الجمعة: 15/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

الجيش الإسرائيلي: حرب لبنان الـ 3 قصيرة سريعة مؤلمة

نشر بتاريخ: 04/08/2013 ( آخر تحديث: 05/08/2013 الساعة: 13:23 )
بيت لحم- معا - تعيش إسرائيل حالة من الرضا التام والهدوء السائد على الحدود مع لبنان والازدهار الذي تعيشه مستوطنات الشمال لأكثر من 7 سنوات هي تاريخ انتهاء حرب لبنان الثانية لكن هذا الرضا لم يمنعها من الاستعداد للمواجهة القادمة التي تنتظر الشرارة التي ستشعل المنطقة.

وأضاف موقع "معاريف" الالكتروني الناطق بالعبرية صاحب التقرير المنشور اليوم الأحد أنه ورغم مواصلة حسن نصرالله رحلة الهرب والاختفاء وتورط رجاله في الوحل السوري فان تغيير اتجاه قاذفات الصواريخ ليس بالأمر المعقد والصعب لتحول نيرانها وصواريخها باتجاه إسرائيل.

ونقل الموقع عن رسالة الكترونية بعثها قائد كتيبة احتياطية لافراد كتيبته جاء فيها "نجري هذا التدريب على نموذج لموقع لبناني ومن الضروري أن أذكركم بمدى أهمية حضوركم هذا التدريب لأنه من المحتمل جدا أن نحتاج خبراتنا المتراكمة هذا الصيف"، ويبدو ان هدف الرسالة الالكترونية التي تلقتها الكتيبة الاحتياطية واضح جدا وذات رسالة جلية مفادها "صحيح نعيش حالة من الهدوء لكن الطرفين يعرفان بان حرب لبنان الثالثة باتت قريبة".

وأضاف موقع معاريف مقتبسا من مصادر عسكرية "وقف أفراد عائلات الجنود الذين قتلوا في حرب لبنان الثانية على قمة جبل "ادير" في المنطقة الشمالية وذلك في سياق احياء الذكرى السابعة لهذه الحرب واطلوا من على هذا الجبل على بيوت القرى في الجهة المقابلة وجميعهم يعلم بان هذه البيوت قد شهدت مقتل أبنائهم كما يمكن مشاهدة التغيرات التي حدثت على المشهد العام فيما يتعلق بالجهة الإسرائيلية التي باتت أكثر اخضرارا فيما كان لون المناطق اللبنانية مختلفا وذلك نتيجة أعمال التجريف واقتلاع الأشجار التي نفذها الجيش الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة وبعدها واقتلع الكثير من الأحراش والمحميات الطبيعية التي استخدمها حزب الله لكن ألان أيضا يمكننا رؤية اخضرار أكثر في الجانب اللبناني حيث زرع حزب الله الكثير من الأشجار ليحولها فيما بعد لاماكن للاختفاء والتستر".

لا حماية ولا حصانة من خطر الإصابة

الحرب القادمة أو حرب لبنان الثالثة ستبدو مختلفة تماما بالنسبة لطرفيها فالجيش الإسرائيلي يعتقد بان حربه القادمة ستكون عنيفة ومؤلمة وقاتلة حيث ارتفع رصيد بنك الأهداف التي سيهاجمها على مساحة لبنان بمئات المرات لكن وعلى الجهة المقابلة حزب الله زاد من قوته وتحول نتيجة الإحداث التي تشهدها بعض دول المنطقة إلى عدو إسرائيل الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وهو ذراع الدولة التي تهدد بمسح إسرائيل عن الخارطة "إيران".

من الواضح ان عدد الصواريخ التي ستطلق من لبنان سيتجاوز الآلاف وستقوم القبة الحديدية باعتراض بعضها لكن هذه البطارية لن تتمكن من الدفاع عن اسرائيل لفترة طويلة حيث يدور الحديث عن كمية صواريخ لم يسبق للعمق الاسرائيلي ان تعامل مع مثلها وستهدد الصواريخ منطقة الوسط ولهذه الاسباب مضافة للضغوط الدولية التي ستمارس على اسرائيل وضع الجيش الاسرائيلي خطته للحرب القادمة التي ستكون مدمرة وقاتلة لحزب الله وللبنان عموما بما يفوق ما حدث وما جرى في حرب لبنان الثانية لكنها ايضا ستكون قصيرة.

