الصحافة الإسرائيلية ضد قرار الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين

بيت لحم- معا - تعاملت الصحافة الإسرائيلية عموما وكتاب الأعمدة والمحللين السياسيين والعسكريين المعتمدين فيها مع قرار حكومة نتنياهو إطلاق سراح 104 اسيبرا فلسطينيا اعتقلوا قبل توقيع اتفاقية اوسلو بعدائية شديدة وتحريض بوتيرة عالية، وكأن إسرائيل لا تحتل الضفة الغربية وبالتالي لا وجود مشروع للمقاومة وأسرى المقاومة .

تعاملت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم " الاثنين" مع قرار نتنياهو وكأنه قرار زائد عن الحاجة لا ضرورة له يطلق سراح " قتلة " ليسوا من البشر ويطلقهم على شوارع إسرائيل ومستوطناتها الهادئة الوادعة البريئة من كل ذنب حتى وان وصف القانون الدولي تلك المستوطنات الوادعة بجريمة الحرب الواجب إزالتها ومحاكمة مرتكبيها .

اتفقت الصحف الإسرائيلية اليمينية على إطلاق صفة "القتلة" على الأسرى الفلسطينيين وفي هذا السياق اختارت صحيفة يديعوت احرونوت عنوان رئيسي من كلمتين فقط " القتلة يتحرروا " فيما اختارت صحيفة " إسرائيل اليوم " المقربة من نتنياهو وحزب الليكود عنوان " نحو المفاوضات بقلوب اثقلها الحزب ....... إطلاق سراح سجناء فلسطينيين"، أما صحيفة هارتس الموصوفة باليسارية او المعتدلة فقد اختارت عنوان معتدل " الوزراء صادقوا على إطلاق سراح 104 سجينا فلسطينيا " دون أن تغفل نشر صورة كبير لمتظاهرين يهود معارضين يحملون صور القتلى اليهود، ويافطات رسم عليها كف يد ملطخة بالدماء .

واهتمت الصحف الإسرائيلية الرئيسية الثلاث "معاريف، يديعوت احرونوت، وهأرتس " بنشر مقالات لكتاب أعمدة ومحللين سياسيين معتمدين لديها اتفق غالبيتهم المطلقة على مهاجمة قرار إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين مختارين لمقالاتهم عناوين تشي بالمضمون التحريضي حتى قبل أن تقرأ المقال أو التحليل .

"ثمن الاستسلام" عنوان لمقال للكاتب "شلوم يروشالمي" نشرته صحيفة "معاريف" استهله بقوله "هل يوجد شخص مستعد أن يشرح لي لماذا نطلق سراح السجناء ولا نجمد الاستيطان ؟ انه استسلام نتنياهو للوزير نفتالي بينت الذي خلق وضعا دعم فيه حزب البيت اليهودي إطلاق سراح القتلة وان قرار نتنياهو في هذا المجال قرارا غير أخلاقي وجبان ".

وقال الكاتب " اوري ايلتسور" في مقال حمل عنوان "ماذا ربحنا " نشرته "معاريف" أيضا جاء فيه "على فرض إن المفاوضات لن تصل إلى اتفاق نهائي سيعدو الرئيس الفلسطيني بانجاز هام 100 سجين ونحن ماذا ربحنا ؟ فقط 9 أشهر أخرى من الهدوء لقد اثبتنا مرة اخرى باننا نفرط بالاشياء الهامة التي نمتلكها مقابل تأجيل المشكلة وليس حلها ".

" سيأخذون دون ان يعطوا " عنوان مقالة نشرها اليوم الكاتب والمحلل المعروف " ناحوم بارنيع " في صحيفة "يديعوت احرونوت" استهلها بهجوم عنيف على نتنياهو الذي تنكر لخطاباته الكثيرة المعارضة لصفقات من هذا النوع، متهما نتنياهو بعدم الإفصاح عما ستحصل عليه إسرائيل مقابل قرار الإفراج عن الأسرى خاصة ان الفلسطينيين لم يقدموا هذه المرة أي شيء".

المحلل السياسي المعروف "امنون ابرموفيتش " نشر مقال حمل عنوان " امتحان الشيطان " هاجم فيه امكانية اطلاق سراح الاسرى الفلسطينيين من سكان الخط الاخضر، معتبرا القضية مصيدة سياسية وقانونية خطيرة اذ لا يعقل اطلاق سراح مواطنين اسرائيليين قتلوا اسرائيليين داخل دولة اسرائيل في سياق صفقة مع السلطة الفلسطينية ".