من أوسلو إلى إعلان كيري قصة فشل عمرها عشرين عاما
نشر بتاريخ: 22/07/2013 ( آخر تحديث: 22/07/2013 الساعة: 09:46 )
بيت لحم- ترجمة معا - مرت منذ إعلان وزير الخارجية الأمريكي " جون كيري" قرار الأطراف استئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطيني حوالي 20 عاما على توقيع اتفاقية أوسلو حيث سجلت هذه الأعوام الطويلة لقاءات لا تعد ولا تحصى بين القيادات والمسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين نقلت خلال إسرائيل مساحات من الأراضي لسيطرة السلطة الفلسطينية وأطلقت سراح أسرى فلسطينيين وتم تحديد مواعيد محددة لتنفيذ الاتفاق النهائي ورغم كل هذا استمرت المفاوضات ولا زالت مستمرة حتى اليوم حسب تعبير محرر موسوعة " واي نت " الموقع الالكتروني لصحيفة " يديعوت احرونوت " يرون دروكمان" الذي فضل اليوم استعراض تاريخ المفاوضات ومحطاتها الأساسية والرئيسية من اوسلو حتى كيري مرورا بجوائز " نوبل" تلك المسيرة التي أطلق عليها اسم " قصة فشل " .
شهدت ساحات البيت الأبيض في الثالث عشر من أيلول 1993 توقيع إعلان المبادئ الذي عرف فيما بعد باسم " اتفاق اوسلو الذي وقعه عن الطرف الإسرائيلي وزير الخارجية في ذلك الوقت شمعون بيرس والرئيس اللفلسطينين الحالي محمود عباس الذي كان حينها يمثل الجانب الفلسطيني في احتفالية التوقيع فيما أقدم رئيس وزراء إسرائيل في ذلك اليوم " إسحاق رابين" وياسر عرفات على كسر الجمود التاريخي ومصافحة بعضهم بعضا بصورة علنية وأمام كاميرات الصحفيين في منظر غطى شاشات التلفزيون العالمية في أركان الأرض الأربعة فيما ظهر الرئيس الأمريكي " بيل كلينتون " في خلفية الصورة بما يذكر بدور الراعي والعراب .
|229701|
وشملت الترتيبات الواردة بإعلان المبادئ المذكور إقامة سلطة ذاتية فلسطينية في غزة وأريحا فورا إضافة إلى تحويل سلطات مبكرة في الضفة الغربية للطرف الفلسطيني وكذلك إقامة سلطة حكم ذاتي وإجراء انتخابات حرة لاختيار مجلس فلسطيني .
واتفق الطرفان ضمن اتفاقية مبادئ اوسلو على عدة مبادئ أساسية مثل : فترة انتقالية من الحكم الذاتي تستمر لخمس سنوات ، تأجيل البحث في قضايا الحل النهائي مثل قضية القدس واللاجئين والمستوطنات والترتيبات الأمنية والحدود وغيرها حتى إجراء المفاوضات النهائية الخاصة بهذه القضايا التي ستبدأ في مدة أقصاها السنة الثالثة من عمر المرحلة الانتقالية على ان يدخل الاتفاق النهائي الذي سيتم التوصل اليه حيز التنفيذ بعد 5 سنوات من نهاية الفترة الانتقالية .
نال ياسر عرفات وشمعون بيرس واسحاق رابين جائزة نوبل للسلام تقديرا لدورهم في التوصل لاتفاقية اوسلو وكان ذلك في 12 /12/ 1994 لكن وقبل حصولهم على جائزة نوبل وتحديدا في 4/5/1994 وقع الطرفان مع عرف لاحقا باسم " اتفاق القاهرة " الذي قضى بانسحاب الجيش الإسرائيلي من أريحا وغزة ذلك الاتفاق الذي عرف أيضا باسم اتفاق" غزة أريحا أولا " وذلك في محاولة لجعل المنطقتين " غزة وأريحا " لتجربة تختبر فهيا جاهزة وقدرة واستعداد منظمة التحرير تنفيذ تصريحاتها وإعلانها تركها طريق العنف إضافة لدرة المنظمة على فرض سلطتها وسيطرتها على السكان كما تضمن الاتفاق المذكور ترتيبات أمنية بين الطرفين منها تعاون امني واقتصادي وترتيبات نقل الصلاحيات للفلسطينيين .