ووفقا لتقديرات الجيش الإسرائيلي التي نقلها الموقع الالكتروني لصحيفة "معاريف" فان الحرب القادمة وفقا للخطة الإسرائيلية ستكون شديدة العنف وذات قوة تدميرية هائلة وغير مسبوقة وستتضمن توجيه ضربات جوية ومناورات أرضية حادة وسريعة ومفرطة في العنف والقوة ووفقا لأقوال الجيش وقادته فان أي هدف في لبنان لن يكون محصنا ومحميا من الضربات خاصة وان إنذارا أرسل لسكان الجنوب اللبناني قبل عام عما ينتظرهم في الحرب القادمة إذا واصل حزب الله استخدامهم كدروع يحتمي بها في مواجهة إسرائيل حسب ادعاء الجيش الإسرائيلي.

الهدف سلاح يوم الحساب

يحاول حزب الله هذه الأيام وهو معني بذلك ان يحافظ على الاستقرار والهدوء وعدم التسرع في العمل ضد إسرائيل وسيواصل في الأثناء إرسال الطائرات دون طيار كما فعل العام الماضي ومحاولة تنفيذ عمليات في الخارج مثل العملية التي وقعت في بلغاريا إضافة لعمليات جمع المعلومات الخاصة بإمكانية تنفيذ عمليات في العمق الإسرائيلي فالحزب معني بالحفاظ على موقعه كقائد للمقاومة ضد إسرائيل دون إن يتحمل مسؤولية مباشرة.

يمتلك حزب الله قوة هائلة تتكون من الاف الصواريخ المضادة للدبابات والقذائف الصاروخية وقذائف الهاون وراجمات الصواريخ والمدافع بانواعها والكثير الكثير من الصواريخ بمديات مختلفة ومن طرازات متنوعة لكن بقي الهدف الرئيسي والأساسي للحزب يتمثل بامتلاك "سلاح يوم الحساب" وذخائر كاسرة للتوازن وأسلحة إستراتيجية مثل صواريخ ساحل- بحر من طراز ياخونت وصواريخ دفاع جوي متطورة وصواريخ ذات مدى بعيد وطبعا الحصول على أسلحة كيماوية وجميع هذه الأسلحة موجودة حاليا في مخازن وأراضي سوريا ويواصل حزب الله جهوده الهادفة الى تهريبها ونقلها الى لبنان رغم إعلان وتصريح إسرائيل بأنها لن تسمح بذلك ووفقا لمصادر غربية شنت عدة غارات في سياق محاولات منع وصول الأسلحة لحزب الله.

يطلق الجيش الإسرائيلي على الحرب الدائرة رحاها تحت الأرض"الحرب السرية" لقب المعركة الدائرة بين حربين "حيث تحرص إسرائيل على تجسيد" سيادتها حتى الخط الأزرق تماما وتنفيذ عمليات تبعد حزب الله من خط الخدود وتدفعه نحو الداخل ويعمل الجيش هذه الايام بكثافة واضحة داخل المناطق الحدودية المعزولة "الجزر" الحدودية ويستخدم معلومات استخبارية لتفكيك وتحييد أي نشاطات معادية في المنطقة.

السنة ضد الشيعة

دخلت الحرب السورية بقوتها وشدتها وسط كل هذه المعطيات والاعتبارات حيث لا ينوي إيران وحزب الله السماح بسقوط الأسد ولهذه الغاية أرسلوا مقاتلي الحزب لمساعدة الأسد الأمر الذي اضعف قوة الحزب الذي فقد الكثير من مقاتليه في سوريا كما وجد الحزب الشيعي نفسه في أسوء حالة جماهيرية وأسوء صورة وتفجرت مقولة "جيش الدفاع اللبناني" الذي حاول نصرالله تصويرها.

