الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

محطات من دورينا

نشر بتاريخ: 26/07/2013 ( آخر تحديث: 26/07/2013 الساعة: 23:32 )
بقلم : صادق الخضور
المرحلة الأولى من بطولة كأس الشهيد الراحل توشك على الانتهاء، صحيح أن البطولة تحضيرية لا جدال في ذلك، لكن هذا لا يعني أن تركن الفرق إلى ذلك وتتوقف عن معالجة أي خلل فيها، فالتحضير والإعداد يقترن بالتقييم للتقويم، وهذا يشمل الفرق جميعها، والتحضير والإعداد محطة لتدارك أي خلل لا لتبريره.

دورينا الاحترافي: راحلون ووافدون
يشهد الدوري الاحترافي هذا الموسم رحيل بعض اللاعبين المؤثرين، فقد استقر المقام بالنجم السابق لهلال القدس مراد إسماعيل في صفوف الوحدات الأردني، واحترف هناك اللاعب إياد أبو غرقود هداف الدوري في صفوف البقعة.

كما شهد الدوري رحيل اللاعب سليمان العبيد إلى غزة للعب، ولم تتضح الصورة بعد مع معالي كوارع وسعيد السباخي وكشكش، وودّع الموهوب محمود عودة دوري المحترفين تلبية لنداء الواجب ولناديه بيت صفافا ليؤكد أنه صاحب موقف.

في المقابل عاد للدوري ثلاثة مبدعين هم أشرف نعمان بعد تجربة ناجحة في الدوري الأردني، والبهداري بعد موسم ناجح له على الصعيد الشخصي مع فريق هجر السعودي وإن كان الفريق قد هبط، في حين عاد خضر يوسف لقيادة فريقه الترجي، وكان أبرز العائدين لصفوف الأمعري أحمد حربي، وهناك وافدون كثر أبرزهم في الغزلان والعميد والثقافي الكرمي، وبانتظار استكمال الفرق تحضيراتها، والإعلان عن طي صفحة التعاقدات في ظل التوقع بانحسار منسوب المفاجآت لأن الدوري يقترب، وفترة التسجيل تقترب من نهاياتها.


جولة ثالثة: نار
مع بداية الجولة الثالثة من بطولة أبو عمار، فإن العميد قريب من التأهل ما لم يحقق الأمعري فوزا كبيرا على أهلي الخليل، ولا زالت كل الاحتمالات واردة، لكن الصراع الأكبر سيكون في المواجهة التي تجمع الغزلان بالخضر، فالفوز سيكون مطلب كلا الفريقين، ولا زالت فرص المكبر قائمة ما يجعل المجموعة الأشد تنافسا كما توقّع الكثيرون منذ البداية، وإن كانت مباراتا الأمس حفلتا بإثارة بعد أن حسمت الأمور في آخر 10 دقائق بمعادلة واد النيص نتيجته مع بلاطة لتتضاعف فرص شباب الخليل بالصعود.

الجولة الثالثة طابعا الحذر، والإثارة موجودة حتى لآخر دقيقة في كل مباراة، وحتى آخر مباراة في الجولة كلها، ومن الملاحظ بشكل عام ضعف خطوط الدفاع لدى كثير من الفرق ، فالعدد الكبير من الأهداف في بعض المباريات مردّه ضعف الدفاعات ولا ننكر تميز بعض لاعبي الهجوم.
البطولة التي انطلقت كشفت عن نقاط يجب على مسئولي الأندية والمسابقات استحضارها قبل بدء الموسم لتنظيم الأمور فنيا وإداريا قبيل انطلاقة الدوري رسميا.


الأمعري: اهتمامات تتعدّى كرة القدم
مع إنجاز مركز شباب الأمعري مسبحه نصف الأولمبي، فإن النادي يضيف إلى مساحة إبداعاته حيزّا إضافيا، فالمسبح مفخرة وهو إنجاز يؤسس للإفادة منه في تطوير رياضة السباحة، ورفع منسوب الإعداد للفرق الرياضية المختلفة في كل الألعاب، وإنجاز المسبح خطوة في الاتجاه الصحيح وتعبير عن الدور المفترض للاهتمام الشمولي بأنشطة متنوعة وعدم الاقتصار على كرة القدم، وهذا ليس جديدا على الأمعري الذي حقق نجاحات لافتة في لعبة المبارزة وكان علامة فارقة فيها ولا زال، ليكون النادي مكونّا رئيسا من مكونّات مدّ منتخباتنا الوطنية بلاعبي مبارزة من كلا الجنسين.