|229702|
وشهد أيلول 1995 توقع ما عرف باتفاقية " طابا " وذلك تيمنا جزيرة طابا المصرية التي استضافة التوقيع وعرفت الاتفاقية أيضا باسم " اتفاقية أوسلو ب" بتوقيع ياسر عرفات واسحاق رابين هذه المرة وتضمنت الاتفاقية توسيع مناطق السلطة الفلسطينية وانسحاب إسرائيل من أماكن مأهولة في الضفة الغربية خاصة المدن الكبرى وكذلك الاتفاق على دوريات أمنية مشتركة وتعهد فلسطيني إلغاء بنود الميثاق الوطني الفلسطيني التي تدعو لتدمير دولة إسرائيل .
حينها دار الحديث عن اتفاق مرحلي يهدف الى توسيع مناطق سيطرة السلطة الفلسطينية ونقل صلاحيات أخرى في مناطق الضفة الغربية وغزة وتحويلها للسلطة الفلسطينية الممثلة بمجلس سيجري انتخابه كما حدد الاتفاق تقريبا شكل العلاقة الفلسطينية الإسرائيلية في كافة المجالات تقريبا وكان هذا اخر اتفاق يوقعه رابين الذي اغتيل في 4 /11/ 1995 .
جرت انتخابات إسرائيلية عامة بعد ستة أشهر تقريبا من اغتيال رابين فاز فيها زعيم حزب الليكود المعارض بنيامين نتنياهو الذي استمر في طريق المفاوضات ليوقع في الشهر الأول من عام 1997 ما عرف لاحقا باتفاق "الخليل " الذي تضمن ترتيبات خاصة بالمدينة تختلف عن الترتيبات السارية في بقية المدن الفلسطينية الأخرى وذلك بسبب وجود المستوطنين اليهود في وسط الخليل فقسم الاتفاق الخليل إلى قسمين ونوعيين من المناطق تلك الواقعة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية وأخرى بقية تحت سلطة قوات الاحتلال الإسرائيلية كما تضمن الاتفاق نشر قوة مراقبين دولية لمراقبة الوضع علما بان الاتفاق جاء في أعقاب مجزرة الحرم الإبراهيمي.
|229699|
وقعت إسرائيل والسلطة الفلسطينية وبعد سلسلة مارونية من الضغوط التي مارسها الرئيس الأمريكي بيل كلينتون والملك الأردني الراحل حسين بن طلال في 23/ 10/1998 ما عرف لاحقا باسم " مذكرة واي" الخاصة عمليا بتنفيذ ما كان يعرف حينها بالنبضة الثانية الواردة في الاتفاقية المرحلية وهو اصطلاح يشير إلى تحريك قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى مواقع جديدة ضمن خطة لإعادة الانتشار والانسحاب من 13% من مساحة الضفة كما جاء في الاتفاق المرحلي وذلك مقابل اتخاذ الفلسطينيين خطوات مثل تعزيز جهود محاربة " الإرهاب" وتعزيز التعاون الأمني بين إسرائيل والسلطة وتنفيذ اعتقالات ضد " المخربين " حسب التسمية الإسرائيلية للنشطاء الفلسطينيين .
