الاستنفار في المدن الفلسطينية خشية عمليات ارهابية يهودية والطيراوي يطلب من الفلسطينيين توخي الحذر
نشر بتاريخ: 19/08/2005 ( آخر تحديث: 19/08/2005 الساعة: 11:25 )
معا - تقرير اخباري - في ساعات صباح الجمعة كان المسافرون بسياراتهم وسط مدينة بيت لحم يصطدمون برجال الشرطة تطلب منهم تغيير مسارهم ، واول ما يخطر ببال السكان ان هناك حاجزا لجيش الاحتلال ، الا ان المرة كانت تختلف حيث كان الحاجز للشرطة الفلسطينية ،وكانت وحدة الهندسة في الشرطة تستعين بسيارة معالجة المتفجرات التي تسلمتها من مبعوث الدول الاوروبية قبل شهر ، وكان الخبراء يتقدمون من سيارة من نوع بيجو فرنسية الصنع لفحصها خشية ان تكون مفخخة .
والحق يقال ان الصورة باتت مقلوبة ، فهذه بيت لحم وغيرها من المدن الفلسطينية التي كانت تصدر الخوف والذعر للمدن العبرية ، تراها تستورد الان خوفها وذعرها من المستوطنات اليهودية .
وبعد ان شاهد الفلسطينيون طوال الايام الماضية مئات اليهود المتطرفين يبكون بشكل هستري ويربطون انفسهم بالمستوطنات في غزة ، يعرفون الان ولاول مرة ان الحديث يدور عن مجموعات ارهابية لا تقل خطورة عن اية مجموعات ارهابية مجنونة لا تتورع عن فعل اي اثم لتحقيق غاية ايدويولوجية لا سيما تهديداتهم بتفجير المسجد الاقصى .
وبالتزامن مع ما يراه المشاهد الفلسطيني من صور لهؤلاء المتطرفين الذين اعتدوا على قادة الجيش والجنود تأتي تحذيرات جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي الشاباك ، من خطر هؤلاء وخطورة مخططاتهم ، ويبدو ان القيادة الفلسطينية وحتى الامن الفلسطيني لم يكن يعرف بأن خطر المستوطنين قد يصل الى هذا الحد .
قادة في جهاز الشاباك كانوا التقوا الليلة الماضية بعدد من المراجع الدينية اليهودية بينهم الحاخامان الاكبران للدولة العبرية ونبهوا الى خطورة العمليات الارهابية التي تقوم بها عناصر يمينية مثلما حدث في مستوطنة شيلو مساء الاربعاء .
وكان مستوطنون من مستوطنة شاعر تكفا الواقعة قرب بلدة عزون عتمة في قلقيلة القوا زجاجات حارقة باتجاه سيارات المواطنين الداخلة للقرية , وعلى اثرها قامت قوات الاحتلال في المنطقة باغلاق بوابة القرية الحديدية لمنع دخول او خروج المواطنين منها . وفي نفس السياق قام مستوطنون باحراق بيوت بلاستيكية تابع لسكان قرية النبي الياس القريبة من مدينة قلقيلية .
وفي جنين قام اكثر من مئة مستوطن من المتطرفين اليهود بمهاجمة محطة وقود فلسطينية قريبة من مستوطنة صانور الواقعة جنوب جنين وقاموا بتحطيم محتوياتها من اجهزة ومعدات كما قاموا بمهاجمة احد المنازل القريبة من المحطة حيث قاموا بالقاء الحجارة على نوافذ المنزل مما ادى الى تكسير الزجاج فيها
وافاد العامل الذي يعمل في المحطة انه شاهد مئة مستوطن متطرف يحملون اسلحتهم ويركضون باتجاه محطة الوقود الفلسطينية فقام على الفور بالهرب منها خوفا على حياته واوضح العامل انه شاهد الجيش الاسرائيلي يحاول منع المستوطنين من تكسير محتويات المحطة الا انه لم يستطع منعهم ولم يغادروها الا بعد ان دمروا كل شيئ فيها
وتعرض مواطنو بلدة الفندق، شرقي قلقيلية بالضفة الغربية، مساء اليوم، لاعتداءات مستعمرون من مستعمرة " قدوميم" المقاومة على أراضي كقر قدوم
وفي مدينة نابلس افاد مراسلنا ان مستوطنون قاموا باقتحام قرية بورين القريبة من المدينة واعتدوا على المواطنين في القرية وتدمير محتويات منزلي المواطنين ابو بسام ,وابو مروان.
والى جانب الخطر الدائم الداهم لمنطقة الحرم الابراهيمي في الخليل ، يمتد الخطر الى كنيسة المهد والمدن والمناطق المختلفة ، فقد اعلن الامن الفلسطيني حالة استنفار قصوى في مدينة بيت ساحور مساء الخميس بعد ورود معلومات عن مستوطن مسلح يرتدي اللباس العسكري ويتسلل الى البلدة ، وعاشت المدينة ساعتين من القلق والتوتر لم يسبق ان عاشته .
وفي تعليقه على انقلاب الصورة قال مدير المخابرات الفلسطينية العامة العميد توفيق الطيراوي ( طبعا هناك خطر حقيقي على امن الشعب الفلسطيني وهو خطر مستمر ومتواصل والمفروض ان الامن الاسرائيلي يتحمل مسؤولياته في كبح جماح هؤلاء المتطرفين الذين يملاؤون الشوارع ) وردا على سؤال اذا كان الامن الفلسطيني قادر على كبح جماحهم قال الطيراوي ان الامن الفلسطيني ممنوع من الحركة والتجول بين الطرق وبالتالي لا يتمكن من حماية الفلسطينيين بين المدن .
وينصح الطيرواي المواطنين الفلسطينيين ان يتوخّوا الحذر على الطرق بين المدن وطالب الامن الاسرائيلي ان يقوم بدوره ورفض الطيراوي من الاساس اية محاولة من الامن الاسرائيلي للتنصل من المسؤولية وان يقولوا بانهم ليسوا قادرين على ذلك .
وطالب الطيراوي المؤسسات الدولية وامريكا والدول الاوروبية التحقيق في هذه الجرائم ويؤكد بأن الامن الفلسطيني كان حذّر دائما بان المستوطنين ووجودهم في الااراضي الفلسطينية اصلا يشكل خطرا على حياة المدنيين والسكان الابرياء .
وكان الطيراوي في بداية انتفاضة الاقصى اعلن ان لدى السلطة قائمة باسماء المتطرفين اليهود الذين قتلوا او يخططون لقتل فلسطينيين وان السلطة سلّمت اسرائيل هذه القائمة ، وطالب - و لا يزال يطالب - اسرائيل باعتقالهم ومحاكمتهم قبل وقوع جريمة جديدة .