الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

العيادة المتنقلة التابعة للعمل الصحي بصيص الأمل الوحيد لسكان عين شبلي

نشر بتاريخ: 20/07/2013 ( آخر تحديث: 20/07/2013 الساعة: 15:35 )
رام الله - معا - تعد قرية عين شبلي واحدة من قرى الأغوار الفلسطينية الوسطى التي تعاني الآمرين بسبب السياسات التي يمارسها الاحتلال بحقها وحق القرى المجاورة عدا عن الحرمان ونقص الخدمات والبنى التحتية.

وفي هذا الإطار يقول أحمد أبو حطب رئيس المجلس القروي إن عين شبلي مهمشة ومحرومة من أدنى مقومات الصمود كباقي مناطق وتجمعات الأغوار الوسطى مشيراً إلى وجود عيادة صحية مجهزة ولكن بدون طاقم منتدب من وزارة الصحة لإدارتها وتشغيلها.

وعلى هذا الصعيد أكد أبو حطب أن المواطنين في عين شبلي والبالغ عددهم 890 نسمة بالإضافة لسكان سبع قرى وتجمعات بدوية أخرى تحيط بها يتلقون الخدمات الصحية من قبل العيادة المتنقلة التابعة لمؤسسة لجان العمل الصحي يومين في الأسبوع وذلك في مقر المبنى الذي يضم أيضاً مبنى المجلس القروي.
|229560|
وأضاف "نحن نشكر طاقم العيادة على جهودهم مع تأكيدنا وتمنينا عليهم رفع عدد أيام الخدمة لتغطي كامل الأسبوع".

طاقم العيادة المتنقلة بدوره يقوم بزيارة الموقع خلال اليومين المحددين أسبوعياً منطلقاً من مستوصف الشفاء التخصصي التابع للعمل الصحي في طوباس محملاً بالأدوية والأطباء والممرضين فيما يغطي بخدماته بقية أيام الأسبوع مناطق وتجمعات أخرى في منطقة الأغوار بهدف تقديم الخدمات الصحية للمواطنين كما يوضح مدير المستوصف الدكتور بسام شعبان منذ عدة سنوات.

وقال شعبان إن هذه المناطق تعد من التجمعات المهمشة والمحرومة والتي تعاني من ويلات الاحتلال والمضايقات شبه اليومية عبر الحواجز العسكرية وإستباحة أراضيها الزراعية المخصصة للزراعة والرعي عبر إغلاقها وإجراء التدريبات العسكرية فيها ومصادرة بعضها لصالح التوسع الاستيطاني وهو ما دفع بالمؤسسة للوصول إلى قاطنيها لتطبيبهم وتقديم الخدمات الصحية والرعاية لهم لتثبيتهم ودعم صمودهم على أرضهم رغم الصعوبات التي تعترض عمل الطاقم من مثل إحتجازه وعرقلة سيره على الحواجز العسكرية الإسرائيلية وتأخيره ما يتسبب في بعض الأحيان بتلف الأدوية والمطاعيم.
|229559|
وأضاف إن الطاقم في بعض الأحيان وخاصةً سيارة العيادة المتنقلة ما يعملون كسيارة إسعاف لنقل المصابين جراء إنفجارات الألغام التي يتركها جنود الاحتلال وراءهم بعد تدريباتهم العسكرية في أراضي المنطقة وتتسبب بإصابات في صفوف الأطفال ورعاة الأغنام وهو ما أكده سائق سيارة العيادة المتنقلة محمد محاسنة والذي قال كثيراً ما نصل إلى مواقع العيادة المتنقلة لنجد حالات صعبة مصابة جراء إنفجارات من مخلفات التدريبات العسكرية أو لدغات الأفاعي حيث يقوم الطاقم بتقديم العلاجات والإسعافات الأولية قبل أن نقوم بنقلهم لمستوصف الشفاء لإستكمال العلاجات وبعضهم يصاب ليلاً ويبقى يتألم حتى الصباح لنصله ونقوم بإسعافه ونقله للعلاج.