ويعتبر إنجاز المسبح خطوة لا تقل شأنا عن الفوز بلقب بطولة، فكل التوفيق للمركز وللقائمين عليه، ويترافق ذلك مع الدور الذي يقوم به المركز في تفعيل العديد من الألعاب والاهتمام بالفئات العمرية، وتوطيد العلاقات مع كل المؤسسات.

لكن وما دمنا في معرض الوقفة مع الأمعري فإن التسريع في الاستقرار الفني في الفريق الأول وضبط وتيرة الاستعدادات ضرورة وإلا دفع الفريق ثمن التأخّر وعدم وضوح الصورة، فالفريق يستحق أن يكون من فرق الصفوة، والنتائج الحالية لا يصنعها التاريخ السابق بل الواقع الموجود.وكل التوفيق لمركز شباب الأمعري في مسيرته.


براعم دورا: أبطال فلسطين
وتتواصل حكاية النجاح "الدوراي" إن جاز التعبير في الفئات العمرية، فواقع الحال في آخر 3 سنوات اكتساح وبوضوح وبروز في العديد من البطولات، ليكون دورا مع هلال القدس وشباب الخليل والاتحاد النابلسي أبرز المهتمين بالفرق الواعدة.

آخر الألقاب ولا نقول البطولات لأن فرق النادي لا زالت تكتب إبداعها فوز براعم دورا ببطولة فلسطين، إنجاز تحقق وللأسف مرّ مرور الكرام مع أنه يؤسس للاستدامة، ونجاح فريق البراعم هو مؤشر على وجود جهاز فني قدير متابع للفريق، يصقل الإبداع الكروي ويغرس في نفوس اللاعبين الواعدين معايير الانضباط التكتيكي والخططي ما يجعل هذه المقومات جزءا أصيلا من نسيجهم الكروي وإعدادهم النفسي.

صحيح أن وجود ملعب في دورا يعزز الاهتمام لكن الأهم هو وجود قناعة لدى القائمين على الفريق من إداريين وجهاز فني بجدوى الاهتمام ببذور الإبداع، نعم، فهذا هو الاستثمار الحقيقي، والاهتمام بالبدايات سيكون حتما محكوما بحسن النهايات وبروعتها، والعمل مع اليافعين يتطلّب مهارات قد لا يمتلكها الكثيرون، فمبارك دورا ومرحى لكم بجهاز فني مواظب طموح، وبراعم حملوا المسئولية ورفعوا اسم فريقهم عاليا، نقول هذا والفرق الناشئة لشباب دورا تحجز مكانها في مربع الكبار في معظم البطولات بصورة شبه ثابتة.

في النهاية تساؤل موجّه لبلدية دورا: لو كان الفوز ببطولة فلسطين مثلا للفريق الأول هل كان التجاهل سيتواصل؟ ليس أقل من المبادرة لتكريم البراعم لتتفتح أزاهير إبداعهم من جديد، فهل تصل الرسالة؟ أم أن معايير التكريم تتضمن معيار العمر؟!!!!!


ليست الخبرة وحدها
مع الإطلالة الأولى لإسلامي قلقيلية في الدوري والبقاء بصعوبة الموسم الماضي توقع محللون أن بقاء الفريق في الدوري بعد خوض موسم كامل سيكون كفيلا بمنح اللاعبين الشبان مزيدا من الخبرة، على اعتبار أن الفريق فريق شاب.
ومع بداية بطولة الشهيد أبو عمار وضح جليّا أن الفريق بحاجة إلى ترميم وأن الموضوع لا يقتصر على نقص الخبرة، والإسلامي مطالب بتدارك الخلل سريعا وترميم الخط الخلفي، فالفريق يؤدّي كرة جميلة.

وبعيدا عن التذرّع بالمصاعب، فالواقع يقول إن الفريق يلعب الآن في دوري احترافي، وأول متطلبات ذلك توفير الحد الأدنى من الاهتمام بتوفير لاعبين على مستوى الاحتراف في بعض المراكز مع عدم إنكارنا وجود كوكبة من المبدعين الذين لا يستحق إبداعهم أن يضيع في ظل التغاضي عن متطلبات أساسية. نقول هذا ولا ننسى الإشادة بما يقدمّه الفريق من أداء، لكن المطلوب نتائج جيدة، والمشكلة لا تنحصر فقط في قلّة الخبرة وللحديث بقية.