الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

عقد سنوي

نشر بتاريخ: 28/07/2013 ( آخر تحديث: 28/07/2013 الساعة: 16:38 )
بقلم: عبد الرحيم أبو حديد

قبل انطلاق الموسم الكروي و في فترة الانتقالات الصيفية ،تطل علينا موجة واسعة من المنافسات والمناوشات والمهاترات من اجل استقدام اللاعبين ، ويحاول الجميع إبرام أفضل الصفقات ، لتدخل الأندية في دوامة من التوتر والضغط النفسي والمادي ، وتبدأ حالة من الارتباك والتخبط في الأندية التي لا تمتلك رؤية فنية وإدارية ومالية واضحة ولا تعرف ما هي الطريقة لتحقيق أهدافها ، فكل نادي بشبكة علاقاته يجري اتصالاته من اجل إقناع اللاعب الفلاني باللعب في صفوف الفريق ، وجلسات أخرى من اجل إقناع اللاعب العلنتاني بالبقاء وعدم مغادرة النادي ، وهنا تأتي نشوة اللاعبين فيبدأ الدلال والمجاملة والإغراءات والعروضات واللاعب (يضع رجل على رجل ) ويرد للنادي الصاع صاعين على عدم التزامهم بالعقود الموقعة ويكون الرد اما بالرحيل وإما بدفع المستحقات المؤجلة والمعجلة ، كل ذلك بسبب ان اللاعبين يوقعون عقد لمدة عام فقط .

تساؤلات
كل ذلك يدفعنا إلى تساؤلات لماذا الأندية تضع نفسها في هذه الدوامة ؟ الإجابة إرضاء للجماهير .
ولماذا لا تلتزم مع لاعبيها في عقودهم ؟ الإجابة لان النادي لا يملك الإمكانيات لدفع المستحقات.
ولكن لماذا النادي لا يملك الإمكانيات ؟ الإجابة لأنه لا يوجد لديه مصادر دخل كافية.
إذا لماذا يبرم صفقات بمبالغ تفوق الإمكانيات ؟ الإجابة لان النادي لا توجد لديه خطط واستراتيجيات مالية وإدارية واقعية
ولماذا لا يمتلك هذه الخطط ؟ الإجابة لان الأندية تتماشى مع ثقافة عدم التخطيط.

الاستقرار
منذ انطلاق دوري المحترفين عجزت كل الأندية في المحافظة على لقبها في الموسم التالي ولم تكن المحافظة اللقب فقط وإنما لم تحافظ على أدائها ولاعبيها ، ويأتي ذلك بسبب التكاليف المادية العالية التي ألمت بالفريق وأرهقت النادي فالنادي أصبح غارقا في الديون .
فعقود اللاعبين لمدة عام فقط وبعد الفوز بالدوري ازداد سعرهم السوقي بسبب أدائهم المتميز ليملك اللاعب جميع الخيوط و صار متحكما بجميع الخيارات فبالتالي الخيارات الفنية للمدير الفني تصبح مقيدة ومحددة، وحتى إذا تم استقدام لاعبين على مستوى جيد فهم بحاجة إلى فترة انسجام ، والانسجام لا يأتي بيوم أو شهر وشهرين .
وما قام به أبو الطاهر مع شباب الظاهرية لم يكن محض الصدفة وإنما بسبب توليفة من اللاعبين المنسجمين ، مع بعض التعزيزات هنا و هناك .

تجربة
من المبررات التي تتحجج بها الأندية في إبرام العقد لمدة سنة بان اللاعب سيخضع للتجربة ، وهم فعلا يخضعوه إلى التجربة وإذا نجحت يجني ثمارها ناد آخر إلا إذا تكلف النادي بدفع راتب كبير للاعب ، وهذا يعود لعدم وجود خبرة في عمل اختبارات فنية وبدنية للاعبين قبل التعاقد .

واقع
هناك حقيقة مفادها أن الاحتراف بحاجة إلى احتراف في تطبيق الاحتراف من خلال وجود منظومة رياضية واقعية ومنطقية واضحة المعالم والأهداف للاتحاد الفلسطيني والأندية تتمحور حول وجود لوائح وأنظمة تنظم عقود اللاعبين بما يتماشى مع إمكانيات الأندية و طموح اللاعبين ، وحسب ما نسمع من الأندية فإنها في خطر بسبب الفجوة الواسعة بين متطلبات الاحتراف وإمكانيات ودخل الأندية فعلى الاتحاد وضع الكثير من المحددات في العقود لان المستوى الفني والأداء المتميز والبطولات لا تأتي بالأموال فقط .

الناشئون
الكل يجزم بان الحلول المهمة لهذه الإشكاليات الاستثمار في قطاع الناشئين وحقيقة ومن خلال تتبعنا لدوري مواليد ال95 هناك مجموعة متميزة من اللاعبين واللذين يتفوقون في الأداء على لاعبين نجوم ولكن هم بحاجة إلى رعاية أدق وأعمق ، فالكثير من الناشئين والشباب المميزين في الأداء يختفون فجأة ، هناك مأخذ على لجنة المسابقات و الاتحادات الفرعية في اختيار توقيت دوري الناشئين الذي تصادف مع امتحانات التوجيهي وحرم الكثير من المشاركة .

السرية معدومة
للأسف الشديد هناك عدم دراية من قبل الأندية في التعامل مع الإعلام بموضوع الصفقات ، ولا يوجد هناك احترام واحتراف في التعامل مع خصوصيات النادي ، فترى خبر الصفقة سواء صحيح أم إشاعة منتشر على وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي ، وأيضا هناك مبالغة كبيرة من قبل الوسائل الإعلامية في تناقل أخبار الصفقات .