الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مركز "معا" يسلط الضوء على التوسع الاستيطاني في الأغوار الفلسطينية

نشر بتاريخ: 22/07/2013 ( آخر تحديث: 22/07/2013 الساعة: 18:08 )
اريحا - معا - سلط مركز العمل التنموي "معا" الضوء في تقرير له على الاستيطان في الاغوار الفلسطينية والتوسع في الاراضي الزراعية كما في مستوطنات (مِسواه، أرجمان، يافيت، شدموت مخولا، حمدات...وغيرها) وما يرافقه من سيطرة أكبر على مصادر المياه الجوفية والطبيعية التي تعتبر شريان حياة الاغوار، مركزا على احدى البؤر الاستيطانية الواقعة بين مدينة أريحا وقرية العوجا في الأغوار الفلسطينية والتي تعتبر مثالاً صارخاً على استخدام الحكومات الاسرائيلية للمستوطنين كوسيلة اضافية للسيطرة المباشرة على الأرض الفلسطينية.

وحول"عينوت كيدم" ذكر التقرير المعد من قبل منسق منطقة الاغوار في مركز "معا" حمزة زبيدات، بأنها الاسم الذي أطلقه المستوطن الثلاثيني (عومر) الذي جاء من احدى المستوطنات القريبة من مدينة بيت لحم نهايات العام 2003، ليختار بؤرة صادرها الاحتلال ضمن قانون املاك الغائبين الجائر بالقرب من قرية العوجا.

وأضاف التقرير ان هذا المستوطن بدأ نشاطه في بيت متنقل "كرافان" وببعض الأغنام التي كان يرعاها بنفسه ولكنه في الوقت ذاته بدأ بتحضير الأرض للزراعة وبدأ كذلك باشعار الفلسطينيين القريبين بأنه موجود وبأنهم ممنوعون من الاقتراب من منطقته، كل ذلك كان يجري بعلم من الجيش الاسرائيلي الذي كان يوفر له الحماية من خلال استمرار الوجود العسكري في المنطقة الواقعة أصلاً بين مستوطنة "إيتاف" وبؤرة استيطانية اخرى تسمى "مفؤوت أريخو"، حيث وضع جيش الاحتلال حاجزاً يتواجد فيه بشكل مستمر.

وبأيدي العمال "التايلنديين" تمكن هذا المستوطن من تجهيز اكثر من 500 دونم زراعية قام في منتصف العام 2004 بزراعتها بالنخيل والرمان والزيتون، كما قام باستقدام زوجته وابنائه الصغار الى المنطقة. وبالإضافة الى توسيع "المنطقة الحرام" التي تحيط بمزرعته والتي يمنع الفلسطينيين الاقتراب منها. اشاع هذا المستوطن حالة من الرعب في المنطقة عندما كان يطلق النار على الرعاة الذين يقتربون من "مزرعته" لترهيبهم، بالاضافة الى قتل عدد من الجمال والأغنام التابعة للعائلات البدوية التي تسكن في المنطقة.

ويلفت التقرير إلى أنه وبالرغم أن الحكومة الاسرائيلية لم تقدم بشكل رسمي حتى الان أي مساعدة مباشرة لهذا المستوطن الذي تعتبره يعيش في "بؤرة غير قانونية" الا أنهم يقومون بذلك بشكل غير مباشر فإن الحماية التي يوفرها الجيش الاسرائيلي هي كل ما يحتاجه المستوطن في المنطقة، إضافة الى تسهيل وصول الخدمات الى منطقته، حيث تتزود هذه البؤرة بشبكتي كهرباء ومياه اضافة الى طرق تم شقها دون اي اعتراض من قبل اي جهة اسرائيلية كما تقوم بعض المنظمات والتي تشجع على الاستيطان في منطقة الضفة الغربية بتقديم المساعدات المادية والعينية له بشكل مستمر فقد قامت احدى المؤسسات الامريكية قبل عامين تقريباً بتقديم نظام حماية متطور لهذه البؤرة الاستيطانية، رافقها حملة تحريضية ضد الفلسطينيين الذين يعيشون في المنطقة المجاورة.