في 4-9/1999 وخلال فترة حكم اهود باراك وقع الطرفين مذكرة " شرم الشيخ " التي عرفت باسم " اتفاق واي بلانتشين المعدل " التي حددت مسارا لتنفيذ جميع الاتفاقيات المرحلية الموقعة منذ عام 1993 وحددت المذكرة جدولا زمنيا من أربعة أشهر لنقل مناطق للسيطرة الكاملة للسلطة الفلسطينية وذكر لأول مرة كلمة انسحاب من الضفة وحدد آليات افتتاح مفاوضات الوضع النهائي وحدد مراحل تنفيذ الاتفاقيات المرحلية .
|229700|
بعد تسعة أيام بالضبط من توقيع مذكرة " شرم الشيخ " أعلن الطرفان ومن حاجز ايرز هذه المرة افتتاح المفاوضات المتعلقة بالحل النهائي وحدد اتفاق الإطار الخطوط العريضة للاتفاق النهائي وجدولا زمنيا محددا لبحث تفاصيل الاتفاق النهائي ليأتي تموز عام 2000 بمؤتمر " كامب ديفيد الثانية " حيث دارت مفاوضات مكثفة بين ياسر عرفات ورابين بواسطة وضغط الرئيس الأمريكي بيل كلينتون بهدف التوصل إلى اتفاق نهائي ضع حدا للصراع لكن هذا المؤتمر حصد الفشل الكبير لتعقبه بعد عدة أشهر الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي عرفت باسم " انتفاضة الأقصى " والتي أدت مع مرور السنين إلى إلغاء غالبية الاتفاقيات الموقعة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية التي استندت إلى اتفاقية اوسلو بمراحلها المختلفة .
عقدت في الأسابيع الأولى للانتفاضة وتحديدا بمنتصف شهر أكتوبر 2000 بمدينة شرم الشيخ المصرية مؤتمرا برعاية الرئيس بيل كلينتون الذي أعلن في نهاية التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار بين الطرفين وانسحاب الجيش الإسرائيلي واستئناف المفاوضات بعد أسبوعين من تاريخ الإعلان ما أدى فعليا إلى هدوء مؤقت في العمليات القتالية فقط .
في 21/ 12 / 2000 نشر الرئيس الأمريكي بيل كلينتون قبيل نهاية ولاية حكمه خطته للحل النهائي والتي سيحصل بموجبها الفلسطينيين على 90-100% من مساحة الضفة الغربية وإقامة جهازا متخصص بايجاد حلول عملية لقضية اللاجئين دون ان يغير الطابع الديموغرافي لدولة إسرائيل وحل قضية القدس وفقا للضواحي ونقل تلك التي يقطنها الفلسطينيون الى السيطرة الفلسطينية والتي ينقطنها اليهود للسيطرة الإسرائيلية وتقسيم البلدة القديمة على أساس المصالح وحدد موعد نهاية المفاوضات في 10/1/ 2001 وهو موعد توقيع الاتفاق النهائي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفقا لخطة كلينتون التي تفجرت في واقع الحال ولم تحظى بأي نجاح .
|229704|
بعد سنتين تقريبا من توقف العملية السياسية وعدم تحقيقها أي تقدم وعلى وقع أحداث ومجريات الانتفاضة الثانية وتحديدا في 24 /6/ 2002 عرض الرئيس الأمريكي جورج بوش خطة ومسارا محددا لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية عرفت فيما بعد بخطة " خارطة الطريق " التي حددت هدفا نهائيا لها يتمثل بإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد وضع حد للعنف والإرهاب الفلسطيني حسب توصيف الخطة يصار إلى توقيع اتفاقية تنهي الصراع نهائيا على أن توقع هذه الاتفاقية حتى عام 2005 .
قررت إسرائيل في أيار من عام 2003 قبول مبادئ خارطة الطريق مضمنه موافقتها عدة تحفظات على رأسها رفض وإنكار واستبعاد حق العودة للاجئين الفلسطينيين الذي هجروا عام 1948 وفي 11-2003 اعلنت السلطة الفلسطينية أيضا قبولها مبادئ خارطة الطريق مع طرحها عدد من الاستفسارات والتحفظات ومع ذلك لم تخرج خارطة الطريق من الأدراج إلى رحابة التنفيذ الفعلي.
