الثلاثاء: 15/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

بعد الافطار......

نشر بتاريخ: 31/07/2013 ( آخر تحديث: 01/08/2013 الساعة: 16:03 )
يكتبها : المحرر الرياضي -عمر الجعفري

أرسل لي الكاتب والصحفي الرياضي صادق الخضور مقالة حتى يتم نشرها في زاويتنا اليومية بعد الافطار .... وقال الصديق " الخضور " ان هذه الزاوية تحظى باهتمام القراء ، بالاضافة ان هناك علاقة تربطك بالفريقين لذا امل نشرها مع الاحترام .
ونحن يسعدنا ان نلبي رغبة الاستاذ " صادق " الذي يقول :

العلاقة بين جمهوري الشباب والظاهرية أي بين العميد والغزلان يجب أن تكون بمنأى عن حسابات المبالغة في التعصب، وهي ترتبط في جزء منها بالتنافس والرغبة في حصد الألقاب، وتقترن بالفريقين صاحبي الجماهيرية الأعلى على امتداد الوطن، وبالتالي فإن الحفاظ على مسار العلاقة لتعانق الودّ المتبادل مسئولية العقلاء هنا وهناك.

أكثر الألفاظ التصاقا بالتعصب هي لفظة "الأعمى"، وفي المقابل هناك لفظتان متلازمتان الحكمة والعقلاء ، فهل تكون حكمة العقلاء هي الكفّة الراجحة التي تغلّب صوت المنطق في هذا الشهر الفضيل، وليس من المقبول أن تكون المجاملات في حال فوز فريق ما بلقب سحابة عابرة بل هي حريّة أن تكون سحابة ممطرة، وشجرة طيبة جذرها في الأرض وفرعها في أعالي الوفاق.

هي دعوة في هذا الشهر الفضيل المبارك لكبح جماح التعصب والاحتكام لصوت المنطق، وتهيئة الجماهير لفتح صفحة جديدة من العلاقة التي اتسعت فجوة التباين بين طرفيها في الأسابيع الأخيرة، والمنتظر قبل بدء الموسم الجديد التعبير عن حسن النوايا وجسر الهوّة بين فريقين شكّلت جماهيرهما دوما فاكهة الملاعب الفلسطينية.

الظاهرية تتأهّب لاستقبال فارس من فرسانها وهو الأسير المحرّر عاطف وريدات الذي أمضى في الأسر ثلاثة عشر عاما وهو من الأوفياء لرسالة الشهيد أبو عمار، والعميد يتحضّر لخوض غمار نصف نهائي كأس الراحل أبو عمار، وانطلاقا من هذه المصادفة التي يبرز الرئيس الراحل ياسر عرفات في جوهرها يمكن التأمّل بأن تكون الأيام المقبلة شاهدا على رأب الصدع والاحتكام لما تفرضه الجغرافيا من انتماء للوطن ولا نقول للجنوب، والاستجابة لمعطيات التاريخ النضالي لكلا الناديين الضاربين جذورهما في أعماق العطاء وصدق الانتماء للوطن.

من حق جماهير كل فريق الغيرة على اسم فريقها، لكن المثل قال: أي شيء يزيد عن حدّه ينقلب لضدّه، وكذا كان، فهل يبادر الحكماء هنا وهناك لتقديم مبادرة لتنقية الأجواء الملبدّة وإعلان هدنة على المنتديات والفيس، فالعلاقة المفترضة أكبر من أن يكدّر صفوها تعليق هنا أو هناك.

التعصّب والشغب الجماهيري والتلاسن والتراشق والكتابات الخارجة عن النص يجب أن تتوقف لتزول إلى غير رجعة وهذا لا يتأتى بقرار بل بقناعات فرديّة، فهلاّ كان الانتصار لهذه الروح الإيجابية؟

هي دعوة نتطلّع لأن تجد آذانا صاغية وقلوبا طيبة وعقولا نيرّة عازمة على تجاوز إرهاصات الفعل وردّ الفعل، والتوقيت العشر لأواخر من الشهر الفضيل، والمكان جنوب الوطن وتحديدا محافظة الخليل، وأي موقف مسئول من أي مسئول سيكون موضع ترحيب.

الغزلان والعميد، توأمان وإن تباينت الرؤى، وفي كثير من مباريات المنتخب الوطني توحدّت جماهيرهما وهتفت للفدائي، ومجرّد استحضار هذا النموذج من الوفاق والتلاقي كفيل بقبر كل سلوك عدائي.

نقول هذا وندرك أن الرياضة وجدت لتجمّع وتوحّد لا لتفرق، فالتعبير الأجمل هو" الروح الرياضيّة"، وأي تنافر يقتل هذه الروح ويحيلها جثّة هامدة، وعلى جماهير الفريقين مراجعة الجسابات والتأمل في الممارسات والتصريحات قبل الوصول إلى نقطة اللاعودة.