الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

إحياء الذكرى الـ 33 لاستشهاد علي الجعفري وراسم حلاوة

نشر بتاريخ: 23/07/2013 ( آخر تحديث: 23/07/2013 الساعة: 13:00 )
بيت لحم - معا - جرى مساء امس إحياء الذكرى الـ 33 لاستشهاد المناضلين علي الجعفري وراسم حلاوة في الإضراب التاريخي في سجن نفحة الذي بدأ يوم 14 /7/ 1980 واستمر 33 يوما، وذلك في منزل شقيقة الشهيد الجعفري بمخيم الدهيشة ببيت لحم.

وشارك وزير الأسرى عيسى قراقع وعدد كبير من الأسرى المحررين والشخصيات والقوى الوطنية في إحياء هذه الذكرى.

قراقع: معركة الأسرى لم تنته من اجل الحرية
وقال قراقع في كلمته أن إضراب سجن نفحة كان علامة فارقة ونقطة تحول في تاريخ الحركة الوطنية الأسيرة، حيث كان السجن معدا للقمع وشطب الهوية النضالية والوطنية للمعتقلين.

وأشار أن انتصار الأسرى في نفحة أدى إلى تشكيل المؤسسة النضالية الاعتقالية وإلغاء الكثير من الإجراءات القمعية التي مورست بحق المعتقلين.

واعتبر قراقع أن جريمة كبرى ارتكبت بحق الأسرى خلال الاضراب عندما اجبروا بالقوة وبالقمع على تناول الطعام بواسطة البرابيش التي وضعت في المعدة من خلال الأنف، وأدى ذلك إلى اختناق الأسرى وسقوط الشهداء علي الجعفري وراسم حلاوة واسحق مراوغة.

وقال قراقع لازالت معركة نفحة مستمرة من خلال استمرار نضال الأسرى في سبيل كرامتهم وحريتهم ووجه تحيته إلى الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال والذين يخوضون معارك الجوع من اجل كرامتهم وحريتهم.
|230086|
محمد الجعفري: سيرة فدائي متميز
وقال أمين سر حركة فتح في مخيم الدهيشة محمد الجعفري أن الشهيد علي ولد في قرية رفات سنة 1946 وهجرت أسرته منها عام 1948 بعد النكبة إلى مخيم عقبة جبر في أريحا ثم انتقلت للعيش في مخيم الدهيشة وان الشهيد درس في الأردن حتى عام 1967 ومن ثم التحق في صفوف الثورة واشتبك مع قوات الاحتلال في منطقة وادي القلط بأريحا بتاريخ 8 /1 /1968 أدى إلى إصابته واستشهاد رفاقه، واعتقاله.

وقد حكم علي الجعفري بالسجن المؤبد وهو ينتمي إلى عائلة مناضلة إذ استشهد أخوه محمد ومازال رفاته محجوزا في مقابر الأرقام العسكرية الإسرائيلية ، واستشهد أخوه إبراهيم خلال إحداث أيلول عام 1970 واعتقلت شقيقته فاطمة 5 مرات على يد قوات الاحتلال.

وقال الجعفري أن جثمان الشهيد احتجز لمدة 13 سنة في مقابر الأرقام وتم تسليمه بعد جهود من المحامين عام 1993 حيث جرت له جنازة مهيبة في محافظة بيت لحم.
|230087|
محمد اللحام: علي الجعفري كان حالة نضالية غير مسبوقة
وقال الناطق الاعلامي لحركة فتح اقليم بيت لحم محمد اللحام ان هذا البيت بيت مناضلين، وكان تجمعا لكافة المناضين، تخرج منه الشهداء والاسرى الذين لا زالت داخل المعتقلات، علي الجعفري علمنا الكثير وكان حالة نضالية غير مسبوقة.

وطالب اللحام بالوقوف مع الاسرى المضربين عن الطعام، مؤكدا على الثوابت الوطنية.

الاسير المحرر صالح أبو لبن: إحياء الذاكرة والتوثيق
وقال الاسير المحرر صالح أبو لبن وهو احد رفاق علي الجعفري وعاش معه في سجون الاحتلال أن تجربة إضراب سجن نفحة وملحمة المعتقلين يجب أن توثق تاريخيا وأدبيا لأنها مليئة بالتفاصيل المدهشة والبطولات العظيمة ، مستعرضا تجربته الشخصية مع الشهيد علي في عدة سجون قبل استشهاده قائلا انه كان قائدا متميزا في صفوف الأسرى وانه رفض المساومة والخضوع خلال الإضراب حتى آخر رمق في حياته.

