيمة في تاريخها حيث أبادوا جنود القوة المهاجمة وعددهم 12 ضابطا وجنديا بشكل كامل فيما عرف بالتاريخ الإسرائيلي بمأساة " الشيطيت".

4-اشترك جنود الوحدة منتصف الثمانينيات فيما يعرف باسم عملية " موشة " والهادفة إلى استجلاب اليهود الفلاشا من إثيوبيا الى إسرائيل عبر السودان.

5- في ابريل عام 2010 قررت الأركان الإسرائيلية منح جنود الوحدة أنواط الشجاعة على عمليات وصفتها بالسرية رفضت الإفصاح عن ماهيتها.

6-اندمج جنود الوحدة خلال انتفاضة الأقصى مع بقية الوحدات في قتال رجال المقاومة الفلسطينية فقام رجل الوحدة باعتراض سفينة الأسلحة الشهير " كارين A" إضافة إلى تنفيذ عمليات برية في الضفة الغربية وقطاع غزة.

7-الهجوم على أسطول الحرية التركي وما شهدته هذه العملية من قوة مفرطة أدت الى مقتل 10 من النشطاء الأتراك وأثارت الكثير من الانتقادات الدولية وسببت أزمة خطيرة في العلاقات التركية الإسرائيلية.

واخير وفي باب سياسة التضليل والاثارة وادارة الغموض تنسب اسرائيل لنفسها ولقواتها ووحداتها الخاصة واجهزة استخباراتها عبر تسريب بعض المعلومات المضللة لوسائل الاعلام عالمية " غربية " وفي بعض الاحيان وسائل اعلام اسرائيلية الكثير من العمليات " السرية " ىالتي لم ولن يسمع عنها احد والتي تتضمن بطولات خارقة تضع هذه الوحدات في مصاف القوى الخارقة لذلك لا يمكن التحقق من صحة ما ينسب " للشيطت 13" موضوع البحث من عمليات سرية وخارقة تضفي عليها لو صحت هالة من القوة غير الطبيعية.