الإثنين: 14/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

الأسعار تشتعل في سلفيت

نشر بتاريخ: 21/07/2013 ( آخر تحديث: 21/07/2013 الساعة: 20:09 )
سلفيت- معا - مسكت بيدها وأوقفتها بجانبنا لتجلس على كرسي خشبي متهتك... وضعت حقيبتها على ركبتيها وأنهمكت في البحث داخلها عن هاتفها الذي واصل رنينه.. أخيرا وجدته بين أغراضها.. نظرت للإسم الذي يظهر على شاشته.. تغيرت ملامح وجهها.. تتمتم لإبنها إنها أختك ربما تريد شيئا.. وما أن أغلقت "ام" سماعة الهاتف لتبدأ حالة من الصراع.. جعلتها تزفر ضيقا لتخرج أسئلتها بحرارة كيف سأتدبر أمورنا وسط إرتفاع الأسعار وجيوب فارغة؟, هل سيكفي المبلغ الذي أملكه لشراء إحتياجتنا؟

همت أمرها وبخطوات متراخية دخلت الى البقالة، إنتظرناها الى أن خرجت دون ان تشتري شيئا تبادلنا الحديث معها لمعرفة رأيها بالأسعار لتجيبنا بلهفة قائلة: "الأسعار نار كل شي غال، أريد أن أبحث عن بقالة أخرى عل أسعار الخضار فيها أرخص تتناسب مع المبلغ الذي أملكه، غادرنا المكان مصرة إصطحابنا معها لشراء حاجات أسرتها، وبعد أن استفسرت عن أسعار كل الخضار الموجودة في البقالة، انتهى بها المطاف بشراء بندورة وبطاطا وخيار، لتواصل حديثها قائلة "إشتريت الإحتياجات الرئيسية لنا لعدم توفر المال من ناحية وغلاء الأسعار من ناحية أخرى، ولست راضية عن الغلاء وخصوصا في شهر رمضان، أين رحمة التجار في هذا الشهر".

غادرنا المكان وواصلنا تجوالنا في السوق إلتقينا بالحاج "ابو فهمي" من بلدة كفر الديك يتنقل من بسطة الى أخرى أوقفناه لنتحدث اليه ليجينا قائلا: " كما ترون لم أترك بسطة الا وأستفسرت عن أسعار الخضار والفواكهة فيها والأرخص أشتري منه، ومع هذا لم أجد سلعة سعرها مناسبا كما في المحافظات الأخرى، علاوة على ذلك التلاعب بالأسعار بين التجار، وتفسير بعضهم أن بضاعته أفضل من بضاعة التاجر الأخر، إضافة الى ذلك تصنيفها من قبل التاجر، هذه بضاعة نظيفة، ويكون سعرها أعلى من سعر البضاعة الوسط, وهي ما تعرف لدى المواطن "بالبرارة" وهي الأكثر شراء بالنسبة للمواطن الفقير المغلوب على أمره الذي يرضى بأي شيء لسد حاجات أسرته.

ويكمل حديثه: "لا يقف إرتفاع الأسعار في محافظة سلفيت على الخضار والفواكهة بل يتعداه الى اللحوم بأصنافها، والمواد التموينية الأخرى، وحجة التجار أن جميع المستلزمات تأتي من محافظات أخرى وتكلفة شحنها عالية" وينهي ابو فهمي حديثه قائلا: "ما باليد حيلة سأذهب لشراء إحتياجات أسرتي بقيمة ما في جيبي".

واصلنا تجوالنا، توقفنا جانبا عندما سمعنا نقاشا يدور بين مواطن وصاحب بقالة، وكان النقاش يدور حول الأسعار، وما ان انتهى المواطن "نادر" من بلدة بديا نقاشه مع التاجر، ليتحدث بلهجة التذمر والإستياء قائلا: "الأسعار في سلفيت مرتفعة جدا مقارنة مع المحافظات الأخرى بالرغم من توزيع تسعيرة لمعظم للمواد الغذائية على المحال التجارية من قبل وزارة والاقتصاد ولكن لا يوجد التزام بها، يتلاعب التاجر بالأسعار كيفما يشاء، مثلا تعسيرة كيلوا الدجاج 17 شيقلا ولكن يباع من قبل التجار ب20 شيقلا ، اما في اسواق المحافظات الاخرى يباع بسعر 18 و 5.18 في بعض الاحيان وتعسيرة الجنبة 23 وتباع ب25، والتمور هناك تلاعب واضح باسعاره ، وكل تاجر يبيع بسعر مختلف، ولهذا السبب أفضل الشراء من مناطق أخرى.

ويواصل "نادر" قائلا "التلاعب بالأسعار وإستغلال المواطن يعود الى عدم الرقابة من قبل جمعية حماية المستهلك ووزارة الاقتصاد، والتي من إختصاصها الأهتمام بالمستهلك والوقوف عند معاناته بدلا من إهماله وتركه فريسة للتجار، لذلك نطالب الجهات المسؤولة بتكثيف الرقابة على الاسواق للحد من إرتفاع الأسعار وتوحيدها وعدم السماح للتجار بالتلاعب حسب أمزجتهم ،ونزول المسؤولين في مختلف الوزارات الى الشارع ومراقبة الأسعار بأنفسهم بشكل جدي".

وليس بعيدا توجهنا لإحدى التجار والذي تحدث إلينا بإستياء عن حالة الركود التجاري التي تشهدها محافظة سلفيت قائلا: "الوضع سيء من الناحية التجارية, لا يوجد زبائن وان وجد فهم قله, ويعود السبب في توجه المواطنين لشراء من مدن أخرى للبحث عن الأرخص من ناحية, لان الواقع الاقتصادي للفلسطينيين بشكل عام يسوء وسط الغلاء الذي يسود العالم, ويضيف "يعود أرتفاع الأسعار في محافظة سلفيت مقارنه مع المحافظات ألاخرى إلى التجار والموردين فهم الذين يتحكمون بالأسعار دون رقابة" ويضيف :علاوة على ذلك ثقافة المواطن نفسه بعدم الشراء من نفس منطقة سكناه، وعدم وجود وسائل تشجيعية له.

وما بين إرتفاع الأسعار، والتلاعب بها من قبل بعض التجار من جهة, وغياب الرقابة من جهة أخرى يبقى المواطن في محافظة سلفيت هو الخسران وهو من يدفع الثمن .. فهل من رقابة جدية من قبل الجهات المسؤولة رأفة بالمواطن الفقير..!؟