بعد فترة طويلة من الجمود السياسي عرض رئيس وزراء إسرائيل ارئيل شارون في 18/12/2003 خطته للانفصال عن غزة بشكل أحادي الجانب وعرض تفاصيل الخطة كاملة في نيسان 2004 حينها أعلن شارون نيته إخراج خطة الانفصال عن غزة إلى حيز التنفيذ والتي ستشمل تفكيك المستوطنات اليهودية في غزة وإخلاء المستوطنين وكذلك إخلاء عدد من مستوطنات شمال الضفة الغربية مع تنفيذ الخطة دون حاجة لإجراء مفاوضات مع الفلسطينيين وفعلا شرعت إسرائيل بداية شهر "اب" 2005 بتنفيذ خطة الانفصال عن غزة حيث استمرت عملية إخلاء المستوطنات و 9400 مستوطن لأسبوع وفي حزيران 2007 تفجرت الأحداث الدموية بين حماس والسلطة الفلسطينية في غزة التي انتهت بسيطرة حماس على القطاع .
|229705|
افتتح في يوم 27/11/2007 مؤتمر انابوليس بمشاركة الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس وزراء إسرائيل اهود اولمرت والرئيس الفلسطيني ابو مازن إضافة وزراء خارجية إسرائيل والسلطة الفلسطينية ودولا عربية و عدد من الدبلوماسيين آخرين وصدر في نهاية المؤتمر اعلان فلسطيني إسرائيلي أفاد بان المفاوضات حول الحل النهائي وإنهاء الصراع ستتواصل بعد انتهاء انابوليس وسيتم التوصل لهذا الاتفاق في مدة أقصاها نهاية 2008 واتفق الطرفان بان الاتفاق سيشمل إقامة دولة فلسطينية .
أعيد انتخاب نتنياهو مرة ثانية بداية عام 2009 وألقى نتنياهو في 14-6 من نفس العام ما عرف بخطاب " بار ايلان " الذي قال فيه" سنكون مستعدين لقبول دولة فلسطينية منزوعة السلاح معربا عن أمله بإمكانية أن يعيش الشعبان جنبا إلى جنب بأمن والسلام دون ان يغفل وضع شروط قاسية منها الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية عاصمتها الأبدية القدس الموحدة وان تتم عدوة اللاجئين الى حدود وأراضي الدولة الفلسطينية ولن يسمح بعودهم إلى إسرائيل.
وبخ الرئيس الامريكي الاطارف فيما عرف " بمحادثة التوبيخ في نيويورك " والتي قال فيها للاطراف" توقفوا عن الحديث عن استئناف المفاوضات وباشروا بالاتصالات والمفاوضات حول الحل النهائي هذا الامر هامنا وحاسما وحيويا للعالم اجمع " فيما كان الرئيس اوباما يتحث وقف نتنياهو وابو مازن يستمعون بانتباه .
شهرين بعد هذا التوبيخ وتحديدا في 11/2009 أعلن نتنياهو تجميد الاستيطان لمدة 10 أشهر ما أثار غضبا شديدا لدى المستوطنين وفي 29/ 11/ 2012 تماما يبعد 65 من قرار التقسيم الصادر في نفس اليوم من عام 1947 قررت الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة بأغلبية 138 صوتا ومعارضة 9 أصوات وامتناع 41 دولة قبلو فلسطين كدولة مراقبة وقال الرئيس ابو مازن في خطاب وصفته إسرائيل بالهجومي " هذه هي الفرصة الأخيرة للسلام ". واتهم إسرائيل بقتل الفلسطينيين وارتكاب جريمة التطهير العرقي عام 1948 .
. ومنذ تلك اللحظة لم تشهد المفاوضات أي تقدم وحضر الى المنطقة بعد الانتخابات الإسرائيلية و الأمريكية وزير خارجية الدولة الأكبر في العالم جون كيري وكذلك زار الرئيس اوباما المنطقة والتقى ابو مازن ونتنياهو ليعن كير يوم 19/7/2013 استئناف المفاوضات بين الطرفين فهل ستنضم محاولته الى سابقاتها ام سيسجل نهاية مختلفة .