الساعات الأخيرة لاستشهاد علي الجعفري وراسم حلاوة
غادر الشهيدين علي وراسم سجن نفحة إلى سجن معتسار في الساعة السادسة والنصف مساء يوم الاثنين الموافق 21 /7 /1980 ضمن الستة وعشرين مضربا، وتعرضا للضرب المبرح بعد وصولهم إلى سجن بيت معتسار في حوالي الساعة الحادية عشر في نفس الليلة.

الشهيد علي أغمي عليه أثناء جولة الضرب الأولى وأن سقوطه على الأرض سبب له مزيدا من الضرب بالعصي والأرجل ، تم إدخاله إلى الزنزانة في الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل في حالة من الإنهاك الشديد بسبب السفر الطويل في ظروف سيئة والضرب الذي تعرض له ولا سيما أن بنيته البدنية ضعيفة بالأساس.

خرج في حدود الساعة الثانية صباحا الموافق 22/ 7 /1980 إلى قاعة الغذاء الإجباري وهناك واجه عنف جسماني شديد وما صاحب ذلك من دس أنبوب التغذية الإجبارية في الرئة والذي سبب له تقيء وسعال شديدين في التنفس منذ اللحظة التي غادر فيها قاعة القتل.

وفي الساعة السادسة صباحا ازدادت حاله سوءا وأخذ يتقيأ دما وبدأ يطلب المساعدة الطبية بإلحاح.

في الفترة التي تلت الساعة الثانية عشرة تدخل الطاقم الطبي محاولا ابتزاز موقف منه لوقف الإضراب مقابل تقديم الإسعاف له، في الساعة الثانية عشر ظهر، وبعد أن كانت المحامية "ليئا تسميل" قد قابلته هو والمناضل اسحق مراوغة الذي كان أيضا يصارع الموت وبعد أن طالبت من مدير السجن بتقديم الإسعاف الطبي لهما تم نقل كليهما برفقة الملازم أول ديموده إلى قسم تصوير الأشعة بمستشفى سجن الرملة حيث أجري لهم تصويرا في الساعة الواحدة بعد الظهر، في الساعة الثانية بعد الظهر تم نقلهما إلى سيارة إسعاف وأبلغا بأنه سيتم إدخالهما في مستشفى سجن الرملة ولكن بدل من ذلك تم وضعهما في المعبار سجن الرملة حتى الساعة الثالثة والنصف.

بعد مكوثهم في المعبار ساعة ونصف وهم يصرخون طلبا للمساعدة انهارت قواهم فتم نقلهما في سيارة إسعاف إلى مستشفى سجن الرملة في الساعة الرابعة دخلا ممر مستشفى سجن الرملة متكئين على أكتاف السجانين، وهناك سقط الشهيد علي على الأرض، في حدود الساعة الرابعة والنصف وتم نقل الشهيد علي على حمالة إسعاف إلى مستشفى "أساف هورفيه" حيث وصل المستشفى بعد أن كان قد فارق الحياة، ورافقه في رحلته الأخيرة المناضل اسحق مراوغة الذي تم إدخاله في حالة خطر إلى قسم العلاج المكثف.
|230092|
الشهيد راسم حلاوة:
أدخل إلى الزنزانة في سجن بيت معتسار في حوال الساعة الثانية عشرة من منتصف نفس الليلية بعد أن واجه عنف جسماني مشابه، في حدود الرابعة تم إخراجه إلى قاعة التغذية الإجبارية حيث واجه ظروف مشابهة لما سبق ذكره.

غادر قاعة القتل وهو يعاني حشرجة في الصدر وسعال والتقيؤ دما.
في حدود الساعة الثامنة صباحا تم إدخاله إلى عيادة سجن بيت معتسار بعد أن ازداد وضعه سوءا.

مكث هناك حوالي أربع ساعات أجريت له خلالها صورة أشعة اتضح منها إصابة رئتيه خلال هذه الساعة كانت تسمع حشرجته بوضوح وكأنه مصاب حيث كان الطبيب العقيد يوسف فيلرمان والملازم أول الممرض "روفائيل رويمي" يعرضون عليه وقف إضرابه مقابل تقديم العلاج له وهو يصر ...لن آكل ...لن آكل ... لن آكل ...

في ساعات الظهيرة من 22/7/1980 تم نقله إلى مستشفى أساف هورفيه" وأدخل غرفة العلاج المكثف.

وفي حدود الساعة الثانية عشرة ظهرا من يوم الخميس الموافق 24/7/1980 فارق الحياة في مستشفى "أساف هروفيه".|230090||230089||230088||230085||230084|