الإثنين: 16/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

ندوة بجامعة "بن غوريون" في النقب تتناول "تخريب البدو للممتلكات"

نشر بتاريخ: 20/07/2013 ( آخر تحديث: 20/07/2013 الساعة: 17:48 )
بئر السبع- خاص معا - لا تألُ المؤسسات الإسرائيلية جهدا من أجل ابراز صورة سيئة لعرب النقب، الذين يناضلون من أجل الاحتفاظ بما تبقى من أراضيهم في السنوات الأخيرة، حيث تعج وسائل الأعلام العبرية والشبكات الاجتماعية، بالأخبار السلبية وردود الفعل العنصرية ضد بدو النقب.

وقد وصل هذا النقاش بصورة مبرمجة ومخططة جيدا إلى جميع المؤسسات، الأخيرة منها جامعة "بن غوروين" في بئر السبع، حيث تجنّدت الأكاديمية الإسرائيلية يوم أمس الأول الخميس، ضمن استضافتها لمشروع "مدينة بدون عنف" الذي بادرت إليه وزارة الأمن الداخلي، لطرح قضية غاية في الأهمية في نظر الإسرائيليين، يدرج على تسميته في قاموسهم الذي يعج بالمصطلحات العنصرية: "ظاهرة تخريب الممتلكات في الوسط البدوي وطرق علاجها"، كجزء مما يدرج على تسميته "ظاهرة تخريب البدو لممتلكات الدولة".

وقد شارك في هذه الندوة رجال أكاديمية واساتذة جامعات بالإضافة إلى رئيس مجلس حورة د. محمد النباري، وقائد "شرطة لواء الجنوب" الإسرائيلية الميجور جنرال يورام هاليفي، الذي افتتح الندوة وأكد أن الشرطة الإسرائيلية "تبذل جهودا كبيرة في الوسط البدوي لتقوية ضبطها لهذا الوسط".

وأشار هاليفي إلى أنّ مدينة بئر السبع التي يسكنها حوالي 210 آلاف نسمة يخدم فيها 260 شرطيا، مقابل 285 رجل شرطة يخدمون في الوسط العربي البدوي في النقب، بالرغم من أن عدد السكان البدو في النقب حوالي 200 ألف نسمة. وكشف النقاب عن خدمة 168 رجل شرطة في محطة "البلدات- عياروت"، و-65 رجل شرطة في رهط، و-35 رجل شرطة في بير هدّاج. وأدعى الضابط الكبير أنّ شرطة إسرائيل تخدم المواطنين بدون تمييز على خلفية دينية أو عرقية أو جنسانية، مذكرا بغرق ثلاثة من أبناء عائلة الصرايعة في شاطئ أشكلون في مارس/آذار الماضي وكيف عمل مئات من رجال الشرطة والمتطوعين على مدار الساعة من أجل البحث عن الأخوة الثلاثة الذين تم اخراج جثثهم في نهاية المطاف.

واعترف هاليفي أنّ الشرطة تخطئ أيضا في تعاملها مع الوسط العربي البدوي في النقب، ذاكرا جريمة القتل في قرية الفرعة في النقب في مايو/أيار الماضي، الذي تسبب عدم التفات شرطة عراد لشكوى الأم حول مصير ابنتيها الطفلتين إلى قيام والدهما – حسب الشبهات – بقتلهما خنقا، وتم استنتاج العبر من هذه الحادثة المأساوية. وأشار في حديثه إلى أن الشرطة الإسرائيلية بذلت جهودا جبارة بعد جريمة القتل حتى القبض مؤخرا على الوالد المشتبه به بجريمة القتل.

وأردف قائد الشرطة أنّ شرطة السير تقوم بواجبها من أجل الحد من حوادث السير داخل القرى والبلدات البدوية، وكذلك تقوم بحوار مفتوح مع قادة البدو للتوصل إلى تفاهمات من أجل حل المشاكل، قبل تدخل الشرطة، وضمن ذلك يتم في هذه المرحلة فتح وحدات شرطية في قرى غير معترف بها (أم بطين، السيد، أبو تلول، وادي النعم، أبو قرينات، مرعيت، أبو صلب وغيرها) ضمن شرطة "البلدات-عياروت"، بالإضافة إلى فتح وحدات للشرطة في بلدتي شقيب السلام وحورة، إضافة إلى نقطتين للشرطة الإسرائيلية في كل من تل السبع وعرعرة النقب يتم افتتاحها في هذه الأيام، وسيخدم في كل واحدة من نقاط الشرطة هذه 20 رجل شرطة.

وبالرغم من أن قادة الشرطة تقول إنّ فتح نقاط الشرطة هذه يأتي ضمن "توسيع الخدمات للوسط البدوي في النقب، ورفع مستوى الثقة بين البدو والشرطة ومؤسسات الدولة"، إلا أنه لا يخفى على أحد أن الهدف من افتتاح هذه النقاط هو "محاولة ضبط الوضع في الوسط البدوي وجعله تحت عيوننا، خاصة بعد حالة التطرف التي ظهرت في المظاهرات الأخيرة ضد مخطط برافر"، حسب قول مسؤول كبير في الشرطة الإسرائيلية.