وأشار التقرير إلى أن الأمر لم يقف عند هذا المستوطن عند ما سيطر عليه وانما أصبحت الارض التي يسيطر عليها اليوم بشكل مباشر اكثر من 1200 دونم، حيث رصد مركز "معا" في الاشهر القليلة الماضية زراعة أكثر من 100 دونم أخرى من الأرض بالنخيل في الجهة المحاذية لمستوطنة "ايتاف" هذا "ناهيكم عن ان أكثر من 4000 دونم هي الاراضي الحرام التي يمنع على اي فلسطيني الاقتراب منها أو استخدامها بأي شكل من الاشكال. فقد اعتاد الفلسطينيون زراعة المنطقة القريبة منها بالقمح ولا يمكنهم الان ذلك بسبب القيود التي فرضها مستوطن واحد فقط".

ونوه التقرير الى ان التوسع الاستيطاني الذي يقوم به "عومر" يشكل خطراً على الفلسطينيين لعدة أسباب منها منع التواصل الجغرافي للأراضي الفلسطينية بين مدينة أريحا ومنطقة الأغوار من الجهة الغربية للمدينة حيث ان استمرار هذا التوسع قد يؤدي مستقبلاً الى ربط مستوطنة "ايتاف" بالبؤرة الاستيطانية"مفؤوت أريخو"، بحيث يتم فصل مدينة أريحا أيضاً من الجهة الغربية الشمالية بشكل كامل عن الضفة الغربية بحيث لا يمكن الدخول الى المدنية الا عبر حاجز أو معبر (بحجة حماية السكان الاسرائيليين في المنطقة كالعادة) ما سيحول المدينة الى سجن كبير.

كما وسيشكل هذا التوسع خطراً كبيراً على السكان البدو ممن يعيش في محيط المنطقة والذين يقدر عددهم بأكثر من 1200 فلسطيني في منطقة رأس العوجا بالاضافة الى منطقة "أم عذبا" التابعة لقرية العوجا فقد اعتاد هذا المستوطن على اطلاق النار على حيواناتهم والاعتداء الجسدي على الرعاة، كما ان زيادة التوسع العرضي للبؤرة الاستيطانية تلك سوف تؤدي الى قطع أهم مصدر للسد المائي "سد العوجا" الذي بني في السنوات الأخيرة في المنطقة، حيث ان المستوطن "عومر" يقوم باستخدام مياه الامطار التي تمر من "مزارعه" أو الارض التي يسيطر عليها، وهي ذاتها المياه التي تعتبر المصدر الوحيد لتغذية السد المائي الذي يخدم قرية العوجا وآلاف الدونمات الزراعية الفلسطينية في المنطقة، وهي مياه الأودية القادمة من جبال رام الله الشرقية.

ومن الاسباب ايضا ان التواصل العرضي للبؤرة الاستيطانية هذه قد يؤدي الى قطع الطريق بشكل كامل أمام الفلسطينيين للوصول الى نبعة "رأس العوجا" والتي تعتبر مكاناً طبيعياً للتنزه، بالإضافة الى كونها مصدراً مائياً هاماً للمزارعين الفلسطينيين في قرية العوجا والتي تنساب في فصل الشتاء واحياناً في فصل الصيف. وبذلك سيكون مصير نبعة الماء هذه في يد المستوطن أو الاحتلال وهو وحده من سيتحكم في كمية المياه التي تغذي الاراضي الفلسطينية في العوجا.

وبناء على ذلك، ختم التقرير، بانه من الواجب التحرك الفوري على كافة المستويات السياسية والشعبية لإبراز هذه القضية الخطيرة والوقوف أمامها، والتحرك على الأرض لمنع الزحف التوسعي الذي يمارسه مستوطن واحد فقط خلال بضع سنوات.