من جهتها أخصائية الطب النسائي الدكتورة نهال العسالي مسؤولة صحة المرأة في العيادة المتنقلة أكدت أنها تقوم بمتابعة النساء في عين شبلي والقرى المحيطة قبل الحمل وأثنائه وبعد الولادة في إطار عمل العيادة المدعومة من مؤسسة كير مشيرةً إلى أن الأمراض النسائية التي تلاحظها على المراجعات تتمثل بالتهابات المسالك البولية والتناسلية وأن أوضاع النساء المعيشية صعبة ويعانين من الفقر وسوء التغذية ويتم إعفائهن من رسوم الكشفية والفحوصات الطبية التي تقدم بإسعار رمزية وتقدم لهن الأدوية مجاناً.
|229558|
وأوضحت أن إقبال النساء على العيادة جيد ويحظى بثقة المراجعات بسبب الخدمة المتميزة التي تقدم لهن خاصةً وأن الخدمة لا تقتصر على قرية عين شبلي بل تشمل سكان النصارية ومحيط حاجز الحمرا والعقربانية ومناطق السهل البعيدة ولا تقتصر على عيادة صحة المرأة إذ يقوم الدكتور جمال حمارشة بتقديم خدمة الطب العام لسكان هذه المناطق ويجري تحويل من يحتاجون للمتابعة لمستوصف الشفاء لتلقي الخدمات الصحية.

وأضافت العسالي أنها وخلال عملها عبر العيادة المتنقلة تلاحظ أن المراجعات يعانين من أمراض سببها ديدان ناجمة عن تلوث المياه والبيئة وفقر الدم والأنيميا حيث أن قوة الدم لديهم أقل من 10 ما ينعكس سلباً على صحة النساء ومواليدهن موضحةً أنه من بين كل 10 نساء هنالك 5 يعانين من نقص في الهيموجلوبين الأمر الذي يعالجه الطاقم عبر تقديم الأدوية والمقويات كالحديد حيث يجري توثيق هذه الحالات في ملفات خاصة عدا عن متابعة النساء بشكل مستمر وإذا إستلزم الأمر يجري تنظيم زيارات منزلية للنساء.

وكان رئيس المجلس القروي في عين شبلي أحمد أبو حطب أكد أن البطالة في قريته تصل اليوم إلى 70% ما ينعكس سلباً على حياة الناس الذين كانوا يعملون في الزراعة ورعي المواشي وبعضهم من العمال والموظفين بسبب شح المياه بعد أن خرب جنود الاحتلال نبع الماء الذي كان يغذيها فانخفضت قوة تغذيته بشكل كبير بعد تدريبات عسكرية جرت في محيطه.
|229556|
وطالب أبو حطب بضرورة إيلاء الأغوار أهمية من حيث موازنات الدعم وإنشاء البنى التحتية من خلال محافظة مستقلة للأغوار مشيراً إلى أن المنطقة مرتبطة بخدماتها بأريحا ونابلس وطوباس وهي مناطق بعيدة عن المواطنين يجدون مشقةً في الوصول إليها.

وعن مضايقات الاحتلال للسكان قال إنها مضايقات دائمة فعدا عن الحواجز العسكرية العشوائية والتفتيش والتضييق في المراعي وتقلص مساحاتها ومنع التجوال الليلي هناك التدريبات العسكرية التي تنفذ بين منازل المواطنين ومنع البناء ما دفع بالكثيرين ممن يصلون سن الزواج للتكدس فوق بعضهم البعض أو الرحيل عن القرية.

وقال أيضاً ان هناك مخططا لتهجير الناس من خلال إعلان بعض الماطق مغلقة عسكرياً لصالح التدريبات العسكرية يحظر الإقتراب منها محذراً من إنخفاض الثروة الحيوانية في الأغوار الوسطى من 60 ألف رأس إلى ستة ألاف رأس بسبب إنخفاض مناطق الرعي وشح المياه وإرتفاع ثمن الأعلاف.
|229554|
وغير بعيد عن قرية عين شبلي تقطن الحاجة نظمية فريج في خيمة مسقوفة بالصفيح منذ 24 عاماً مع بناتها الثلاث وإبنها الوحيد بعد وفاة زوجها، والحاجة فريج ستينية مقعدة منذ أربع سنوات كما يؤكد الدكتور جمال حمارشة ويقوم طاقم العيادة المتنقلة بزيارتها في خيمتها للإشراف على وضعها الصحي وإجراء فحوصات الضغط الدوري لها وتقديم الأدوية اللازمة.

ويقول حمارشة: هذه العائلة منكوبة فالأم مقعدة وتعاني من المرض ولديها ابنة تعاني من روماتيزم حاد وفقر دم مزمن ووضع الأسرة المعيشي صعب للغاية والمسنة دوماً تعاني من نزف الدم وغالباً ما نحولها للمشفى وهي بحاجة لرعاية.

بدورها شكرت الحاجة فريج مؤسسة لجان العمل الصحي على ما تقدمه لها من رعاية عبر الزيارة التي ينفذها الطاقم لخيمتها مرتين في الأسبوع مؤكدةً الضائقة التي تمر بها فالأغنام التي يرعاها ولدها لم تعد تسد إحتياجات الأسرة بسبب ندرة المراعي وإرتفاع ثمن الأعلاف.