كما رسخت صور آلاف المقاتلين التابعين للحزب يحاربون في سوريا صورتهم كمرتزقة يعملون في خدمة إيران وسوريا وهناك أطراف سنية لبنانية باتت تمس أماكن حساسة في الحزب وتحولت قواعده والقرى المؤيدة له لأهداف على قائمة المتمردين السوريين وتحولت المواجهات بين السنة المعارضين للأسد والشيعة المؤيدين له في طرابلس إلى روتين يومي وبعلبك وصيدا وصولا إلى الضاحية الجنوبية معقل حزب الله في بيروت التي مالها بعض القصف الصاروخي.

إضافة للوضع الإقليمي هناك 28 دولة أوروبية وضعت الجناح العسكري لحزب لله على لائحة الإرهاب كما نشر مجلس التعاون الخليجي، البحرين، الكويت، عمان، السعودية، الإمارات العربية، إعلان جاء فيه بأن تعتبر حزب الله منظمة إرهابية ولا تفرق بين قيادته السياسية والعسكرية وبالتالي فان حزب الله بكامله منظمة إرهابية وقررت فرض عقوبات عليه.

لقد أحسن قائد المنطقة الشمالية الإسرائيلية الجنرال "يائير غولان" حسب تعبير الموقع العبري وصف الوضع السائد على الحدود الشمالية حين قال نهاية الأسبوع الماضي "يبدو كل شيء متشابه ومتماثل لكنه في الحقيقة مختلف، حزب الله مسلح أكثر ومدرب اكثر لكنه يواجه تحديا داخليا ويحارب في سوريا ويواصل كونه عنصرا هاما ومركزيا في محور الشر ويستمر بالنظر لإسرائيل كشيطان يجب انهاء وجوده من العالم وسوريا التي كان حاميته ويستند اليها مشغولة بحربها الخاصة وتدمير ذاتها مستخدمه كافة أنواع الأسلحة لذبح مواطنيها وأيضا إيران متواجدة في عين المكان أكثر من أي وقت مضى متواجدة تماما على حدودنا وتقوم في لبنان ببناء قوة بمستوى تدخل مباشر غير مسبوق وفي سوريا متواجدة في جميع الأماكن تقدم الاستشارات وتسلح وتوجه وتؤثر في كل شيء ".

السؤال بقي على حاله ماذا سيحدث في الحرب القادمة ؟ "واجه الجيش الإسرائيلي والمستوى السياسي انتقادات حادة وغير مسبوقة تلت حرب لبنان الثانية انتهت باستقالة رئيس الأركان دان حالوتس لكن يمكن القول وعلى ضوء الهدوء السائد في المنطقة بان هذه الانتقادات كان مبالغ فيها، صحيح تم تحسين مخازن الطوارئ بشكل غير مسبوق ربما يمكننا رؤية بعض الشقوق في جدار الاستعدادات للحرب القادمة خاصة في مجال استعداد قوات الاحتياط التي تعاني من تقليص الميزانيات ونقص التدريبات بسبب هذا التقليص رغم كل هذا وعد قائد المنطقة الشمالية " غولان " عائلات القتلى باستيعاب كل الدروس والعبر مؤكدا لهم بان هذه العبر تم استيعابها فعلا قائلا "القيادة الشمالية مسلحة ومدربة ومستعدة وتم ملائمة التدريبات لطبيعة المهام وتم تعبئة المخازن ونملك خطة جدية جدا وكلي امل ان نواصل مسيرة التحسينات والتطوير ونواصل بناء القوة الرادعة والتأكد بان الدروس التي دفعنا ثمن استخلاصها الدم تواصل لعب دور الحد والخط الموجه والقائد لسلوكنا وتصرفاتنا المتعلقة ببناء القوة وتنفيذ العمليات" اختتم الموقع الالكتروني تقريره.